يبدو أن خسارة منتخب المغرب لن تتوقف عند النقاط الثلاث التي ضاعت في ملعب عنابة، لتتعدّى إلى عقوبات أخرى بالنظر إلى تقرير الحكم السيشلي “راجيندار ابارسيد“ الذي أدان المغاربة وأشار إلى أن بعض اللاعبين حاولوا في نهاية اللقاء الاعتداء عليه، كما أدان رئيس البعثة واتهمه بممارسة العنصرية اتجاهه، فضلا عن إشعال الأمور في نهاية اللقاء، في وقت جاء تقرير مسؤول الأمن “والتر غاك“ ليدين مسؤولين من الوفد المغربي. رئيس البعثة متّهم بالتفوّه بكلام عنصري وحسب مصادر موثوقة، فإن حكم المباراة دوّن التصرّفات التي قام بها مسؤول البعثة المغربي أكرم عبد الإله (رئيس الوداد البيضاوي)، الذي تمادى في استفزاز ثلاثي التحكيم في طريق خروجه متوجّها إلى السيارة التي تقله إلى مقرّ إقامته بفندق “سيبوس“، حيث دوّن ملاحظة “تصريحات عنصرية اتجاه ثلاثي التحكيم”، وهو أمر لن تتسامح معه دون شك “الكاف”، التي تحارب مثلها مثل كلّ الاتحادات التصرّفات العنصرية. ... وصفه ب “الزّنجي“ وحسب شهود عيان، فإن مسؤول البعثة المغربي بالقرب من الحكم قال له مباشرة “زنجي” أو “نيڤرو” بالتعبير العامي وشاهده الحكم، قبل أن يوجّه له وابلا من السباب والشتائم مع اتهامات بكونه قام بدوره على أكمل وجه (في إشارة إلى أنه جاء لمنح الفوز للمنتخب الوطني). كما قام أيضا مجموعة من مسؤولي الجامعة المغربية ومسؤولي المنتخب بتحميل الحكم مسؤولية الهزيمة بعبارات شرسة. مسؤول البعثة متّهم أيضا بتأجيج الأوضاع كما دوّن الحكم في تقريره أيضا إضافة إلى اتهام رئيس البعثة المغربي، بالتفوّه بكلمات عنصرية في حقه، إشعال الأجواء ودفع بقية أعضاء البعثة إلى التصرّف بتلك الطريقة، الأمر الذي يهدّده بعقوبات قاسية من قبل الاتحاد الإفريقي، وربما قد يشمل أعضاء آخرين من الجامعة المغربية. لاعبون حاولوا الاعتداء عليه وشهود يتكلّمون عن الشماخ كما جاء في التقرير الذي أعدّه صاحب الحكم بعد نهاية اللقاء أن “بعض اللاعبين تهجمّوا على ثلاثي التحكيم لمّا كان في السيارة” دون أن يسمي هؤلاء. حيث رصدت أعين بعض الشهود محاولة عناصر من المنتخب المغربي الاعتداء على الثلاثي، من بينهم لاعب أرسنال الإنجليزي الشماخ، الذي كان في حالة “هستريا” في غرف الملابس بعد نهاية اللقاء، ولمّا رأى الحكام يتوجهون إلى غرف الملابس فقد أعصابه وتوجّه إلى الحكام أين وصل إلى سيارتهم، قبل أن يتدخل أعوان الأمن. وهذه اللقطة شاهدها جيّدا الحكم، ولا ندري إن كان سيُرفق الأسماء في التقرير المكمل أم سيفعل شيئا غير ذلك؟ تقرير “والتر غيغ“ يُدين شخصين من البعثة المغربية هذا، وكشف مسؤول الأمن “والتر غيغ“ في تصريحات ل “لوبيتور”، عن وجود شخصين من البعثة المغربية دون أن يسمّيهما حاولا الاعتداء على سيارة الحكام، و“والتر“ ليس مجرّد مكلف بمراقبة الأمن في هذا اللقاء، بل هو مدير الأمن في “الفيفا” ويحظى بثقل كبير في هذه الهيئة، وكلمته مسموعة بشكل لن يكون في صالح المسؤولين المغاربة، الذي يكون بنسبة كبيرة قد سمّى أسماءهم. المحافظان شجّعا الحكام بعد اللقاء في “سيبوس” وعلمنا أن محافظ المباراة السوداني مجدي شمس الدين بالإضافة إلى مسؤول الأمن “والتر غيغ“ شجّعا الحكام بعد نهاية اللقاء في فندق “سيبسوس“ الدولي بمقرّ إقامتهم، حيث رفعا معنوياتهم التي كانت مُنهارة بفعل التصريحات الخطيرة التي سمعوها من المسؤولين المغاربة، وحتى اللاعبين بصورة أكبر في نهاية اللقاء، وبعد أن وصلت الأمور حدّ محاولة