ضيّع اتحاد العاصمة مرّة أخرى نقاطا ثمينة في ملعبه وأمام جمهوره، وقد لا تكون الأخيرة في حال ما استمرّ أداء الفريق بهذا الضعف، في صورة قائد الفريق حسين عشيو.. الذي يجسّد بشكل واضح تراجع الفريق الذي كان إلى وقت غير بعيد يُهيمن على ألقاب الوطنية. فيما يتساءل أنصار الاتحاد عن الفائدة من التعاقد مع المدرب الفرنسي “رونار“ بكل تلك الأموال دون يروا أيّ إضافة أو لمسة للمدرب السابق للمنتخب الزامبي على فريقهم، وعلى العكس من ذلك فالأداء في تراجع مستمرّ وقد يقود الاتحاد إلى الدرجة الثانية لو يستمرّ بهذا الشكل. أول تهديد من عوامري وعبدوني كاد يهدي الوداد هدف التقدّم اللقاء كان ضعيفا للغاية وكانت وأولى الفرص فيه كرة عوامري في (د7) بعد قذفة هذا الأخير التي صدّها الحارس جميلي بصعوبة. بعدها عشيو في عمل ثنائي مع مكلوش الذي يستقبل كرة زميله بتسديدة قوية وجدت جميلي في المكان المناسب لصدّها. ردّ سيدهم بمخالفة من بعد ثلاثين مترا وكرته وجد الحارس عبدوني صعوبة في التعامل وارتكب هفوة كادت تكلف فريقه غاليا لمّا صدها قبل أن يتركها ومن حسن حظه أن الدفاع كان حاضرا ليبعد الخطر بسرعة، قبل أن يستغل مهاجمو الوداد الكرة المرتدة. وكان دفاع الاتحاد حاضرا مرّة أخرى في شخص شكلام الذي أبعد كرة ساخنة من بوسحابة، حيث انطلق اللاعب السابق لشباب بلوزداد بسرعة وراوغ قبل أن يوزّع نحو منطقة عمليات الاتحاد في الدقيقة 22. محاولات بن مغيث لم تنفع وحاول الاتحاد العودة في المباراة خلال الربع ساعة الأخيرة عن طريق انطلاقات بن مغيت، الذي يراوغ في (د32) ويتوغل قبل أن يسدّد لكن كرته مرّت بجوار قائم مرمى عبدوني. نفس اللاعب وفي (د40) يضغط على دفاع الوداد لمّا انطلق على الجهة اليمنى ومرّر كرة على طبق نحو حميدي الذي لم يحسن التصرّف وترك الكرة تمرّ أمامه دون أن يستغلّها. لتنتهي المرحلة الأولى سلبية كما بدأت مع أداء غير مُقنع بالمرّة للفريقين وبدرجة أكبر الفريق المضيف. تغييرات بالجملة وحميدي ضيّع ما لا يضيّع ومع الأداء العقيم للفريق المحلي، لعب المدرب “هرفي رونار“ كامل أوراقه من خلال الدفع بكل من بولبدة بدل عشيو، الذي أكد مرّة أخرى أنه فقد الكثير من إمكاناته، وأوزناجي بدل مكلوش الذي عجز عن فرض نفسه، وأخيرا سايح بدل حميدي الذي كان صاحب فرصة تسجيل أسهل ولكنه ضيّعها في الدقيقة 54 لمّا انطلق بن مغيث راوغ ومرّر كرة على طبق للمهاجم السعيدي، الذي من وضعية وجها لوجه لم يجد حرجا في رمي الكرة فوق العارضة، وسط دهشة الحضور ومثيرا سخط المدرب “رونار“ الذي سارع بإخراجه. اتحاد عاجز ووداد صامد كلّ هذه التغييرات لم تقدّم أيّ إضافة وتواصل الأداء الضعيف والهزيل لأشبال “رونار“، الذين فشلوا حتى في خلق فرص سانحة للتسجيل، في الوقت الذي كان الوداد صامدا بقيادة المدافع الصلب سفيان مباركي، مع بعض الهجمات السريعة التي قادها البديل شعيب كما كان الحال في الدقيقة 81 لمّا وزّع نحو بوجقجي الذي لعب قلب هجوم لكن كرته مرّت بين الأرجل، لتعود للبديل الآخر سامر الذي سدد بعيدا. دقيقة قبل صفارة النهاية سامر مرّة أخرى يوزّع ل بوجقجي الذي يسدّد كرة قوية برأسه مرّت