زياية: “أين كان هؤلاء اللاعبون الذين يعرضون خدماتهم لأجل المونديال لما كان منتخبنا يُعاني وفي حاجة إليهم”

يختار عبد المالك زياية “الهدّاف” ليدلي بأول حوار له منذ إلتحاقه بناديه الجديد إتحاد جدة السعودي.
ويكشف لنا زياية أحواله مع هذه التجربة الجديدة ويوضح أنه لم يندم على تفضيله هذا النادي على نادي “سوشو” الفرنسي. كما يكشف عن أسبابه ليُبرّئ رئيسه السابق سرار الذي قيل إنه كان وراء هذا الخيار لدوافع مادية، ويعود إلى مشاركته المتواضعة في دورة أنغولا الأخيرة ويوضح أنه كان ملزما بتقبّل خيارات مدربه، رغم أنه تمنّى الحصول على فرصته كاملة. ويوجه زياية في الأخير رسالة واضحة إلى المسؤولين عن المنتخب، معبرا عن إستيائه من المفاضلة التي يحظى بها اللاعبون المغتربون ممن اكتشفوا جنسيتهم الجزائرية مؤخرا مع تأهل الجزائر إلى المونديال...
في البداية نريد أن نعرف كيف تسير أمورك مع التجربة الجديدة التي تخوضها بالاحتراف في إتحاد جدة السعودي؟
بعد مرور شهر ونصف على التحاقي بالنادي لا يسعني القول سوى إني مرتاح تماما في هذه التجربة الجديدة، فقد تمكنت من فرض نفسي بسرعة في الفريق وتأقلمت بطريقة أسرع مع المحيط ولا يواجهنني أدنى مشكل.
هي أول مرة تغادر فيها الجزائر، ألم تشعر بالغربة؟
لا أنفي أن الأمر لم يكن سهلا خاصة كما قلت أنها أول مرة أبتعد فيها عن الجزائر، لكن بمرور الوقت بدأت أتعود على الحياة والناس هنا.
الدوري السعودي لم يبتسم أبدا للاعبين الجزائريين من مراد مزيان وحاج عدلان إلى معيزة وصايبي، ألم تأخذ هذا بعين الاعتبار لما وافقت على الانتقال إلى إتحاد جدة؟
لا أريد التدخل في أمور الآخرين لأن كل لاعب له ظروفه ومن الممكن أنهم لم يتأقلموا مع الأجواء هنا، أنا من جهتي المشكل هذا لم يُطرح إطلاقا وأترك كل شيء بالمكتوب، سأعمل ما بوسعي لتكون تجربتي ناجحة لكن لن ألوم نفسي كثيرا إذا لم تسر الأمور كما أشتهي.
عند وصولك إلى إتحاد جدة وجدت فريقا غارقا في المشاكل بسبب نتائجه في الدوري وإقصائه على يد ند مغمور في مسابقة كأس ولي العهد، ألم تفكر في التراجع عن اللعب لهذا النادي؟
لا أبدا، صحيح أنني وجدت الفريق في وضعية لا يحسد عليها بسبب تردي النتائج لكني لم أقلق لأني لم أكن مسؤولا عنها، وكلاعب محترف كان لابد عليّ أن أشرّف التزاماتي تجاه الفريق وتجاه الأنصار ولم يكن أمامي التراجع أبدا خاصة أنني أعرف أن اتحاد جدة فريق عريق وما حدث له لا يعد أكثر من مرحلة فراغ وسيعود النادي بعدها بقوة.
بمجرد وصولك تفجّرت قضية عقدك مع الإتحاد فهل تم حل القضية نهائيا مع إدارة الفريق السعودي بخصوص مدة العقد؟
لا يوجد أي مشكل، العقد يمتد لعامين أي 24 شهرا لا أكثر.
الدوري السعودي هو الأفضل عربيا وإتحاد جدة يعج بالنجوم، ألم تتخوف من أن تجد نفسك لاعبا بديلا في الفريق بوجود الشرميطي وأبوشروان وغيرهم في الهجوم؟
سمعت كلاما كثيرا بهذا الخصوص وكثيرون حذروني من خوض هذه التجربة ومن أنني من الممكن أن أجد نفسي لاعبا بديلا، لكن الثقة الشديدة في نفسي وإمكاناتي هي التي دفعتني للمضي قدما فيها، والحمد لله فرضت نفسي منذ البداية كلاعب أساسي في الفريق والكل راض عني بداية بالمدرب الأرجنتيني الذي أشاد بي كثيرا وصولا إلى الجمهور الذي تمكنت من كسب ثقته وأتمنى المزيد.