الاعتداء عليهم. مجدي شمس الدين قال لهم: “ستنالون نقطة جيّدة” وعلمنا أن محافظ المباراة السوداني مجدي شمس الدين عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، قال لثلاثي التحكيم في حديث معهم حسب مصادر مؤكدة: “لا تخافوا، لن يكون هناك مشكل، ومن المفترض أنكم أدّيتم واجبكم على أكمل وجه، وستنالون نقطة جيّدة من قبل الجهة المختصة”. وما سيزيد صدق هذا الكلام هو أن مجدي شمس الدين يحظى بمكانة رفيعة في الاتحاد الإفريقي وتربطه علاقات جيدة بالمغاربة، بدليل أنه صوّت لملف احتضان المغرب لكأس إفريقيا 2015 على حساب جنوب إفريقيا. .. و“والتر“ أكد قائلا: “المغاربة لا يلومون إلا أنفسهم” أما “والتر غيغ“ الذي كان حاضرا فبدوره سار في نفس الاتجاه، حيث أكد لثلاثي التحكيم الذي كان في قمّة التأثر ما يلي: “لا تلوموا أنفسكم، وعلى المغاربة أن يلوموا أنفسهم بدرجة أولى، أنتم لم تحرموهم من هدف سجّلوه، أو من ركلة جزاء، وهذا الشيء واضح، من المفترض أن يلوموا أنفسهم على ما قدّموه على الميدان“. عقوبات مالية منتظرة للجزائر بسبب “الفيميجان” بالمقابل، فإن عقوبات مالية محتملة جدا تنتظر الجزائر بسبب الألعاب النارية التي اشتعلت، وحتى استعمال أشعة “الليزر“، ورغم التحذيرات من استعمال “الفيميجان”، سواء من خلال تصريحات مسؤولي الاتحادية أو عبر مكبّرات الصوت، إلا أن الجميع تحدّى هذا الأمر، وهو ما يعرّض الجزائر لعقوبات مالية منتظرة. ومعلوم أن الاتحادية الجزائرية دفعت غرامة 20 ألف دولار بسبب رمي الألعاب النارية عقب مباراة مصر التي جرت في البليدة، وعدا هذا فبقية العقوبات ستكون على الجانب المغربي، وفقا لتقرير الحكم ومحافظي المباراة. ------------------------------------------ مجدي شمس الدين (الأمين العام للاتحادية السودانية) “أرسلت تقريري إلى الكاف” رفض محافظ لقاء منتخبنا الوطني الجزائري بنظيره المغربي الأحد الماضي، مجدي شمس الدين، الإدلاء بتصريحات حول ما حدث في اللقاء، مكتفيا فقط بالقول: “قوانين الكاف تمنعنا من الإدلاء بتصريحات، ولهذا لا أستطيع أن أقول لكم شيئا فيما حدث، ما عدا أني أرسلت تقريري إلى الكاف، وهي التي ستبت في الأمر”. المغاربة يلقون اللّوم على “ڤيريتس” ولم يصدّقوا رشوة الحكم بعد الخبر الذي تناولناه في عدد أمس والذي يتعلّق بتقرير صحفي خاص بإذاعة “مارس“ الرياضية المغربية المتعلّق بقبض الحكم الموريسي “راجيندار“ لرشوة من المسؤولين في الجزائر، من أجل أن ينحاز لصالح لاعبي منتخبنا الوطني، انهال المغاربة من إعلاميين وتقنيين على أن هذا الخبر مجرّد إشاعة ولا علاقة له بالأمر الواقع، وبذلك فإنهم لم يصدّقوا رشوة الحكم بسبب عدم وجود أيّ دليل قاطع، فيما يصرّون على إلقاء اللوم على المدرب “إيريك ڤيريتس” وخياراته التي لم تكن موفقة، بدليل خروجه دون أيّ نقطة في هذا اللقاء. المكالمات انهالت على “راديو مارس“ ولم يصدّقوا الخبر وانهالت اتصالات المستمعين على إذاعة “مارس“ الرياضية طيلة نهار أمس، وهذا بعدما أذاع الصحفي الإيطالي “لينو باكو“ خبر قبض الحكم لما قيمته 50 ألف دولار من السلطات الجزائرية والاتحادية، من أجل تسهيل مهمّة لاعبي المنتخب الجزائري. واستمرت مكالمات المستمعين طيلة اليوم ولم يصدّقوا الخبر وطلبوا أدلة مقنعة، وإلا فلا داعٍ لتوتير العلاقات بين الجزائر والمغرب، حسبهم، خاصة أن اللقاء جرى في روح رياضية عالية ولم تكن هناك تجاوزات سواء قبل المباراة أو أثناءها أوبعدها.