جانبية. الوقت البدل الضائع لم يشهد أيّ جديد. لتنتهي المباراة بتعادل بطعم الخسارة للاتحاد الذي يواصل الغرق وبات مهدّدا لأول مرّة منذ 10 سنوات بالسقوط للدرجة الثانية. ---------------------------------------- لقطة اللقاء رونار يوجه الفريق عبر الهاتف من المدرجات لم يتمكن المدرب رونار من الجلوس على كرسي الاحتياط نظرا للعقوبة المسلطة عليه، حيث جلس في المدرجات المقابلة للمنصة الشرفية التي تطل على البحر، (أُغلقت بسبب الترميمات التي تجريها إدارة الملعب) ونظرا لبعده عن الميدان، لم يتمكن رونار من توجيه اللاعبين مثلما كان يشتهي وكان يكتفي بالحديث معهم بالإشارات فقط، ومن حين لآخر يستعمل الهاتف للاتصال بأعضاء الطاقم الفني لتوجيه اللاعبين وتقديم تعليماته. رجل اللقاء بن مغيث يتألق في أول ظهور أساسيا عرفت المواجهة تألق اللاعب بن مغيث الذي ظهر بوجه غير منتظر باعتبار أنه سجل مشاركته الأولى أساسيا منذ بداية الموسم، حيث كان وراء معظم المحاولات الخطيرة لحميدي وعشيو اللذين تفننا في تضييع الكرات، بهذا فقد أثبت بن مغيث أنه يحتاج إلى المزيد من الفرص لتأكيد إمكاناته وفرض نفسه في التشكيلة الأساسية، كما أنه سيزيد المنافسة على المناصب اشتعالا خاصة وأنه أمس أخذ مكان حمزة آيت وعمر الذي كان في كرسي الاحتياط. حدث اللقاء الاتحاد لم يفز في بولوغين منذ 3 ديسمبر 2010 غريب أمر اتحاد العاصمة الذي لم يحقق أي فوز ولم يسجل أي هدف في ملعب بولوغين منذ حوالي خمسة أشهر، حيث أن آخر فوز حققه في هذا الملعب يعود إلى يوم 3 ديسمبر 2010 أمام جمعية الخروب، وكان مسجل الهدف الوحيد في تلك المباراة شيخ حميدي في (د37). بطاقة حمراء هجوم الاتحاد عقيم برغم الأسماء التي يضمها مثل دحام، حميدي، أوزناجي والمواهب الصاعدة مثل مكلوش والمستقدم الجديد بن مغيث، يبقى هجوم الاتحاد من أضعف الخطوط الأمامية هذا الموسم، الأرقام تتحدث عن نفسها، فالفريق سجل هدفا وحيدا في أربع مباريات ومن كرة ثابثة يتحمل مسؤوليتها حارس المنافس ولم يسجل في بولوغين منذ أربعة أشهر حيث يعود أخر هدف إلى مباراة الخروب. -------------------------- رونار: “دحام كان ينقصنا كثيرا” “الفريق تحسن في خط الدفاع الذي صار منسجما ومنظما وتحسن أيضا في خط الوسط، لكن للأسف مازال يعاني من نقائص كبيرة على مستوى الهجوم الذي بات غير فعال بالمرة، حاولنا لكننا لم نصل بعد إلى نتيجة، أعتقد أن لاعبا مثل دحام كان ينقصنا كثيرا في مباراة مثل هذه، كنا بحاجة له خاصة وأنه عاد بشكل جيد، طرده في المباراة الأخيرة لم يخدمنا، الهجوم بات نقطة ضعفنا فنحن لم نسجل سوى هدف واحد خلال المباريات الأربع الأخيرة ومن كرة ثابتة وعلينا التدارك سريعا”. عمراني: “ضيعنا الفوز” “جئنا إلى بولوغين من أجل الفوز وتعويض النقاط الضائعة في المباراة الأخيرة أمام وفاق سطيف، وضعية الاتحاد والضغط المفروض عليه خدمنا لكننا لم نحسن استغلال هذا العامل، خلقنا فرصتين، واحدة في كل شوط لكننا لم نحسن استغلالهما بسبب نقص الفعالية أمام المرمى، أتأسف لتضييع النقاط وأتمنى التعويض سريعا”. ---------------------------- حداد تابع المقابلة على