هذا صحيح فقد أحرزت العديد من الأهداف في المباريات الودية ثم سجلت هدفا في دوري أبطال آسيا وكنت وراء هدف الفوز في “الداربي“ أمام أهلي جدة، هي بداية مشجعة فعلا .
بالفعل كانت بداية مشجعة جدا ومنحتني ثقة أكبر في النفس وما هي سوى البداية وسأعمل المستحيل حتى أستمر في مثل هذا المردود وأحرز العديد من الأهداف لفريقي ولم لا المساهمة بقوة معه للتأهل في دوري أبطال آسيا ولم لا التنافس والتتويج بكأس الملك التي نراهن عليها هذا الموسم.
كثيرون في الجزائر صاروا يتابعون مباريات إتحاد جدة من أجلك وهناك من تنقل إلى ملعب الملك فيصل وعلّق الراية الوطنية خلال المباراة الأخيرة في كأس آسيا، هل لاحظت ذلك؟
هذا يشعرني بفخر لا يمكنني أن أعبّر لك عنه، مشاهدة الراية الجزائرية ترفرف في جدة غمرتني بسعادة شديدة بدليل أنني توجّهت مباشرة للمشجعين الجزائريين بعد أن أحرزت الهدف الأول، أعتبر نفسي الآن ممثلا للجزائر في السعودية وسأعمل ما بوسعي من أجل تشريف بلادي داخل الميادين وخارجها.
هل نفهم من كلامك أنك راض تماما على اختيارك لنادي إتحاد جدة؟
أكيد، راض ومقتنع تماما بهذا الخيار.
ألم تتأسف على تضييعك فرصة الاحتراف في الدوري الفرنسي مع نادي سوشو؟
القدر هو الذي قادني إلى جدة ولا مفر منه، ولا أتأسف على رفضي لنادي سوشو.
كثيرون اتهموا سرار بأنه ضغط عليك لاختيار جدة من أجل المال، هل تبرّئ رئيسك السابق من هذه التهمة أم أنها الحقيقة؟
لا، سرار لا دخل له في اختياري لنادي جدة، هو خياري أنا، سرار ربما ضغط عليّ في مسألة مدة العقد وأراد أن تكون ثلاثين شهرا لكني رفضت وتمسكت بموسمين وحتى رئيس الاتحادية تدخّل لصالحي، وماعدا ذلك سرار لا دخل له في شيء وأؤكد أنه لم يجبرني على شيء.
كثيرون لم يتقبّلوا لحد الآن تفضيلك للدوري السعودي على الدوري الفرنسي الذي كان سيسمح لك بتطوير مستواك والبروز أكثر، ما هو السبب الحقيقي الذي جعلك ترفض سوشو؟
السبب الوحيد هو نوعية العرض الذي اقترحه عليّ مسيرو نادي سوشو، لقد قدموا لي عرضا لا يليق بلاعب دولي فقد اقترحوا عليّ عقدا لمدة ستة أشهر لتعويض مهاجمهم المصاب واشترطوا عليّ أن ألعب عشر مباريات على الأقل وفي هذه الحالة فقط يمددون عقدي، لذلك رفضت أن أخضع لما يشبه التجربة لأنني لست لاعب تجارب ولم أكن لأقبل بشروطهم هذه التي كانت تعد انتقاصا من قيمتي كلاعب دولي مع منتخب متأهل للمونديال وكان يستعد للمشاركة في كأس إفريقيا للأمم، هذه أسباب رفضي الانتقال إلى سوشو ولا يوجد سبب آخر.
نترك جدة الآن ونفتح باب المنتخب الوطني، بالعودة لكأس إفريقيا للأمم الأخيرة كيف تقيّم مشاركتك فيها؟
كانت مشاركة متواضعة حيث لم ألعب إلا نادرا لدرجة أنه لا يمكنني حتى أن أقيّم مردودي خلال تلك الدورة.
هل تشعر الآن بأنك ظُلمت وبأن المدرب سعدان لم يمنحك فرصتك في اللعب؟
كل ما يمكنني قوله إنني لم ألعب كثيرا، لكن الأمر لم يكن بيدي لأن المدرب سعدان كان صاحب الكلمة الأخيرة ولم يكن لي أن أناقش قراراته.
فنيون كثيرون يرون أنك ظُلمت خلال تلك الدورة.
