لازال مدرب المنتخب الوطني "وحيد حليلوزيتش" غير واثق من قدرات تشكيلته على تحقيق النتائج المرجوة منه. فبعد أن كان قد أكد أن إقصاء الجزائر من الدور الأول في كأس إفريقيا بجنوب إفريقيا ليس أمرا مفاجئا .. وأن المنتخب المالي المنافس الأول للجزائر في تصفيات كأس العالم أحسن من تشكيلة "الخضر". وقال: "بكل صراحة، الجزائر ليست منتخبا كبيرا ولا تملك مستوى كبار القارة السمراء. لا يمكن أن نخدع الناس ونجعلهم يعتقدون أنهم يملكون منتخبا كبيرا. لسنا حتى في مستوى المنتخب المالي في الوقت الحالي، وبالتالي علينا التركيز أكثر في العمل وليس في أشياء أُخر". "لدينا حظوظنا للذهاب إلى المونديال" ومع تأكيده أن "الخضر" ليسوا منتخبا كبيرا، إلا أن البوسني أوضح أن حظوظهم تبقى قائمة في التأهل إلى كأس العالم، ولكن هذا لن يأتي من العدم بل عن طريق العمل. وقال: "صحيح أننا لا نملك مستوى المنتخب المالي، ولكن سنرى من هنا إلى لقاءات جوان إن كان مستوانا سيتطور. الأكيد أن لدينا كل الحظوظ للتأهل إلى كأس العالم. المشاركة في دورة مماثلة هو حلم الجميع وليس حليلوزيتش فقط، لذلك يجب العمل كثيرا لكي نصل إلى المستوى المطلوب، ونحقق النتائج التي نصبو إليها". "يلزمنا فوز وتعادل في مبارتي روندا والبينين على الأقل ونحن نلعب جيدا في تشاكر فقط" وعن حلم التأهل إلى كأس العالم للمرة الثانية على التوالي، أكد البوسني أن لقاءات جوان ستكون مصيرية للغاية، موضحا أن أهم شيء هو أن يتمكن "الخضر" من تحقيق نتائج إيجابية خارج الديار، بما أن المنتخب الجزائري كان دائما يعجز عن تحقيق ذلك. وقال : "المشكلة في اللقاءات التي نلعبها خارج الديار. المنتخب الجزائري قوي في البليدة فقط، ولكن من أجل تحقيق التأهل إلى كأس العالم يجب أن نعرف كيف نحقّق نتائج جيدة خارج ميداننا. لقاءات جوان ستكون مهمة للغاية، يجب علينا على الأقل أن نحقق تعادلا وفوزا في الخرجتين اللتين تنتظراننا أمام رواندا والبينين، للبقاء في السباق ولتعزيز حظوظنا في المرور إلى المونديال". "تلقينا صفعات في "الكان" يجب أن نستفيد منها" ولم يتجرّع البوسني لحد الآن الإقصاء المرّ من كأس إفريقيا في الدور الأول وبنتائج مخيبة للغاية، وهو ما كشفته تصريحاته التي أكد فيها أنه تلقى صفعات عديدة في "الكان"، سواء من حيث الأخطاء التي ارتكبها أو تخاذل بعض اللاعبين وما إلى ذلك، وقال: "لقد تلقينا بعض الصفعات خلال "الكان"، والتي يجب أن نتفاداها مستقبلا. يجب أن نعرف كيف نتعامل مع ما يوجد أمامنا. أعترف أني أخطأ في بعض الأحيان، ولكن هناك أمور أخرى يجب أن تصحّح". "المشكلة كانت في الخط الخلفي وعدم الجدية" وعن "الكان" دائما، أكد البوسني أن "الخضر" لم يلعبوا ولم يقوموا بالأمور بالشكل اللائق في كأس إفريقيا. إذ تحدث عن مشاكل في الخط الخلفي الذي تلقى الكثير من الأهداف، بينما لم تسجل التشكيلة في الوقت اللازم. وأوضح في هذا الشأن :" الكثير تحدث عن الهجوم في "الكان". فعلا لم نسجل أهدافا في الوقت الذي كنا في حاجة إلى هذه الأهداف، مع أن هذا الجيل هو أفضل جيل هجوميا بتسجيله 27 هدفا في 16 مباراة، ولكن لا يجب أن ينسى الجميع أن المشكل الكبير كان في الخط الخلفي. فقد تلقينا الكثير من الأهداف بسبب عدم الجدية، وما أزعجني هو أن بعض اللاعبين لم يكونوا يشاركون تماما في الدفاع، ولم نكن متفوقين في الصراعات الثنائية". "روح المجموعة هي التي كانت تنقصنا في جنوب إفريقيا" وعن أسباب الإخفاق في جنوب إفريقا، أوضح البوسني أن أهم سبب هو غياب الروح