اختارت ركلات الترجيح كفة المنتخب التونسي حتى يكون في النهائي وحرمت "الخضر" من فرحة كانت قريبة للغاية منهم، وعلى الرغم من ذلك إلا أن الإقصاء لا يخفي النتائج الإيجابية التي حققها منتخب المحليين خلال المشاركة في دورة الخرطوم (انتهت تقريبا مادامت المرتبان الثالثة أو الرابعة دون معنى) عندما أكد اللاعبون مستواهم وقدراتهم، بعد أن صاحب تنقل المنتخب تشكيك كبير في قدرات اللاعبين من طرف كثيرين ووصل الحد بالبعض إلى توقع الإقصاء من الدور الأول ب 3 هزائم. لا يمكن لركلة ترجيح أن تغيّر نظرة الجزائريين وكان يمكن أن تبتسم ركلات الحظ للمنتخب الجزائري وأن يكون أول منشط للنهائي غير أن القدر أراد الكفة التونسية، ويعرف الجزائريون جيدا أن منتخبهم قدّم كل ما عليه ولم يدّخر اللاعبون أي جهد أمام منتخب تونس الأول وأنه كان يمكن أن يكون "الخضر" عوض "نسور قرطاج" غدا في مباراة النهائي، وهو ما يدفع للتأكيد أن ركلة ترجيح ضائعة لا تغيّر نظرة الجزائريين بشأن ما قدمه المنتخب في 120 دقيقة (وقبلها في أربع مباريات)، فالذين يعرفون كرة القدم جيدا وشاهدوا بالأخص الشوط الثاني الذي طبق فيه اللاعبون كرة جزائرية محضة تأكدوا أنه كان يمكن أن تنتهي المقابلة في وقتها الأصلي لولا غياب الحظ والخبرة وحتى "الصنعة" على حد تعبير بن شيخة. بن شيخة كان فخورا بكل لاعبيه واحتضنهم بحرارة وكان المدرب الوطني فخورا للغاية بلاعبيه في نهاية اللقاء حيث سبقهم إلى الفندق واحتضن كل لاعب على حدة في موقف مؤثر للغاية، مؤكدا اعتزازه برفقاء لموشية وما قدموه على أرضية الميدان لأن الأمر عندما يصل إلى ركلات الترجيح التي تبقى إحدى جزئيات كرة القدم فلا يمكن إلا انتظار الحظ وبالتالي لا يلام اللاعبون بل بالعكس يُشكرون على ما قدموه من عطاء. 5 مباريات دون هزيمة أنستنا وقت "التبهديل" وكان المنتخب الوطني الذي شارك في هذه الدورة في ورطة بسبب وجوده رفقة المنتخب السوداني المنظم في مجموعة واحدة وهو المنتخب السوداني الأول، إضافة إلى منتخب الغابون الذي يضم لاعبين من المنتخب الأول (يحتل مرتبة متقدمة في تصنيف الفيفا) فضلا عن أوغندا التي لعبت عدد معتبر من لاعبيها نهائي دورة حوض النيل الودية في مصر، غير أن "الخضر" تجاوزوا المأزق وتأهلوا كما تجاوزوا عقبة منتخب جنوب إفريقيا الذي فاز ب 3 لقاءات في الدور الأول، ولم يقص رفقاء مفتاح إلا بالتعادل أمام تونس لتكون المباريات الخمس دون هزيمة بمثابة القطيعة مع وقت "التبهديل" والإقصاءات من الدور الأول. ما عدا المنتخب الأول كل الفئات الشبانية ل "الخضر" لم تكن تفوز على الأفارقة وإذا كان رفقاء جابو قد أقصوا أوغندا والغابون بالإضافة إلى جنوب إفريقيا فإنه يجب التذكير بأن كل الفئات الشبانية للجزائر لم تتعوّد على تحقيق انتصارات في المنافسات الإفريقية بمختلف تسمياتها، وهو ما أكده لنا معيزة الذي قال: "لعبت في صنفي الأواسط والآمال