غير العادة على غير العادة، عرفت مواجهة أمس حضور الرئيس حداد الذي لم يعتد على متابعة لقاءات فريقه حتى عندما يلعب في بولوغين، نظرا لعدم تحمله مشاهدة المباريات على الأعصاب. فمنذ الجولة الثانية من البطولة الوطنية التي جمعت الاتحاد بمولودية سعيدة، لم يحضر علي حداد إلى ملعب بولوغين لمتابعة مباريات فريقه، لكن هذه المرّة ارتأى أن يكون إلى جانب فريقه الذي تمكن في الجولة الماضية من تحقيق نقطة ثمينة خارج القواعد أمام مولودية سعيدة في عقر دارها. يعد بثورة في التشكيلة بعد نهاية المواجهة، اشتد غضب أنصار اتحاد العاصمة الذين لم يتحملوا تعثر فريقهم في عقر الديار مرة أخرى دون تسجيل أي هدف، لذلك طالب الجميع الرئيس حداد بتغيير كل هذا الفريق الموسم المقبل وينشئ فريقا جديدا قادرا على تحقيق النتائج الإيجابية على الأقل في عقر الديار، فرد عليهم من جهته بإشارة بيده مفادها أنه مستعد لتغيير اتحاد العاصمة من الجذور ووعدهم بإحداث ثورة حقيقية في الفريق، لأنه هو الآخر لم يتحمل تسجيل النتائج السلبية. ------------------------- “المسامعية” صفقوا للاعبي الوداد مطولا رغم مرارة التعادل إلا أن أنصار الإتحاد صفقوا مطولا على لاعبي الوداد وهنأوهم على النقطة الثمينة التي عادوا بها إلى الديار، لكن بالمقابل أشبعوا لاعبيهم شتما ورشقا بالقارورات. آيت واعمر في الاحتياط وبن مغيث عوّضه عرفت التشكيلة الأساسية التي حدّدها المدرب “رونار” أمس بعض التغييرات مقارنة بالمواجهة السابقة أمام مولودية سعيدة، ومن بين هذه التغييرات إبعاده وسط الميدان حمزة آيت واعمر، الذي بقي في كرسي الاحتياط لأسباب تكتيكية، كما أن هذا اللاعب لم يكن في المستوى المطلوب في المواجهة الأخيرة أمام سعيدة، وقد استبدله “رونار” هذه المرّة ب بن مغيث، الذي أدّى دورا كبيرا أمام مولودية سعيدة بعد دخوله في مكان آيت واعمر في الشوط الثاني. حميدي يعوّض دحام المعاقب من بين التغييرات التي أجراها المدرب “رونار” أيضا، اعتماده على المهاجم شيخ حميدي في الخط الأمامي، تعويضا للاعب نور الدين دحام الذي تعرّض إلى عقوبة بمباراة واحدة آلية بعد تلقيه البطاقة الصفراء الثالثة في المواجهة الأخيرة أمام مولودية سعيدة. ونظرا لنقص المنافسة التي عاين منها اللاعب حميدي، فقد كان خارج الإطار في المرحلة الأولى، ولم يظهر بالمستوى المطلوب. حوالي 100 مناصر “تلمساني” في المدرّجات عرفت مواجهة أمس حضور بعض الأنصار من وداد تلمسان (حوالي 100 مناصر) تنقلوا مع فريقهم من أجل مساندته رغم بعد المسافة بين تلمسان والعاصمة. وقد صنع الجمهور التلمساني الفرجة بالرايات التي علقوها في الملعب وأهازيجهم المستمرّة طيلة مجريات اللقاء. بوجقجي في الاحتياط بسبب الإصابة عرفت التشكيلة الأساسية لوداد تلمسان التي واجهت الاتحاد أمس، بقاء القائد أنور بوجقجي على غير العادة في كرسي الاحتياط، وهذا لمعاناته من إصابة على مستوى الفخذ التي كان يعاني منها منذ مدة، ولعب تحت تأثيرها في الجولة الماضية أمام وفاق سطيف، الأمر الذي جعله لا يظهر بكامل إمكاناته، ففضّل الطاقم الفني إراحته في هذه المواجهة. زازوة في القائمة للمرّة