القتالية وروح المجموعة في التشكيلة. وقال: "في جنوب إفريقيا كان ينقصنا أمر مهم للغاية وهو روح المجموعة والروح القتالية. لم نشاهد "الڤرينتا" لدى اللاعبين، لم نشاهد لاعبين يقاتلون على الميدان، وكأن الروح كانت غائبة. بكل صراحة الصراعات الفردية لم نكن شرسين فيها وهو ما جعلنا نمر جانبا". "يجب أن نعيد هذه الروح لأنها نقطة قوتنا" وأكد البوسني أن العبور من هذه المرحلة الصعبة والعودة لتحقيق نتائج جيدة يتطلب إعادة روح المجموعة داخل الفريق، مؤكدا أنها نقطة قوة "الخضر" ويجب تدارك الأمور بسرعة. وقال: "أهم نقطة وخطوة من أجل العودة من جديد إلى تحقيق النتائج الجيدة هي إعادة روح المجموعة والرغبة الشديدة في الفوز، لأنها نقطة قوة المنتخب الجزائري، ويجب أن نعرف كيف نعيد هذه الأمور لدى اللاعبين". " لا نملك لا دروڤبا ولا إيتو ولا نملك لاعبين يصنعون القرار على الميدان" كما كان مدرب المنتخب الجزائري واضحا في تحديده لمستوى تشكيلته، وأكد أنه لا يوجد نجوم في المنتخب الجزائري، ولا يوجد لاعبون يصنعون القرار على الميدان مثلما تملكه المنتخبات الإفريقية القوية. وقال: "منتخبنا لا يملك نجوما يتكئ عليهم لصنع الفارق في أي لحظة من لحظات اللقاء. لا نملك دروڤبا أو إيتو اللذين من لمسة يحوّلان مجرى مباراة. وبالتالي اللعب الجماعي هو سلاحنا الوحيد". "يجب أن يفهم الجزائريون جيدا ما هي إمكانات منتخبهم" وأوضح المدرب السابق لمنتخب كوت ديفوار أنه لا يريد أن يكذب على الجزائريين ولا يريد أن يعطيهم أحلاما أو يبيعهم أوهاما، بما أن الأمر يتعلق بألوان وطنية ومشاعر شعب: " لا يجب أن نتلاعب بمشاعر الشعب الجزائري. لا يجب أن نكذب عليه ونحوّل لاعبينا إلى نجوم ونحوّل المنتخب إلى منتخب أبطال. لا نملك منتخبا قويا ولا نستحق حتى المرتبة التي نحتلها في ترتيب "الفيفا". يجب أن نكون صرحاء مع أنفسنا ومع الشعب... يجب أن يفهم الجزائريون جيدا مستوى منتخبهم"، استطرد مدرب "الخضر" موضحا. ----------------------------------- حليلوزيتش:" أقول لمن انتقدوني: هناك أماكن لتطوير الكرة الجزائرية فتعالوا تعملوا" لم يتقبل مدرب المنتخب الوطني الإنتقادات التي طالته من بعض النقاد الجزائريين، وهو ما عبّر عنه خلال هذه الندوة الصحفية. إذ أكد أنه من الأجدر على هؤلاء النقاد النزول إلى الميدان للعمل عوض التفكير في انتقاده فقط. وقال: "أقول لمن انتقدني: هناك أماكن للعمل الآن من أجل تطوير الكرة الجزائرية، لم لا تنزلوا للميدان من أجل العمل؟!". ----------------------------------- نفى أن يكون قد قرر إقالته أو إبعاده حليلوزيتش: "كاوة باق معنا وبحثت فقط عن تدعيم العارضة الفنية" بعدما كان قد أكد منذ وقت قريب في خرجته الإعلامية على شاشة التلفزيون أنه يبحث عن مدرب لحراس المرمى يحلّ مكان مدرب الحراس عبد النور كاوة، نفى "وحيد حليلوزيتش" أن يكون قد تسبّب في إقالة كاوة عقب نهاية كأس إفريقيا. وقال "حليلوزيستش" في هذا الصدد : "لم أقرر إقالة كاوة ولم أطلب إقالته، بل طالبت بتدعيم العارضة الفنية للمنتخب، لأننا اليوم، مثلا، لا نجد المحضّر البدني معنا بسبب المرض، وحتى الطبيب مريض وهو موجود في المستشفى. ما أردته هو تدعيم العارضة الفنية وفقط. كاوة باق معنا، لأنه مدرب يملك من الخبرة والكفاءة، ما يجعلنا نستفيد منه. ومع ذلك نحن نريد تدعيم العارضة الفنية". وهي إجابة صريحة من البوسني تؤكد أن كاوة سيبقى في منصبه مدربا لحراس مرمى "الخضر" حتى إشعار آخر، وليس إلى غاية لقاء البينين وفقط.