تعرضت جماهير ريال مدريد ليلة الجمعة إلى صدمة قوية بعد خسارة فريقها بطريقة غريبة أمام منافس لم يذق طعم الفوز على النادي الملكي منذ 14 عاما، حيث كان الجميع يمني النفس بإنقاذ الموسم بالكأس لاسيما وأن النهائي يجرى في عقر الديار أمام الجار والفوز عليه كان سينسي الجماهير تضييع الليغا ورابطة الأبطال، غير أن كل شيء سقط في الماء والمتهم الرئيسي كان المدرب مورينيو الذي حمله أغلبية الأنصار خروج فريقهم خاوي الوفاض هذا الموسم. إقصاء فالنسيا والبارصا ثم تضييع الكأس في البيرنابيو أمر صعب هضمه ومن خلال الحديث الهامشي الذي كان لنا مع بعض الأنصار صبيحة أمس بعد أن هدأت النفوس، فإن ما لم تتقبله جماهير الميرنغي هو تضييع الكأس في ملعب "بيرنابيو" بالذات وهو الملعب الذي كان شاهدا على الكثير من الإنجازات ولم يخسر فيه الريال منذ أكثر من 40 مباراة متتالية، وذلك زيادة على أن الهزيمة كانت أمام الجار الذي لم يفز عليهم في حوالي 30 مباراة متتالية كذلك (منذ 1999)، وبعد أن أقصى رفقاء راموس فريقين كبيرين هما فالنسيا وبرشلونة فيما نجد أن أصعب فريق واجهه الأتلتيكو في طريقه إلى النهائي هو اشبيليا. يرون بأن مورينيو أثر على تماسك المجموعة بإبعاده للركائز ويرى عشاق الملكي أن هزيمة الريال كانت معنوية قبل أن تكون فنية أو تكتيكية، معتبرين أن مورينيو أثر كثيرا على تماسك المجموعة بإبعاده لركائز الفريق في صورة كاسياس الذي يبقى القائد الأول للمجموعة ويحظى بثقة ومحبة الجميع، وبالتالي فإن وضعه على الهامش بشكل علني ومبالغ فيه سيؤثر لا محالة في زملاءه بغض النظر عن مستوى وقيمة لوبيز، كما أن إبعاد بيبي عن النهائي لأسباب انضباطية لا علاقة لها بالميدان كان له تأثير بالغ أيضا، حيث لقى المدافع البرتغالي تضامنا واسعا من زملاءه في الفريق خاصة مواطنيه رونالدو وكوينتراو اللذان كان خارج الإطار رغم تسجيل كريستيانو لهدف. مدللاه الجديدان هما من تسبب في الهدفين وأسوأ ما في الأمر –حسب أنصار الريال دائما- فإن العدالة الإلهية فضحت مورينيو في نهاية المطاف، ذلك لأن المدللين الجديدين ل"السبيشل وان" وهما راوول ألبيول الذي عوض بيبي ودييغو لوبيز الذي خلف كاسياس منذ فترة هما من يتحمل مسؤولية الهدفين بنسبة كبيرة، فقد تلاعب المهاجم الكولومبي فالكاو بألبيول كما شاء في لقطة هدف التعادل قبل أن يمرر الكرة في عمق الدفاع لزميله دييغو كوستا، بينما جاء الهدف الثاني الذي سجله ميراندا من خروج عشوائي للحارس لوبيز. لكن وإن أبان هذا الأخير على قدرات جيدة منذ التحاقه بالريال في شهر جانفي الفارط فإن أكثر ما حير جماهير "الميرنغي" هو تجرأ مورينيو على إبعاد بيبي المعروف بتأثيره الإيجابي على زملاءه في الميدان بفضل روحه القتالية العالية وتعويضه بمدافع معروف بكوارثه وضعفه على كل المستويات. الحظ والحكام في المقام الثاني بعد مورينيو ولم يقتصر حديث الأنصار على أخطاء مورينيو فقط بل كان للحكم كلوس غوميز نصيبه من الانتقادات كذلك، معتبرين بأنه أثر كثيرا على سير المباراة بإنذاراته المجانية أحيانا وقراراته العشوائية أحيانا أخرى، لاسيما بعد أن طرد مورينيو لأسباب لم تكن واضحة بالمرة. كما أشار البعض الآخر إلى أن الحظ أدار ظهره للنادي الملكي وكأن كل الظروف اجتمعت لتؤول دون الحصول على هذه الكأس، فقد رد القائم ثلاثة كرات لكل من رونالدو، بن زيمة وأوزيل، كما فوت هذا الأخير فرصتين سهلتين أمام مرمى شبه شاغر، حيث كان هدفا واحدا فقط كافيا قلب كل المعطيات لاسيما وأن الأتلتيكو لم يهدد ولم يخلق فرصا كثيرة وكان منظما وجيد من الناحية التكتيكية فقط. الصحف الكتالونية تهكمت على مورينيو والريال وزيادة على الصحف المدريدية في صورة "أس" و"ماركا" التي أصبح شغلها الشاغل هو مورينيو وكيفية التخلص منه، فإن هزيمة الريال أمام الأتلتيكو جاءت مثلما كانت تشتهيه الصحف الكتالونية التي وجدت الفرصة مناسبة للتهكم على النادي الملكي والمدرب البرتغالي على وجه الخصوص، حيث عنونت "ألموندو ديبورتيفو" مثلا: "لا كأس، لا بطولة ولا رابطة الأبطال...إنه جزاء الطماع"، وذلك في إشارة منهم لإدارة الفريق بقيادة بيريز التي تعاقدت مع النجوم لبناء مشروع جديد الهدف منه توقيف البارصا وخلافتها على رأس الهرم المحلي والأوروبي لكنها لم تنجح في هذا ولا ذاك. ح.ع