الثانية منذ بداية الموسم عرفت القائمة التي حدّدها المدرب التلمساني عبد القادر عمراني وجود اسم اللاعب زازوة، الذي يستدعى للمرة الثانية لمباراة رسمية منذ بداية الموسم. حيث سبق أن وجّهت إليه الدعوة في الجولة 14 أمام أهلي البرج، ولعب سوى نصف ساعة، قبل أن يصاب مجدّدا ويغيب عن أجواء المنافسة، إلى غاية عودته أمس إلى قائمة 18. أواسط الإتحاد يفوزون ويحافظون على الريادة فاز ظهر أمس أواسط الاتحاد على وداد تلمسان بنتيجة هدف مقابل صفر، وقد سجل الهدف الوحيد في المباراة الهداف بطروني. وبهذه النتيجة حافظ الاتحاد على ريادة الترتيب، وعمّق الفارق عن الملاحق اتحاد البليدة إلى خمس نقاط بعد تعثر الأخير في مواجهته أمس أمام أواسط جمعية الشلف. ويسعى أواسط الاتحاد إلى نيل البطولة هذا الموسم، خاصة أن الإدارة تعمل على توفير كلّ الشروط لتحقيق هذا اللقب. حضور معتبر لأنصار الاتحاد عرفت المواجهة حضور عدد معتبر من أنصار اتحاد العاصمة، حيث منذ مدة طويلة لم يحضر هذا العدد إلى ملعب عمر حمادي ببولوغين لمساندة فريقهم المفضّل، ويبدو أن برمجة اللقاء أمسية الجمعة وراء حضور أنصار الاتحاد. وعليه فإن الإدارة قد تأخذ هذا الجانب بعين الاعتبار وتطلب برمجة كلّ لقاءاتها المتبقية في البطولة الوطنية أمسية الجمعة، حتى يسع للجمهور أن يتنقل إلى الملعب، باعتبار أن كلّ فريق بحاجة ماسة إلى لاعبه رقم 12. الاتحاد يلعب للمرّة الثالثة تحت الأضواء الكاشفة رغم أن ملعب بولوغين مهيّأ من كلّ الجوانب، إلا أن فريق “سوسطارة” لعب أمس مباراته الثالثة تحت الأضواء الكاشفة، حيث سبق له أن واجه شباب بلوزداد وجمعية الشلف تحت الأضواء الكاشفة، أما المباريات الأخرى فقد تمّ برمجتها في الظهيرة، ولو أن لاعبي الاتحاد يحبّذون اللعب في الأمسية نظرا لتمكّن الجمهور من التنقل، كما أن أجواء المباريات تحت الأضواء الكاشفة أفضل بكثير من اللعب في الظهيرة. ولو أن الاتحاد سجّل تعثرين أمام بلوزداد وجمعية الشلف تحت الأضواء الكاشفة. حاجي خرج تحت تأثير الإصابة لم يتمكن حاجي من مواصلة اللعب بسبب تعرّضه إلى إصابة في الكاحل عقب تدخّل خشن من أحد مدافعي الاتحاد، وبعد تلقي الإسعافات الأولية من طرف طبيب الفريق، طلب منه هذا الأخير عدم المغامرة والخروج على جناح السرعة تفاديا لتفاقم الإصابة، فقام المدرب عمراني بتغيير اضطراري واستبدل اللاعب حاجي بالشاب سامر في (د44). بن مغيث يتألّق وعشيو وحميدي خارج الإطار رغم مشاركته الأولى أساسيا أمس، إلا أن اللاعب الشاب بن مغيث أدّى دورا كبيرا خاصة في المرحلة الأولى، حيث أقنع جميع الحاضرين في ملعب بولوغين بالمستوى الذي ظهر به. وبالمقابل، عرف الشوط الأول ظهورا مخيّبا للاعبين حميدي وعشيو اللذين كانا خارج الإطار تماما، حيث ضيّعا العديد من الكرات السهلة، الأمر الذي أثار غضب الجمهور العاصمي الذي في كل مرّة يضيّعان فيها الكرة يتفاعل ويشتدّ غضبا، خاصة اللاعب حميدي الذي ضيّع فرصة لا تضيع في بداية المرحلة الثانية في (د54) عندما كان منفردا بالحارس التلمساني، الأمر الذي جعل الطاقم الفني للاتحاد يخرجهما بعد حوالي عشر دقائق من بداية الشوط الثاني.