أعرف ذلك، مدربون ولاعبون قدامى وفي مقدمتهم ماجر قالوا الكلام نفسه لكني مجرّد لاعب أحتكم لأوامر المدرب ولم يكن بوسعي أن أفرض نفسي عليه وألعب، من جهتي كنت أتمنى أن ألعب أكثر وتمنيت أن أبدأ مباراة من البداية حتى أبرهن على أني قادر على تقديم الإضافة للمنتخب لكن المدرب رأى غير ذلك واحترمت قراراته دون أي احتجاج.
سعدان رفض حتى إشراكك خلال المباراة الترتيبية أمام نيجيريا، ماذا كان شعورك وقتها؟
ماذا تريدني أن أقول، وصلت لكأس إفريقيا في أفضل لياقة وكانت لدي طموحات كبيرة لكني لست المسؤول عن خيارات المدرب لأنه أدرى بما يقوم به، ولم يكن بوسعي أن أفعل الكثير في الدقائق التي لعبتها.
ماذا كنت لتفعل لو وضع سعدان ثقته فيك؟
لا أقول إني كنت سأقلب المباراة لوحدي ولا يمكنني أن أقول شيئا مادمت لم أحصل على فرصتي خلال دورة أنغولا .
سعدان لم يوجّه لك الدعوة في المباراة الأخيرة أمام صربيا، أليس يجعلك هذا متخوفا على مستقبلك مع المنتخب الوطني؟
لا أبدا، المعلومات التي استقيتها من الصحافة تقول أن سعدان فضّل إعفائي حتى يمنحني الوقت الكافي للتأقلم مع فريقي الجديد، وأعتقد أنه السبب الحقيقي الذي يقف وراء غيابي عن تربص ومباراة صربيا الأخيرة.
ألا تشك بأنه يكون قد استبعدك نهائيا بعد كأس إفريقيا الأخيرة، خاصة أنه تحدث عن لاعب سابع بعد الستة الذين تم إبعادهم مؤخرا؟
لست أدري، وليس لدي ما أقوله سوى أنني تحت تصرفه، متى شاء سأكون جاهزا وسألبي دعوته، لكن مهما حدث فهذا لن يؤثر علي ولن يجعلني أفقد الثقة في نفسي وفي إمكاناتي.
ألست متخوفا أن تدفع ثمن رفضك الالتحاق بنادي سوشو الفرنسي، خاصة وأنت تعلم الأفضلية التي يلقاها اللاعبون المحترفون في أوروبا مقارنة باللاعبين المحليين أو حتى المحترفين في الدوريات العربية؟
وماذا يمكنني أن أفعل حيال ذلك، أدرك جيدا أن اللاعبين القادمين من أوروبا صاروا يحظون بعناية خاصة على عكس اللاعبين المحليين الذين صاروا مهمّشين تماما ولا يحظون بفرصتهم، وهم يعلمون جيدا أن حظوظهم ستكون أوفر لو احترفوا في أوروبا مع أن البطولة المحلية تضم لاعبين مميّزين بإمكانهم هم أيضا تشريف الألوان الوطنية.
هل تابعت المباراة الأخيرة للمنتخب المحلي والذي كنت لوقت قريب أحد عناصره؟
أكيد تابعت المباراة وتفاعلت معها، وأعتقد أن اللاعبين أدوا ما عليهم، وأتمنى أن يعودوا من ليبيا بالتأهل.
بعد المباراة والأداء المتوسط كثيرون صاروا مقتنعين بأن اللاعب المحلي غير قادر على تمثيل المنتخب في المونديال المقبل، ماذا يمكن أن تقول؟
لا أشاطر رأي هؤلاء تماما، هناك لاعبون محليون مميّزون جدا، يوجد الحاج عيسى، يوجد يحيى شريف وغزالي الذي يملك إمكانات كبيرة جدا، يوجد لاعب الحراش جابو لاعب مميز بأتم معنى الكلمة، كل هؤلاء اللاعبين لا يريدون سوى فرصة وثقة المسؤولين، هؤلاء من يستحقون التفاتة وليس اللاعبين القادمين من أوروبا والذين تعالت أصواتهم في الفترة الأخيرة ليعرضوا خدماتهم من أجل المشاركة في المونديال المقبل، هؤلاء الذين أتساءل أين كانوا لمّا كان المنتخب الجزائري يعاني، كلنا فرحون بتأهل الجزائر للمونديال ونتمنى أن تتواصل انتصارات الكرة الجزائرية لكن حتى من دون المونديال كنا سنلبي دعوة الجزائر وليس كما يفعل هؤلاء.
