رغم أن المباراة التي سيخوضها منتخبنا الوطني يوم الثلاثاء المقبل أمام منتخب مالي مباراة شكلية لا أكثر ولا أقل، بما أنه ضمن تأهله منذ فترة إلى الدور التصفوي الأخير الذي يفصله عن المونديال إلا أن الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش لا يفكر بهذا المنطق، ولا يرى الأمر من تلك الزاوية، فرغم الارتياح الكبير الذي أبداه الرجل من التحاق عدد كبير من لاعبيه بالأندية الأوروبية الكبيرة في صورة انتقال بلفوضيل وتايدر إلى الإنتير، واحتراف سليماني في سبورتينغ لشبونة والتحاق بلكالام بالدوري الإنجليزي، وتنقل غيلاس إلى بورتو، إلا أن قلة مشاركات لاعبيه في التشكيل الأساسي لفرقهم خلال آخر جولة أقلق "حليلو" كثيرا، إذ تفيد مصادرنا أن البوسني تطرق مع بداية التربص للأمر مع مساعديه، بعدما خلت الجولة الأوروبية الأخيرة من أسماء ركائزه في التشكيل الأساسي لهذه الأندية، وهو ما يفسر تخوفه من انعكاس ذلك الأمر سلبا على أدائهم يوم مباراة مالي التي صارت على الأبواب. المشاركون بانتظام مع فرقهم كانوا قلة في آخر جولة هم قلة من شاركوا كأساسيين في آخر جولة خاضها دوليونا مع أنديتهم الأوروبية، فالأمر اقتصر على الأسماء التي تعودت على اللعب بانتظام مع فرقها، في صورة فغولي وبراهيمي مع فالنسيا وغرناطة، وسوداني مع دينامو زغرب وڤديورة مع نوتينغهام فوريست (فريقه السابق لأن اللاعب التحق ب كريستال بالاس)، ومهدي مصطفى مع أجاكسيو، فهؤلاء الأساسيون هم من باتوا يعطون الاطمئنان ل البوسني كما جرت العادة، ولن يطرح بشأنهم أي مشكل يتعلق بالجانب البدني، أما البقية من اللاعبين الأساسيين فهم يصارعون لضمان مكانة أساسية ضمن تعداد فرقهم. البوسني قلق كثيرا لحالة مصباح، مجاني، لحسن، بلكالام، سليماني، بلفوضيل وغيلاس ارتياح البوسني لمشاركات فغولي، براهيمي والقلة الأخرى مع فرقها، يقابله قلق وحيرة لعدم مشاركة اللاعبين الآخرين بانتظام مع فرقهم، وهم الذين يعول عليهم الرجل كأساسيين في تعداده، ونخص بالذكر حالة الحارس مبولحي مثلا، والظهير جمال الدين مصباح الغائب عن تعداد فريقه من انطلاق الموسم، ومجاني الذي لم يضمن مكانه بعد في أولمبياكوس، وبلكالام الذي اكتفى بلعب مباراة الرابطة الإنجليزية، قبل أن يعود لمقاعد البدلاء فيما بعد، وسليماني المكتفي في بدايته مع سبورتينغ لشبونة باللعب بديلا، وبلفوضيل الذي يستفيد من حين لآخر لبضع دقائق في الإنتير، وحتى تايدر لم يضمن مكانته الأساسية بعد حتى إن كان قد لعب أكثر من بلفوضيل في الإنتير، وغيلاس الغائب اسمه عن ميادين بورتو ولو لبضع دقائق كبديل، وجابو الذي ذهب ضحية عدم انطلاق الموسم الجديد في تونس، وحتى يبدة العائد بقوة لمستواه غادر التشكيلة الأساسية لناديه مؤخرا، كل هذا جعل البوسني يبدي مخاوفه لمساعديه حول انعكاس الأمر سلبا على أدائهم في مباراة مالي يوم الثلاثاء المقبل، لأن الرجل يدرك أن ذلك سيحدث. لهذا السبب برمج 9 حصص تدريبية وأصر على التدرب مرتين يومي الأربعاء والخميس وخلال الاجتماع الذي جمع البوسني حليلوزيتش بمساعديه وتطرق فيه إلى هذه النقطة، توصل معهم إلى حل ترقيعي طبعا للحد من تأثرهم بدنيا يوم مباراة مالي، وذلك عندما قرر أن يضبط برنامجا تدريبيا مكثفا على مدار الأيام السبعة التي يتربصون فيها بمركز سيدي موسى، حيث برمج 9 حصص تدريبية كاملة، وضبط برنامجا يقضي بالتدرب مرتين في اليوم، خلال يومي أمس الأربعاء واليوم الخميس، وذلك حتى يقف على مدى استعداد أشباله للقاء مالي ومدى تجاوبهم من الناحية البدنية، وتفيد مصادرنا أن الرجل سيضبط برنامجا خاصا للاعبين الذين يشعر بأنهم يعانون من الجانب البدني. حليلوزيتش متخوف من أن يمتد الأمر إلى مباراة السد ويكون البوسني قد حمد الله كثيرا لأن فترة غياب ركائز المنتخب عن التشكيل الأساسي لفرقها تزامنت ومباراة شكلية أمام مالي لن يكون فيها الفوز مهما كأهميته في مباراتي السد خلال شهري أكتوبر ونوفمبر، غير أن ما يخيفه حسب مصادرنا هو امتداد الأمر إلى تلك الفترة، وبقاء الأسماء الثقيلة من طينة مصباح، مجاني، بلكالام، لحسن، غيلاس، تايدر، بلفوضيل وجابو بعيدا عن المنافسة، واكتفاء البعض منها ببعض الدقائق والبعض الآخر بتسخين كرسي الاحتياط، لأن ذلك سيكون مؤثرا للغاية على مردودهم فوق الميدان، في موعد حاسم يتطلب جاهزية كاملة للاعبين من جميع النواحي النفسية، البدنية والفنية. حسرة لتضييع كادامورو في مباراة مالي وحتى كادامورو الذي كان حليلوزيتش يعول عليه لكي يجربه في محور الدفاع خلال مباراة مالي بعد فشل حليش في تغطية هذا المنصب جيدا في لقاء غينيا، أخلطت إصابته حسابات "كوتش وحيد" وجعلته يتحسر لغيابه عن المواجهة، خاصة وأن اللاعب يمر بفترة زاهية مع فريقه ريال سوسيداد الإسباني، بدليل أنه شارك في معظم مبارياته أساسيا منذ انطلاق "الليغا"، فالحظ أعطى بظهره الطرفين، سواء كادامورو السيء الحظ والذي وعندما تقترب فرصته للعب أساسيا تضيع منه بسبب الإصابات، أو حليلوزيتش الذي سيجد صعوبات كبيرة في تشكيل محور الدفاع الذي بات النقطة السوداء لمنتخبنا الوطني قبيل شهر واحد عن ذهاب مباراة السد.