بعد أن كان وراء اقتراح المدرب الجديد على وفاق سطيف، تحدث اللاعب الأسبق كريم بن أوناس في هذا الحوار الهاتفي، عن المدرب الإيطالي "ديلاكاسا جيوفاني"، الذي عمل معه في نادي "فاساس" المجري، وعم يتذكره من تجربته مع وفاق سطيف... مساء الخير كريم؟ مساء الخير من معي؟ معك صحفي جريدة "الهدّاف" من مدينة سطيف؟ "أوووه" تذكرتك سمير، كيف أحوالك وكيف أحوال سطيف والوفاق؟ غابت عني اتصالاتك منذ مدة، بصراحة "توحشتكم وتوحشت سطيف بزاف". كيف أحوالك؟ الحمد لله، أنا حاليا أقضي العطلة بفرنسا، بعد تجربة مفيدة في المجر سبقتها أخرى في الصين. لنبدأ من قضية المدرب الجديد للوفاق، والذي كنت وراء اقتراحه على سرّار؟ فعلا سعدت قبل ساعة من الآن (الحوار أجري أمسية الخميس)، لما علمت هاتفيا أن المدرب "ديلاكاسا" وقع عقده الرسمي مع وفاق سطيف. قبل أن نعرف الأسباب، كيف كانت فكرة اقتراحك المدرب الجديد؟ رغم أن فترة بقائي في الوفاق لم تتعد نصف الموسم، إلا أنني أحتفظ "بكل الخير" عن هذه المدينة وفريقها، وبقيت أتابعه وأشجعه دوما فقد كنت المناصر رقم واحد للوفاق من الصين حين لعبت هناك موسمين، وقادني المكتوب في المجر للعمل مع "جيوفاني ديلاكاسا" مدة موسم واحد مع فريق "فاساس" المجري، وهناك أدركت أنه أفضل وأكفأ مدرب تعاملت معه، ولهذا في المدة الأخيرة وبعد أن اطلعت في الجرائد على الأنترنيت، أن وفاق سطيف يبحث عن مدرب فكرت في الأمر. وما هي الخطوات التي قمت بها؟ تحدثت أولا مع المدرب "ديلاكاسا" هاتفيا عن رغبته في العمل بالجزائر، وبعد حصولي على موافقته بحثت عن رقم هاتف الرئيس سرّار، الذي لم أكن أملكه لأنه لم يكن لدي أي اتصال معه منذ مغادرتي الوفاق، وبعد حصولي عليه كان الاتصال والاقتراح. هل اقتنع سرّار بسهولة بمقترحك؟ لم يكن هناك أي صعوبات، سرّار رئيس يفهم كرة القدم، لذلك استوعب الرسالة التي أبلغتها له عن قدرات هذا المدرب، وسارع إلى الاتصال به ومن خلال الأحاديث الهاتفية بينهما أخذ الرئيس سرّار فكرة جيدة عن "ديلاكاسا". بما أنك عملت مع هذا المدرب وتأثرت به، ما هي نقاط قوته في رأيك؟ لما نقول مدرب إيطالي فهذا معناه مسبقا الصرامة التكتيكية والجدية والانضباط في العمل، إنه مدرب كفء كما أنه يحسن التكلم مع اللاعبين وله قوة إقناع اللاعبين وإعادة الثقة إليهم، وما تشجعني لاقتراحه على وفاق سطيف أنه يتقن الفرنسية، وبالتالي لن يكون له مشكل في التواصل مع اللاعبين، وأريد أن أضيف شيئا. تفضل؟ الطريقة التي عمل بها معنا "ديلاكاسا" في نادي "فاساس" المجري جعلتنا نحبه كثيرا، إلى درجة أنه في آخر حصة تدريبية الموسم الماضي عندما ودّعنا، بكى 10 لاعبين لم يتمالكوا أنفسهم كان ذلك موقفا مؤثرا جدا لنا. اقتراحك إياه لتدريب الوفاق، يدل على شيء خاص لك تجاه سطيف، أليس كذلك؟ بطبيعة الحال فسطيف دوما في القلب، ورغم أن المدة التي لعبتها في الوفاق ليست طويلة إلا أنني أحمل صورة جميلة عن المدينة، الفريق، الأنصار وخاصة الرئيس سرّار، كما لا أنسى الدعوات التي كانت تصلني أسبوعيا من سطيف وعين ولمان وجعلتني لا أحس تماما بالغربة، وإذا اقترحت المدرب والإدارة قبلته فهذا يدل على أمرين. ما هما؟ اقتراحي مدربا أراه سيقدم الكثير للوفاق السطايفي، معناه أنني لا أحمل تجاه المدينة وفريقها سوى معاني "الخير"، وقبول الرئيس سرّار مقترحي وتفاوضه مع المدرب ثم جلبه، معناه أنني محل ثقة لدى الرئيس سرّار وأن السطايفية يحملون عني كل الخير خلال 6 أشهر التي تقمصت فيها ألوان الوفاق. وماذا ترى المدرب "ديلاكاسا" قادرا على فعله في سطيف؟ أنا متأكد أنه المدرب الذي سيقود الوفاق لتحقيق كل الأهداف التي يلعب من أجلها، وفي مقدمة ذلك رابطة أبطال إفريقيا، لأن النادي حسب معلوماتي أقصي قبل نصف النهائي من المنافسة الأخيرة، وحتى مدة عقده موسما ونصف معناها أنه سيكون له الوقت الكافي لتحقيق هذا الهدف، صدقني لو كان لي مقدار ذرة من الشك في قدرات هذا المدرب ما اقترحته، لأنني متأكد من الآن أن الأنصار في نهاية الموسم سيذكرونني بالخير، وسيقولون شكرا لكريم بن أوناس الذي وجهنا للتعاقد مع هذا المدرب، وكان وراء جلبه إلى سطيف. إذا عدنا إلى تجربتك مع الوفاق في إياب 2005-2006 ماذا تتذكر منها؟ أتذكر منها كل الخير ولو لم يكن هناك خير، ما اقترحت مدربا أراه قادرا على قيادة الفريق إلى تحقيق أهداف وألقاب، ليست على المستوى الوطني فقط ولكن على المستوى القاري أيضا، فرغم أن الفترة التي لعبتها ذلك الموسم كانت قصيرة، إلا أنها كانت ممتعة جدا. ماذا تتذكر منها أكثر؟ مدرجات ملعب سطيف التي كانت مكتظة على الدوام في مقابلات البطولة، رغم أننا لم نكن نلعب من أجل اللقب ولكن فقط من أجل احتلال مرتبة مؤهلة لكأس العرب، وهو ما تمكنا من تحقيقه في النهاية، وكانت صور تنقلات الأنصار راسخة في ذهني ويوجد لقاء لن أنساه أبدا. ما هو هذا اللقاء؟ مواجهة الكأس أمام إتحاد بسكرة التي لعبناها في باتنة وفزنا بها (3-1)، حيث فوجئنا عندما دخلنا أرضية الميدان بجل مدرجاته ملونة بالأسود والأبيض، لقد تنقل أنصار الوفاق بعدد يفوق 15 ألف مناصر. ولكن الوفاق ضيع في ذلك الموسم كأس الجمهورية التي كانت في متناوله؟ نعم أقصينا أمام مولودية العاصمة في البويرة، رغم أننا كنا أفضل بكثير من المولودية في تلك الفترة، لكن يوم اللقاء لعبنا في بركة مياه بعد التساقط أمطار غزيرة، لقد أقصينا وكانت صدمة لنا، والأكيد أن فريق موسم 2005-2006 كان يلعب كرة رائعة، كان الجمهور يستمتع خاصة في المواجهات التي لعبناها أمام الشلف، شباب قسنطينة، البليدة، مولودية الجزائر، وحتى لو لم نحصل في ذلك الموسم على لقب، لكن كان النواة للفريق الذي حصد فيما بعد على الألقاب بأسماء دلهوم، معيزة، حاج عيسى، بورحلي، دراج، كايتا، يخلف وبن شعيرة. لماذا غادرت بسرعة سطيف؟ في نهاية ذلك الموسم وصلني عرض من نادي "جولفي سانتي" البرتغالي من الدرجة الأولى، وبطبيعة الحال أي لاعب يتمنى أن يكون في بطولة أوروبية احترافية، والأمور لم تسر فيما بعد جيدا ما جعلني أمضي في "سان ڤراتيان" الفرنسي من القسم الوطني، وبعدها إلى الصين ثم إلى المجر. هل ما زلت تتابع الوفاق؟ كيف لي أن أقترح مدربا على رئيسه لو لم أكن أتابعه، فأنا تعلقت به منذ لعبي له وأصبح فريقي الأول في الجزائر، لأنه الوحيد الذي لعبت له في الجزائر، عندما كنت في الصين شجعت الوفاق وبعدها في المجر. وإذا عُرض عليك المجيء مجددا إلى الوفاق، ماذا سيكون ردك؟ هذا سؤال لم أفكر فيه تماما، كرة قدم مكتوب وأنا ما زلت في سنوات العطاء (من مواليد 9 فيفري 1984)، لكنني أركز الآن مع نادي "فاساس"، رغم أنه في الموسم الموالي لمغادرتي كان لي اتصال للعودة، وجاءني أحد مسيري الوفاق (يقصد صادي حين سافر إلى فرنسا)، لكن مسؤولي نادي "سان ڤراتيان" رفضوا يومها تسريحي. وإذا تلقيت دعوة لتكون ضيف شرف في إحدى مقابلات الوفاق، هل ستحضر؟ إذا كان برنامجي لا يتعارض مع موعد الدعوة والمقابلة التي سأستدعى لها، فسآتي إلى سطيف بعينين مغمضتين، ولن أنتظر حتى تذكرة السفر من إدارة الفريق بل سأشتريها من مالي الخاص. هل ما زالت لك علاقة ببعض لاعبي الوفاق؟ للأسف انقطعت الاتصالات، لأنني كنت دائم التنقل بين فرنسا، الصين والمجر، ولكن أنتهز هذه الفرصة لتقديم التحية عبر "الهدّاف" لكل اللاعبين الذين تشرفت باللعب إلى جانبهم، خاصة حاج عيسى، بورحلي، معيزة، بن شعيرة، يخلف، دلهوم ومزاير وليسمح لي من نسيتهم، وتحية خاصة للجميع. ماذا تقول لأنصار الوفاق؟ منذ السنة التي حملت فيها ألوان الوفاق وأنا أعرف أن هذا الجمهور سيدفع فريقه إلى الأمام وهو ما حصل، وأتمنى أن يبقوا يساندون الفريق لكي يحافظ على وتيرة حصد الألقاب، وأن يقفوا خلف سرّار لأنه يعرف كرة القدم جيدا، ولو فكر (أي سرّار) ما تمكن من تحويل الفريق في سنوات قليلة من مجرد فريق يلعب في كل موسم على تفادي السقوط، إلى ناد يتنافس على الألقاب في الجزائر ويجلب الألقاب الإقليمية. ماذا تضيف في الأخير؟ بلغ لي إلى عين الفوارة، واشرب كأسا من مائها نيابة عني، كما أحيي أبناء عين تموشنت مسقط رأس، وأؤكد لهم أنه قبل بداية الموسم القادم سأرسل لاعبين مغتربين من فرنسا لتدعيم الشباب المحلي (نطقها السيارت)، من أجل الصعود إلى القسم الأول.