للمنتخب الوطني ومن كان من النادر أن نفوز على منتخب إفريقي ولو في الأدوار التمهيدية، لهذا لابد من الإشادة بما فعله الشبان في هذه الدورة". اللاعبون أكدوا أنّ البطولة الوطنية ليست معدومة وما نقص المنتخب الوطني ليكون في النهائي قليل من الخبرة لدى بعض اللاعبين الذين باكتسابها في المنافسات الإقليمية سيكون بإمكان هذا المنتخب أن يكون أقوى مستقبلا، ولو أن اللاعبين أكدوا على الأقل في السودان أن البطولة التي يلعبون فيها ليست ضعيفة إلى الدرجة التي تجعل البعض يفقدون الأمل حتى في العودة بتعادل واحد، "ليبقى الأكيد أننا منعنا البعض من انتقاد المحليين أكثر لأنهم جهزوا أنفسهم ليحكموا علينا بالفشل" قال قائد الفريق العيفاوي. العمل يجب أن يتواصل حتى لا تضيع 16 شهرا "باطل" ولن نفشي سرا إذا قلنا إنّ اللاعبين تحوّلوا إلى أسرة واحدة من خلال الوقت الطويل الذي قضوه مع بعض نتيجة التربصات التي تم القيام بها لمدة 16 شهرا، وهي المدة التي يجب أن لا تذهب "باطل" ليس فقط بالنظر إلى هذا الوقت الطويل من العمل بل بالنظر إلى الثمار التي ظهرت عبر النتائج الإيجابية التي أعطاها هذا المنتخب الذي أثبت أن اللاعب الجزائري بمزيد من الاهتمام قادر على أن يقول كلمته، وبالتالي يجب أن لا يتوقف المشوار في الخرطوم. كثيرون ينقصهم النضج للوصول إلى المنتخب الأول لكن الأمل موجود والحقيقة التي يجب أن تقال إن كثير من اللاعبين لم يحن الوقت ليكونوا في المنتخب الأول لأن النضج ينقصهم، لكن ما يجب أن نؤكد عليه أنّ الأمل موجود في العديد منهم وفي قدرتهم على أن يشكلوا جزءا كبيرا من المنتخب الرئيسي بما أن تواريخ "الفيفا" المحدودة على مدار السنة تفرض هذا الخيار، ولو أن الأكيد أن قناعة البعض تغيّرت من خلال ضرورة وضع الثقة في اللاعب المحلي بشرط أن يكتسب أكثر ثقة في نفسه بالإضافة إلى الخبرة. --------------------------- إحباط الإقصاء زال بعد دقائق معدودة من نهاية اللقاء... اللاعبون فخورون بما حققوه وأكدوا على قيمة اللاعب المحلي الطريقة التي أقصي بها المنتخب الوطني سهرة أول أمس أمام نظيره التونسي جعلت اللاعبين في حالة إحباط كبيرة وهو ما وقفنا عليه في غرف تغيير الملابس، حيث بدت الأجواء جنائزية خاصة وأن "الخضر" كانوا قريبين جدا من بلوغ الدور النهائي وحلم التتويج بالكأس الذي راهنوا عليه كثيرا، إذ أن البعض منهم كان متأثرا إلى درجة رفضه الحديث إلى وسائل الإعلام، وهذا قبل أن يتغير كل شيء بمجرد عودة المنتخب الوطني إلى مقر إقامته في فندق "كورال"، حيث تحولت حالة الإحباط التي كان عليها اللاعبون إلى افتخار بمشاركة مشرفة في هذه "الشان". حديث بن شيخة وشكر روراوة رفعا معنوياتهم وفي وقت كنا نتصور أن نجد رفقاء الحارس زماموش حين زيارتنا إلى فندق "كورال" حوالي ساعة بعد نهاية اللقاء في حالة الإحباط التي تركناهم عليها حين مغادرتهم ملعب "الخرطوم" بعد نهاية