كانت التبريرات الوحيدة للطاقم الفني ل “الخضر” في مواجهة أول أمس هي الحرارة الشديدة والرطوبة العالية. كانت التبريرات الوحيدة للطاقم الفني ل “الخضر” في مواجهة أول أمس هي الحرارة الشديدة والرطوبة العالية. وكان المدرب الوطني قد حمّل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم المسؤولية الكاملة في خسارة الجزائر الثقيلة أمام مالاوي، خاصة من خلال برمجة المواجهة في الساعة الثالثة إلا ربع. وإذا كانت الحرارة والرطوبة عاليتين فعلا في أنغولا، ولا يمكن إخفاء هذه الحقيقة، فإن المدرب الوطني أخطأ في التمادي في الحديث كثيرا عن الحرارة منذ الوصول إلى أنغولا خاصة أمام اللاعبين، الأمر الذي جعله يبث ولو بطريقة غير مقصودة في نفسية اللاعبين عقلية انهزامية، وأنهم غير قادرين على التعامل مع الكرة في الحرارة وأنهم منهزمون مسبقا، وهو تحضير معنوي مسبق للخسارة في مباراة مالاوي. نعم “السخانة”، لكن ليس إلى درجة الإهانة وبالتأكيد أن المنتخب الوطني لا يلعب للمرة الأولى في إفريقيا، فمنذ عشرات السنين والمنتخبات الوطنية ومختلف الأندية الجزائرية تلعب في البلدان الإفريقية، وفي درجات حرارة أعلى حتى من التي كانت أول أمس. ولكن مهما كانت درجة الحرارة، فإن غير المقبول أن يصل الأمر إلى حد الخسارة بإهانة كما حدث في مواجهة مالاوي. توقيت مالاوي عُرف منذ شهرين ولكن في الوقت نفسه، فإن الخطأ يعتبر تكتيكيا من المدرب الوطني رابح سعدان في كيفية التحضير لهذه المقابلة، خاصة وأن قرعة كأس أمم إفريقيا جرت تقريبا منذ شهرين (جرت يوم الجمعة 20 نوفمبر)، وكان معروفا منذ يومها أن الفريق الوطني سيلعب أمام مالاوي يوم 11 جانفي 2010 وفي الساعة الثالثة إلا ربع، وكان من الواجب أن يقوم الطاقم الفني للفريق الوطني بتعويد لاعبيه على هذه الأجواء. مدرب مالاوي أوضح أن منتخبه يلعب دائما في الحرارة وفي الحوار الذي كنا قد نشرناه قبل اللقاء مع مدرب منتخب مالاوي، أكد أن عامل الحرارة سيكون في صالح فريقه، لأن مالاوي متعوّدة دائما على اللعب في النهار، في حين أن الجزائر تلعب مواجهاتها دائما تحت الأضواء الكاشفة، لأن آخر مواجهة لعبتها الجزائر في الظهيرة كانت في العاصمة الرواندية كيڤالي في مارس الماضي. مقابلة ودية على الأقل في حرارة كانت واجبة وفي هذا الظرف كان من الأجدر بالفريق الوطني على الأقل أن يضع عامل الحرارة في الحسبان، من خلال برمجة مواجهة ودية واحدة على الأقل في ظروف مثل التي لعب فيها الفريق الوطني أول أمس، لأن التربص الذي جرى في فرنسا كان من الممكن أن يكون أنفع (في رأينا المتواضع) لو تم تقسيمه إلى قسمين، الأول في فرنسا من أجل العمل البدني، ثم يتنقل الفريق الوطني بعد ذلك إلى إحدى الدول الإفريقية المجاورة لأنغولا من أجل إتمام التربص وإجراء مواجهة ودية في الظروف المناخية نفسها التي سيجدها المنتخب في أنغولا. تجربة مقابلة زامبيا كان يجب أن تُعاد نقول هذا الكلام لأن الفريق الوطني كانت له تجربة سابقة في كيفية التعوّد على مناخات إفريقية، وهي التجربة التي كانت قبل مواجهة الجزائر لزامبيا في “شليلابومبي“، أين عسكر الفريق الوطني وقتها لأكثر من أسبوع في دولة جنوب إفريقيا المجاورة، والنتيجة كانت واضحة من خلال تفوق الفريق الجزائري في زامبيا ب (0-2)... هذه التجربة كان الأجدر بالفريق الوطني إعادتها. أمام مالي وأنغولا لن تكون هناك حرارة وبطي ملف مالاوي، وهذا هو الواجب، فإن الطاقم للفريق الوطني عليه أن يبعث خطابا جديدا في نفسية اللاعبين مختلف عن الذي كان قبل مواجهة مالاوي، خاصة أن الفريق الوطني سيلعب أمام مالي أمسية الغد، وأمام أنغولا هذا الاثنين بدءا من الساعة الخامسة مساء، أي أن الحرارة ستكون أقل من التي كانت أول أمس. المدرجات أمام مالي لن تكون فارغة كما أن لعب مباراة أول أمس أمام مدرجات شبه شاغرة قد يكون عاملا سلبيا، لأن لاعبينا تعوّدوا على الدوام على اللعب أمام مدرجات مكتظة، وهو العامل الذي سيكون موجودا في مواجهة سهرة الغد أمام مالي التي ستكون مواجهة افتتاحية لمواجهة أنغولا - مالاوي (تنطلق في السعة السابعة ونصف)، وبالتالي فإنه حتى الأجواء المحيطة بالفريق الوطني أمام مالي ستكون أفضل غدا. ... وحتى البذلة ستكون بيضاء! وحتى لون لباس الفريق الوطني في المواجهتين القادمتين أمام مالي وأنغولا سيكون الأبيض، وهذا بعد أن كانت الجزائر قد حققت أغلب نتائجها التصفوية الإيجابية في السنة الأخيرة بالبذلة البيضاء والتي لعب بها المنتخب الوطني يوم التأهل بالسودان، في حين أن الخسارة في القاهرة أمام المنتخب المصري وأول أمس كانت بالبذلة الخضراء، وبالتالي سيلعب غدا الفريق الوطني بالبذلة التي يتفاءل بها اللاعبون، رغم أن هذه الأمور ليس لها أي تأثير فعلي في الواقع.