لم يكن جمال الدين مصباح الظهير الأيسر للمنتخب الوطني ورفيقه مهدي مصطفى الذي عاد لشغل الجهة اليمنى من دفاع "الخضر" مساء أمس في مستوى الآمال المعلقة عليهما خلال مباراة بوركينافاسو، حيث وجد الثنائي صعوبة كبيرة أثناء المواجهة في ظل اعتماد المنافس على أسلوب الاختراق من الرواقين، إذ لم يحسن لاعبا بارما وأجاكسيو التعامل مع السرعة الكبيرة التي أظهرها أشبال بول بوت، ووجدا نفسيهما في مواقف حرجة بالعديد من المرات، خصوصا عندما يتعلق الأمر بوضعية رجل لرجل التي غالبا ما عادت خلالها الكلمة لرفاق أريستيد بانسي. يتحملان جزءا كبيرا من مسؤولية الهدفين الأول والثاني الحديث عن مستوى ظهيري المنتخب الوطني يقودنا للتطرق إلى لقطات الأهداف التي دخلت شباك "الخضر"، حيث يعد الظهير الأيسر ل بارما المسؤول عن هدف "الخيول" الأول الذي جاء مع نهاية شوط المباراة الأول، إذ كسر خط التسلل المطبق من دفاع "الخضر" بسبب تمركزه السيء، كما أنه لم يتابع مسجل الهدف الذي أتى من بعيد وترك له حرية التقدم وقطع الكرة، أما مصطفى فيتحمل بدوره جزءا كبيرا من مسؤولية الهدف الثاني للمنتخب البوركينابي، بعد دخوله في صراع ثنائي فاشل مع دجاكاريدجا كوني انتهى باقتناص هذا الأخير للكرة وتسجيله الهدف الثاني ل "الخيول". مساندتهم الهجومية كانت غائبة طيلة المباراة اقتصرت أدوار مصباح ومصطفى على الجانب الدفاعي فقط خلال مواجهة أمس، حيث اكتفيا بالبقاء في منطقة المنتخب الوطني ولم يتجاوزا خط وسط الميدان، لتغيب بذلك مساندتهما الهجومية بشكل تام طيلة أطوار المباراة، خصوصا لاعب أجاكسيو الذي كان متحفظا جدا، مما أثر على مردود زميله سفيان فغولي الذي نشط برفقته على الرواق الأيمن، حيث بدا هذا الأخير معزولا في الشوط الأول من المباراة، قبل أن يضطر إلى الدخول أكثر في عمق وسط الميدان خلال المرحلة الثانية، بحثا عن إيجاد حلول أخرى بلمس كرات أكثر، وهو ما أتى بثماره في لقطة الهدف الأول للمنتخب الوطني الذي جاء بعد عمل ثنائي جميل بين متوسط ميدان فالنسيا وسليماني. مردود يبدة وتايدر صعب مهمتهما أكثر المستوى المتوسط الذي أظهره مصباح ومصطفى في مباراة "واغادوغو" ساهم فيه أيضا كل من حسان يبدة وسفير تايدر بشكل غير مباشر، حيث لم يقدم هذا الثنائي الإضافة المنتظرة في وسط الميدان واسترجعا عددا قليلا من الكرات فقط، كما لم يقوما بتغطية منطقة وسط الميدان بشكل جيد، ففي الوقت الذي كانا فيه ملزمين بمساندة مصباح ومصطفى دفاعيا، وجد ظهيرا "الخضر" نفسيهما لوحدهما في مواجهة الحملات الهجومية البوركينابية التي كانت كثيفة، خصوصا في النصف الثاني من المرحلة الثانية للمباراة، والتي شهدت انطلاقات سريعة من الأروقة للاعبي المنتخب البوركينابي الذين أبانوا عن جاهزية بدنية رائعة. بعيدا عن النواحي الفنية... لم يدخرا أي جهد وبللا القميص الحديث عن المستوى المقدم من طرف مصباح ومصطفى لا يعني أنهما المسؤولان عن خسارة موقعة "واغادوغو"، فالمسؤولية يتقاسمها جميع لاعبي المنتخب الوطني والطاقم الفني، بالإضافة إلى حكم المباراة ومساعده، وبعيدا عن المستوى الفني الذي أبان عنه ظهيرا "الخضر" في مباراة أمس، فإنهما لعبا مثل بقية عناصر المنتخب الوطني بفدائية كبيرة، ولم يدخرا أي جهد طيلة أطوار المواجهة، وهو ما سبق للناخب الوطني وحيد حليلوزيتش التطرق إليه في إحدى ندواته الصحفية السابقة، عندما أكد أنه واع بمحدودية مصطفى من الناحية الفنية، لكنه معجب بحماسه وفدائيته فوق أرضية الميدان. تغييرهما في مواجهة العودة وارد جدا ينتظر أن يفقد مصباح ومصطفى بعضا من الثقة التي يتمتعان بها لدى المدرب البوسني الذي لم يتردد في إشراكهما كأساسيين، رغم المستوى الجيد الذي أبان عنه منافساهما فوزي غلام ونصر الدين خوالد خلال مبارياتهما مع "الخضر"، إذ يتوقع أن يحدث الناخب الوطني تعديلا وحيدا على الأقل في أحد المنصبين خلال مواجهة العودة المبرمجة في الشهر القادم، خصوصا وأن أشباله في حاجة ماسة إلى الفوز بالمباراة لنيل تأشيرة "المونديال"، وهو ما قد يجبره على الدفع بظهيرين عصريين يحسنان التنشيط الهجومي إلى جانب اللعب الدفاعي، مثل غلام الذي يعد من خيرة الأظهرة اليسارية في الدوري الفرنسي.