اللقاء، فإننا وجدنا لاعبينا بمعنويات مرتفعة حيث تقبل الجميع القدر المحتم خاصة بعد خطاب بن شيخة معهم حين أكد لهم بأنهم قاموا بما كان مطلوبا أن يقوموا به في هذه الدورة وأن فشلهم في التتويج بالكأس ليس كارثة مادام التوفيق أدار لهم ظهره خلال الركلات الترجيحية، وقد كان للكلمة التي ألقاها عليهم أيضا رئيس الرابطة الوطنية مشرارة نيابة عن رئيس "الفاف" روراوة حين شكرهم على مردودهم صدى إيجابيا لديهم. الإقصاء دون خسارة إنجاز وجب تثمينه في أول مشاركة وحتى إن كان صعب على اللاعبين في بداية الأمر هضم الطريقة التي أقصوا بها أمام تونس خاصة وأن الأمر حدث بالركلات الترجيحية في وقت كان يمكن لهم فيه حسم المباراة في وقتها الأصلي بعد السيطرة الكلية التي فرضوها على المنافس في الشوط الثاني، فإن الإقصاء دون خسارة في 5 مباريات كاملة (مباراة تونس تحتسب على أنها انتهت بالتعادل) يبقى إنجازا وجب تثمينه لأن "الخضر" شاركوا لأول مرة في "الشان" وحققوا نتائج جيدة خاصة لما أقصوا في ربع النهائي أحد أكبر المرشحين للتتويج بهذه الكأس جنوب إفريقيا. بن شيخة: "أنا فخور بكم ويجب ألا تخجلوا بهذا الإقصاء" ويبقى أهم ما قاله بن شيخة في حديثه مع اللاعبين مباشرة بعد عودتهم إلى فندق "كورال" هو إنه فخور بهم لأنهم كانوا عند الثقة التي وضعها فيهم، ففي وقت كانت أسهم الانتقادات مصوبة في كل مرة تجاه اللاعب المحلي إلا أنه دافع عنهم إلى غاية آخر لحظة وأكد على قيمتهم وقد نجح في رهانه مادام أنهم بلغوا نصف النهائي رغم أنه كان يتمنى أن يتوجوا بالكأس حتى لا يتركوا أي مجال للشك عند منتقديهم. بن شيخة طلب أيضا من العيفاوي وزملائه أن لا يخجلوا بالإقصاء أمام تونس لأنهم واجهوا تقريبا منتخبها الأول. اللاعبون يعقدون العزم على عدم التفريط في المركز الثالث وكان لكلام بن شيخة أثر إيجابي في نفسية مسعود وزملائه الذين ارتفعت معنوياتهم وهم الذين تفاجؤوا بتضامن الجميع معهم بعد الإقصاء من مسيرين، مدربين، صحفيين وحتى الجمهور الرياضي مادامت الأصداء التي كانت تصلهم من الجزائر كانت كلها إيجابية، ولهذا فقد قرروا جميعا فعل المستحيل حتى لا يفرطوا في المركز الثالث خلال المباراة الترتيبية التي سيلعبونها غدا أمام السودان على الرغم من اقتناعهم بأن مأموريتهم لن تكون سهلة أمام منتخب البلد المنظم المطالب بالفوز لتعويض خيبة جماهيره بعد إقصائه أمام أنغولا. -------------------------------------------------- حصة تدريبية استرخائية أمس في "كورال" أجرت التشكيلة الوطنية أمس حصة تدريبية استرخائية في مقر إقامتها بفندق "كورال"، وقد فضل المدرب بن شيخة عدم نقل اللاعبين إلى أحد ملاعب الخرطوم للتدرب هناك خاصة وأن الحصة لم تدم أزيد من 45 دقيقة، مع الإشارة إلى أن اللاعبين قاموا ببعض الحصص العلاجية صبيحة أمس خاصة الذين عانوا في مباراة تونس من مشاكل عضلية. بن شيخة منح اللاعبين نصف