شكل رحيل تيتو فيلانوفا عن نادي برشلونة صدمة كبيرة جدا للجماهير الكتالونية والإعلام الرياضي هناك، حيث كانت مغادرته بهذا الشكل آخر ما كانوا يتوقعونه بعدما ارتاحوا لحالته الصحية إثر عودته من نيويوركالأمريكية التي قضى فيها شهرين كاملين للعلاج... ورغم الأخبار التي أشارت في وقت سابق أن تيتو قد يغيب لمدة أسبوعين على الأكثر شهر سبتمبر المقبل بسبب المرض ثم إستقالته نهائيا من تدريب البارصا على أن توكل المهمة لشخص آخر لذات السبب، فإن بعض الخبراء والمتتبعين في كتالونيا وإسبانيا شككوا في أن تكون عودة الأعراض المرضية هي الوحيدة التي دفعت به إلى الإبتعاد، بل ناقشوا بعض القضايا بالعودة إلى كرونولوجيا الأحداث في الأسابيع الأخيرة. كان قادرا على المواصة لولا ضغوط الإنتقالات وترى بعض الأطراف أن فيلانوفا علم بتفاقم مرضه منذ مدة وهو ما دفعه للتشاور مع طبيبه الخاص حول الأمر قبل أن يتخذا قرارا بعودة تيتو إلى نيويورك خلال شهر سبتمبر الماضي لمدة أسبوعين ثم مباشرة عمله بشكل عادي في النادي الكتالوني، غير أنه إرتأى إلى خيار الإبتعاد نهائيا نظرا لبعض الضغوطات التي عاشها هذا الصيف والتي لا تساعده بتاتا في تحقيق طموحه بالشفاء نهائيا من المرض، ومن أبرز الأمور التي أثرت على تيتو وصحته ما يتعلق بسوق الإنتقالات، حيث سبق وأن طلب من روسيل التعاقد مع تياڤو سيلفا لتدعيم خط الدفاع ولم يقبل بجلب أي إسم آخر، وما إن تأكد أن البرازيلي غير متاح تماما، حتى تم الإعلان عن خبر رحيله من الفريق بشكل فاجأ الجميع. رحيل فابريڤاس كان ليضعه تحت مقصلة الإنتقادات وفي سياق متصل يبدو أن فيلانوفا تخوف من تفاقم حالته الصحية في حالة حصول بعض التطورات التي قد تتسبب في ثورة جماهيرية ضده بعد سماحه برحيل تياڤو ألكانتارا وبعض النجوم الشباب، حيث ذكرت وسائل الإعلام الكتالونية أن مانشستر يونايتد الإنجليزي يصر على التعاقد مع سيسك فابريڤاس برصده لمبلغ مغر جدا، كما كشفت أن اللاعب يفكر جديا في العرض رغم نفيه لأكثر من مرة نيته في الرحيل، وبذلك فإن الإعلان عن مغادرة سيسك لأسوار "كامب نو" كانت لتجعل تيتو كبش الفداء الوحيد، وهو ما كان سيضعه تحت ضغوطات رهيبة جدا لا تساعده إطلاقا في مسعاه للشفاء التام من ورمه في الغدة النكافية، ليقرر في الأخير العمل بنصائح طبيبه والمغادرة قبل بداية الموسم تفاديا لأي طارئ قد يحدث في المستقبل القريب. كرويف نصح بجلب مدرب آخر وتوقع هذا السيناريو وسبق ليوهان كرويف أسطورة نادي برشلونة والمنتخب الهولندي وأن وجه إنتقادات كبيرة جدا لإدارة ساندرو روسيل بعد تخليها عن جوزيب ڤوارديولا والإعتماد على تيتو فيلانوفا، حيث أكد أنها قامت بخيار خاطئ للغاية للعديد من الأسباب التي ذكر منها مرض تيتو الذي لا يساعده في آداء مهامه على أكمل وجه، وخرج "الجناح الطائر" كما كان يلقب بتصريحات مماثلة بعد نهاية الموسم الماضي أشار فيها إلى ضرورة التعاقد مع مدرب جديد وهو ما سيكون في صالح المدرب المستقيل، وفعلا لم تمر إلا أشهر قليلة حتى صدقت توقعات الهولندي التي سانده فيها خوان لابورتا الرئيس السابق ل"البلاوڤرانا" والذي طلب من روسيل التعامل مع تيتو بمثل تعامله مع أبيدال، مشيرا إلى عدم قدرة الأول على قيادة فريق مليئ بالضغوطات. روسيل أثبت فشله وإنسياقه وراء الصراعات الشخصية وبالنظر إلى كرونولوجيا الأحداث يتبين جليا أن ساندرو روسيل رئيس نادي برشلونة أثبت فشله في تسيير النادي على عدة أصعدة، فبعد ثورة الكثير من النواب ضده ووقوفهم مع الرئيس السابق خوان لابورتا في الحرب الكلامية التي جرت بينهما قبل مدة، إجتمعت فئة كبيرة جدا من أنصار "البلاوڤرانا" والتي تمثل الأغلبية على رأي واحد يشير إلى فشل روسيل في تسيير فريقهم، بسبب توظيفه للصراعات الشخصية في كل قرار يتخذه، وأشارت ذات الأطراف أن الرئيس كان السبب الأبرز في إبتعاد ڤوارديولا عن النادي، حيث سعى لذلك بعدما كشف مساندته ل لابورتا ضاربا عرض الحائط مصلحة الفريق واحتياجاته، ومن المتوقع أن تتزايد المطالب برحيله في القريب العاجل وهو ما يشير إلى إمكانية القيام بإنتخابات رئاسية مسبقة تمهد لعودة الرئيس السابق لمنصبه.