ألست متخوفا أنت من تضييع المونديال؟
من منا لا يحلم بالمشاركة في المونديال، أتمنى أن أكون حاضرا فيه، وأتمنى أن لا ينساني سعدان ويتابع مبارياتي مع جدة، من جهتي سأعمل ما بوسعي من أجل مزيد من التألق مع فريقي، وكما قلت الأمور لحد الآن تسير على أحسن ما يرام، مدربي الأرجنتيني يمنحني ثقة كبيرة وهو دائم الإشادة بي ويعوّل علي كثيرا، وهي شهادة أتشرف بها كثيرا وهو الذي كان أحد أبطال العالم في مونديال المكسيك سنة 1986.
هل اتصل بك أي واحد من المسؤولين في الاتحادية؟
لا أحد اتصل بي أو سأل عني منذ نهاية كأس أمم إفريقيا الأخيرة.
هل تتابع أخبار فريقك السابق الوفاق؟
بطبيعة الحال، الوفاق الفريق الذي منحني اسما ولا يمكنني أن أنكر فضله علي أبدا، أتابع كل أخباره وشاهدت مباراته الأخيرة أمام تلمسان وفرحت كثيرا بتأهلهم، أتمنى أن يواصلوا المشوار لغاية النهاية ويتوجوا بالكأس التي كانت اللقب الوحيد الذي لم أحققه مع الوفاق بعد أن كنت أحرزت كل الألقاب.
ألم يكن من المفروض أن يكون الحاج عيسى معك في جدة، خاصة بعد أدائه الجيد في مباراة اعتزال أحد نجومهم أمام نادي جوفنتوس؟
كنت سمعت مثل هذا الكلام في جدة، لكني لست على علم بتطورات الموضوع وإذا كان قد أخذ صبغة رسمية، أعرف أنه نال إعجابهم ومن جهتي أتمنى أن يكون بجانبي الموسم المقبل، فهو بالإضافة لكونه صديقي المقرب هو زميل رائع فوق الميدان أتفاهم معه كثيرا وسنشكل حتما ثنائيا رائعا هنا في جدة.
هل تعتبر جدة محطة لك فقط قبل الاحتراف في أوروبا؟
ربما، الدوري السعودي هو الأفضل عربيا ويضم عديد النجوم، أذكر فقط زملائي محمد نور وهو من خيرة اللاعبين السعوديين وبوشروان الدولي المغربي، كما أنه يضم عديد المدربين الكبار الذين يشتغلون هنا والذين من الممكن أن يتحوّلوا لأندية كبيرة في أوروبا، وهو ما قد يشكل فرصة لي لأكون ضمن اللاعبين الذين يضمونهم في النوادي التي يتنقلون إليها بشرط أن أواصل العمل بجد والتألق أكثر.
الجزائر ستواجه المغرب في تصفيات أمم إفريقيا المقبلة، ومن الممكن أن تجد نفسك في مواجهة زميلك بوشروان؟
نعم ولقد تحدثنا في الموضوع سويا، هي القرعة أرادت هكذا وستكون حتما مباراة كبيرة بين المنتخبين.
كنت قريبا من التتويج بلقب أفضل لاعب محلي في حفل الكاف الأخير؟
تأسفت على ذلك لكن مجرد أن أكون ثاني أفضل لاعب محلي في إفريقيا لسنة 2009 هو إنجاز كبير بالنسبة لي فخر لي وللجزائر أيضا.
ضد من ستكون المباراة المقبلة لك مع إتحاد جدة؟
هو الكلاسيكو السعودي بين الإتحاد وبطل هذا الموسم الهلال وهي مباراة مهمة جدا وستلعب غدا (الحوار أجرى مساء أمس) على الساعة السادسة والنصف بتوقيت الجزائر وأضرب لكم موعدا خلالها.
بمَ تود أن تختم الحوار؟
أشكر “الهدّاف” التي أتصفّح موقعها يوميا حتى أبقى على صلة بكل ما يحدث في الكرة الجزائرية، أريد أن أحيّي كل لاعبي المنتخب المحلي وأتمنى لهم التأهل في ليبيا تحت قيادة المدرب القدير بن شيخة الذي أثق كثيرا به وبعمله، أريد أيضا أن أبارك للوفاق تأهله في كأس الجمهورية وأتمنى من صميم قلبي أن تكون الكأس هذا العام سطايفية لأنه فعلا لقب كنت أتمنى أن أحققه للفريق.