يوم راحة أمس من أجل السماح لهم بالاسترجاع من التعب الذي نال منهم بعد مباراة تونس، منح بن شيخة أمس نصف يوم راحة للاعبيه في الصبيحة، حيث ترك لهم حرية النوم إلى التوقيت الذي يريدونه ولم يلزمهم مثلما جرت عليه العادة بتناول وجبة فطور الصباح جماعيا على الساعة الثامنة والنصف، وهو الأمر الذي استغله اللاعبون للنوم جيدا حيث أن أغلبهم استيقظوا في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا، ما يؤكد حالة الإرهاق التي كانوا عليها. التدريبات اليوم في ملعب المريخ بأم درمان وستجري التشكيلة الوطنية أمسية اليوم حصة تدريبية في ملعب المريخ بأم درمان، وهو الملعب الذي سيحتضن غدا اللقاء الترتيبي ولقاء النهائي، ويفترض أن يتحدد موعد الحصة التدريبية صبيحة اليوم ولو أن الأكيد أنه سيكون إما على الساعة الثالثة عصرا أو الخامسة. العيفاوي اشتاق لابنيه كثيرا في دردشة جمعتنا مع قائد النخبة الوطنية عبد القادر العيفاوي سهرة أول أمس في مقر إقامة المنتخب بفندق "كورال"، كشف لنا عن اشتياقه لرؤية ابنيه، وأنه ينتظر بفارغ الصبر عودته إلى أرض الوطن من أجل رؤيتهما خاصة ابنه البكر الذي سيحتفل قريبا بعيد ميلاده الخامس دون أن "يشبع بيه" بسبب كثرة التزاماته سواء مع ناديه وفاق سطيف أو مع المنتخب الوطني. تعب من التربصات الطويلة مع "الخضر" وبالحديث عن كثرة التزاماته مع المنتخب الوطني، أكد لنا العيفاوي أنه تعب كثيرا من التربصات الطويلة التي يجريها "الخضر" ولو أنه يتشرف دائما بحمل الألوان الوطنية، موضحا لنا أنه في ظرف سنة تقريبا أجرى 3 تربصات طويلة، الأول بمناسبة كأس إفريقيا للأمم حيث قضى 43 يوما بين تربص فرنسا والنهائيات التي جرت في أنغولا، ثم حوالي 35 يوما بين تربصي سويسرا وألمانيا ونهائيات كأس العالم، لتكون الخاتمة مع 40 يوما بين تربص العاصمة وكأس أمم إفريقيا للمحليين الجارية في السودان. العيفاوي: "ليس من السهل أن تقضي 6 أشهر في السنة بعيدا عن العائلة" وأكد لنا العيفاوي أنه ليس من السهل أن يقضي أي لاعب كان حوالي 6 أشهر ضمن تربصات ناديه أو المنتخب الوطني في ظرف سنة واحدة، مؤكدا أنه اشتاق كثيرا لعائلته وأحبابه الذين أصبح تقريبا لا يلتقيهم لضيق الوقت والتزاماته الكثيرة، ورغم ذلك أوضح لنا العيفاوي بأنه تعود على هذا ولو أن الأمر الذي صعب عليه تحمله هو مفارقة ابنيه لفترات طويلة. "بلاتيني" تعجب من الطريقة التي نفذ بها مترف ركلة الجزاء كشف رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي "ميشال بلاتيني" في حديث جمعه مع رئيس الرابطة الوطنية محمد مشرارة في نهاية لقاء تونس أنه استغرب كثيرا للطريقة التي نفذ بها مترف ركلة الجزاء، وقال له بالحرف الواحد إنه لو عاد به الزمن إلى الوراء ووجد نفسه في نفس وضعية مترف قبل تنفيذه الركلة فالأكيد أنه لن تكون لديه الشجاعة لقذفها بتلك الطريقة في لقاء نصف نهائي دورة قارية.