واصل روبيرتو دونادوني مدرب بارما عناده وتمسكه بخياراته الفنية والتكتيكية في مباراة فريقه أول أمس أمام بولونيا لحساب الجولة ما قبل الأخيرة من البطولة الإيطالية، واعتمد المدرب الإيطالي على الثلاثي جونتان بيابياني، إسحاق بلفوضيل وأماوري في خط الهجوم في تكرار لتجربة المباريات الثلاث السابقة مع لازيو، أتالانتا وكالياري، وأشرك المدرب مهاجمه الجزائري مرة أخرى كجناح ايسر بدلا من إقحامه في منصبه الأصلي كمهاجم صريح، ليستمر بذلك خريج مدرسة أولمبيك ليون الكروية في الظهور بمستوى متذبذب، وعجز عن تقديم إضافة ملموسة في منصبه أول أمس رغم مجهوداته الواضحة للعيان طيلة أطوار المباراة التي لعبها كاملة، وهو ما دفع وسائل الإعلام الإيطالية المتخصصة لاختياره كأسوأ لاعبي المواجهة. الاعتماد على لاعب بطول 1,92م كجناح يثير الغرابة يبقى التساؤل مطروحا عن سر إصرار دونادوني على إقحام بلفوضيل على الأروقة وتكليفه بأدوار لا تتناسب مع مواصفاته البدنية والفنية، فلاعب ذو بنية جسدية قوية وقامة تتعدى 1,90م بقليل لا يمكنه أن يشغل منصب الجناح الذي يتطلب لاعبا سريعا يحسن صنع الهجمات المرتدة، وقادر على الاختراق والتوزيع بدقة نحو منطقة الجزاء، فمهاجم بمواصفات بلفوضيل الذي يتميز بقوته البدنية، تمركزه الجيد ورأسياته المحكمة يمكنه اللعب كرأس حربة حقيقي أومهاجم مساعد فقط، ومحاولة إشراكه في أي منصب آخر تعتبر سوء توظيف له لأنها ستحد حتما من خطورته، التي تكون أكبر على مشارف منطقة الجزاء وداخلها وليس بعيدا عنها. يفضل أماوري كرأس حربة رغم تراجع فعاليته مؤخرا إن ما يزيد خيارات دونادوني الهجومية غرابة هو تراجع مستوى أماوري مؤخرا وصيامه عن التهديف في الجولات السبعة الأخيرة، وهو العامل الذي كان من المفروض أن يدفع مدرب بارما للتفكير في إحداث تغييرات على مستوى الخط الهجومي للفريق، سواء بمنح الفرصة ل بلفوضيل باللعب من جديد في منصبه الأصلي مكان الدولي الإيطالي السابق، أو بتغيير نهجه التكتيكي والاعتماد على مهاجمين صريحين بدل واحد، وذلك بلعب أماوري وبلفوضيل جنبا إلى جنب في الهجوم، لكن عقلية دونادوني الصعبة وإيمانه الكبير بفعالية خطته المتبعة جعلته يتمسك بها طيلة موسم كامل مهما كانت تبعات ذلك. الأرقام لا ترحم بلفوضيل وتزيد الضغط عليه أكثر يبدو أن مدرب بارما غير واع بصعوبة الفترة التي يعيشها مهاجمه الجزائري الذي يعاني من ضغوطات جماهيرية وإعلامية كبيرة بسبب طول فترة ابتعاده عن التهديف، فعوض أن يساعده على فك عقمه التهديفي بإشراكه في مركز المهاجم الصريح المكلف بتسجيل الأهداف، يصر على تكليفه بأدوار لا تتناسب مع إمكانات بالاعتماد عليه كلاعب رواق، وهو الخيار الذي ينقص كثيرا من فرصه في التهديف، إذ تشير جماهير النادي ووسائل الإعلام المكلفة بمتابعة أخبار "الجيالوبلو" دائما لأرقامه الضعيفة في مرحلة الإياب، وعجزه عن التسجيل منذ 20 جانفي الفارط رغم مشاركته في 13 مباراة دون التنبيه إلى نوعية المهام التي يكلف بها والمناصب التي يشرك فيها، مما يزيد من الضغوطات المفروضة عليه في الآونة الأخيرة. كارميناني: "بلفوضيل لاعب متعال ويحتاج لرعاية جيدة" استمر سيل الانتقادات الموجهة ل بلفوضيل في الأسابيع الأخيرة، حيث تحدث عنه بيترو كارميناني مدرب بارما السابق في تصريح لموقع "بارما لايف"، وقال: "يبدو بلفوضيل أنه لاعب جد متعال في بعض الأحيان، عليهم أن يخصوه برعاية جيدة ويفهموه بعض الأمور، لأنه خيب الآمال المعلقة عليه من الفريق والمدرب"، وأرجع كارميناني تراجع مستوى مهاجم أولمبيك ليون السابق لتأثره بأخبار اهتمام جوفنتوس بخدماته في الميركاتو الشتوي، وأضاف موضحا: "من الممكن أنه لم يتعامل جيدا مع أخبار انتقاله في شهر جانفي الفارط فغالطته، قد يكون من اللاعبين الذين يمكن أن تمنحهم علامة 8 على مستواهم، لكن مردوده الحالي لا يستحق عليه إلا علامة 5 أو 6". جيراردي: "تراجع اهتمام جوفنتوس ب بلفوضيل خبر جيد لنا" في سياق آخر، لم يبد توماسو جيراردي رئيس بارما مهتما كثيرا بالأخبار المنتشرة مؤخرا حول تراجع جوفنتوس عن فكرة ضم بلفوضيل في الميركاتو صيفي، حيث علق على الموضوع قائلا: "تراجع اهتمام جوفنتوس ب بلفوضيل خبر جيد بالنسبة لنا، وهو ما يعني أنه باق معنا الموسم القادم، أريد أن أوضح السبب الرئيسي لتراجع بارما في الأشهر الأخيرة هو التشويش على لاعبينا في الميركاتو الفارط، وأتمنى أن لا يتكرر ذلك في فترة الانتقالات القادمة"، وأضاف: "لا يمكننا الاستمرار في التطور إذا قمنا ببيع اثنين أو ثلاثة من أفضل لاعبينا كل موسم، من الصعب أن نبدأ العمل من الصفر دائما، لكن لا يمكننا فعل الشيء الكثير إذا كانت هناك عروض من أندية كبيرة".