مع اقتراب تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل من خط النهاية، لم يعد هناك أي مجال لأي كبوات أو انتظار المعجزات لهذه الفرق الراغبة في حجز مكانها بمونديال العام المقبل ويتصدر المنتخب الأرجنتيني جدول تصفيات قارة أمريكا الجنوبية بجدارة وبرصيد 26 نقطة حيث يتأهب الفريق لانتزاع بطاقة التأهل رسميا بينما تليه منتخبات كولومبيا (23 نقطة) والإكوادور (21 نقطة) وتشيلي (21 نقطة) في مراكز مطمئنة أيضا. وفي المقابل، يدرك كل من منتخبي أوروغواي وفنزويلا أنهما بحاجة لبل كل ما بوسعهما في المراحل القليلة من التصفيات حيث يقتسمان المركز الخامس في جدول التصفيات برصيد 16 نقطة لكل منهما. لكن أحدهما على الأقل قد لا يضمن تأهله للنهائيات حيث يعتمد موقفهما في التصفيات على نتائج الفرق الأخرى أيضا. وتتأهل المنتخبات صاحبة المراكز الأربعة الأولى إلى النهائيات مباشرة ويخوض صاحب المركز الخامس في نهاية التصفيات دورا فاصلا مع خامس التصفيات الآسيوية على بطاقة تأهل أخرى للمونديال البرازيلي. ويصطدم المنتخب الكولومبي بنظيره الإكوادوري غدا الجمعة في الجولة الخامسة عشر من تصفيات أمريكا الجنوبية، والتي تشهد غدا أيضا لقاء الشيلي مع منتخب فنزويلا كما يحل منتخب أوروغواي ضيفا على نظيره البيروفي في مباراة ربما تمثل الفرصة الأخيرة لكليهما وخاصة لمنتخب بيرو. ويلتقي منتخبا باراغواي وبوليفيا في مباراة لا تجتذب كثيرا من الأضواء نظرا لموقف الفريقين في جدول التصفيات وخروجهما منطقيا من دائرة المنافسة على التأهل. ويحتل منتخب بوليفيا المركز الثامن في جدول التصفيات برصيد عشر نقاط بفارق أربع نقاط خلف بيرو وبفارق نقطتين أمام منتخب باراغواي الذي فقد حتى الآن فرصة التأهل المباشر للنهائيات وتبقى له فرصة هزيلة للغاية من الناحية النظيرة للمنافسة على المركز الخامس وخوض الدور الفاصل. وخاضت منتخبات الأرجنتين والشيلي وفنزويلا وبوليفيا 13 مباراة حتى الآن ويتبقى لكل منها ثلاث مباريات فقط بينما خاضت المنتخبات الأخرى 12 مباراة وتتبقى لكل منها أربع مباريات. وقد يفتقد المنتخب الكولومبي جهود مهاجمه الخطير راداميل فالكاو غارسيا في مباراة الغد أمام الإكوادور، حيث يعاني اللاعب من الإصابة ولم يحسم الطاقم الطبي حتى الآن موقفه من المشاركة في اللقاء. ولكن المنتخب الكولومبي يرى أنه لن يكون الطرف الأضعف في هذه المباراة التي يخوضها على ملعبه. وأكد فريد غوارين نجم خط وسط انتر ميلان الإيطالي والمنتخب الكولومبي أن الفريق سيخوض هذه المباراة متحملا المسؤولية مثلما يفعل ف كل مبارياته. ويطمح المنتخب الكولومبي إلى مواصلة المسيرة الناجحة في التصفيات والتأهل للمونديال للمرة الأولى منذ 16 عاما. واكتسب منتخب أوروغواي كثيرا من الثقة عبر مشاركته في بطولة كأس القارات خلال جوان الماضي، والتي تعرض فيها لهزيمة متأخرة 1/2 أمام نظيره البرازيلي في المربع الذهبي للبطولة قبل أن يستكمل الأخير نجاحه بإحراز اللقب. وقال أوسكار تاباريز المدير الفني لمنتخب أوروغواي: "إذا لعبنا هكذا ، سنكون قادرين على مواجهة أي فريق، واكتسبنا من كأس القارات أرضية جيدة قبل استئناف مسيرتنا في تصفيات المونديال". واحتل منتخب أوروغواي المركز الرابع في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وتوج بلقب كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا 2011) بالأرجنتين. ولكنه عانى في الشهور التالية لفوز باللقب القاري وحصد نقطتين فقط من ست مباريات متتالية في تصفيات المونديال ولكنه استعاد نغمة الانتصارات في 11 جوان الماضي بالفوز 1/صفر على فنزويلا في التصفيات قبل أيام قليلة من المشاركة في كأس القارات. ويأمل الفريق حاليا في أن يواصل موجة النجاح التي قدمها في كأس القارات وأن يلقي بمشاكله خلف ظهره من خلال تقديم عروض قوية وتحقيق نتائج إيجابية في المباريات الأربع المتبقية له بالتصفيات. وقال إدينسون كافاني نجم هجوم الفريق: "الشيء الجميل هو أن تأهلنا للنهائيات يعتمد علينا.. الأمور عادت إلى مسارها الصحيح". ويستعد منتخب فنزويلا أيضا لمباراة عصيبة في سانتياغو عاصمة تشيلي حيث يحل ضيفا على منتخب تشيلي الذي يقوده أليكسيس سانشيز مهاجم برشلونة الأسباني. ويطمح المنتخب الفنزويلي إلى تحقيق الفوز للحفاظ على فرصته في المنافسة على التأهل للنهائيات للمرة الأولى في تاريخه. وقال سيزار فارياس المدير الفني للمنتخب الفنزويلي: "نعلم أن المباراتين أمام الشيلي وبيرو يحملان كثيرا من الضغط على الفريق، وحرصنا على إعداد أنفسنا لمواجهة هذا الضغط". وتشهد تصفيات أمريكا الجنوبية جولة أخرى يوم الثلاثاء المقبل، حيث يحل المنتخب الأرجنتيني ضيفا على باراغواي ويستضيف منتخب أوروغواي نظيره الكولومبي ويلتقي المنتخب الفنزويلي نظيره البيروفي ويحل المنتخب الإكوادوري ضيفا على بوليفيا.