وسط نشوة واحتفالات التأهل لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل ، يرفع المنتخب البلجيكي لكرة القدم شعار "الجدية والروح الرياضية" عندما يستضيف نظيره الويلزي غدا الثلاثاء في ختام مباريات المجموعة الأولى بالتصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال. وفجر المنتخب البلجيكي الشاب والمفعم بالمواهب الرائعة مفاجأة كبيرة بتأهله إلى النهائيات من خلال بطاقة التأهل المباشر من المجموعة الأولى على حساب منتخبات كبيرة مثل كرواتيا وصربيا. وحسم المنتخب البلجيكي بطاقة تأهله بجدارة واستحقاق اثر فوزه الثمين 2/1 على نظيره الكرواتي في عقر داره يوم الجمعة الماضي ليوقف المنتخب الكرواتي ملاحقه المباشر في هذه المجموعة ويتأهل قبل انتهاء فعاليات التصفيات بجولة واحدة. ورغم النتائج الرائعة التي حققها الفريق خلال مسيرته في التصفيات ، حيث حقق ثمانية انتصارات وتعادل في مباراة واحدة ولم يخسر أي من المباريات التسع التي خاضها في المجموعة ، تبدو المشكلة الوحيدة التي تؤرق الفريق هي نقص الخبرة حيث يغلب عنصر الشباب على معظم لاعبي الفريق. ولذلك ، حرص مارك فيلموتس /44 عاما/ المدير الفني للمنتخب البلجيكي على تحذير لاعبيه من التمادي في الاحتفال بالتأهل وألح عليهم بضرورة خوض مباراة الغد بكل جدية وأن يتحلوا بالروح الرياضية في ختام مسيرتهم بالتصفيات. ويقصد فيلموتس بذلك عدم الاستهانة بالمنافس رغم التغلب على نفس الفريق 2/صفر في عقر داره ذهابا بنفس التصفيات إضافة إلى رغبته في أن تكون المباراة محطة جديدة لاكتساب الخبرة قبل شهور قليلة على نهائيات كأس العالم بالبرازيل. والحقيقة أن احتفالات المنتخب البلجيكي بالتأهل بدأت عقب انتهاء صفارة نهاية اللقاء أمام كرواتيا وامتدت من الملعب إلى الطائرة التي استقلها الفريق في رحلة العودة من زغرب إلى بروكسل حيث رحب قائد الطائرة بالفريق ، مازحا ، بعبارة "مرحبا بكم على رحلة الطيران المتجهة إلى ريو دي جانيرو". ولخصت هذه العبارة الأجواء الاحتفالية التي تسيطر على بلجيكا العائدة إلى نهائيات كأس العالم حيث أشار قائد الطائرة بتوجه الرحلة إلى ريو دي جانيرو إلى حلم الفريق بالمنافسة على بلوغ نهائي كأس العالم وليس وصوله الذي تحقق بالفعل إلى النهائيات بالبرازيل. وقال فيلموتس "أبلغني قائد الطائرة بأنه فخور للغاية بلاعبي الفريق" مشيرا إلى الكبرياء الذي حققه الفريق لبلجيكا بهذه العودة المستحقة والمثيرة إلى الظهور في النهائيات للمرة الأولى منذ مشاركة الفريق في مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان. وارتدى اللاعبون نظارات بألوان العلمين البرازيلي والبلجيكي كما كان في استقبالهم عدد كبير من المشجعين لدى وصولهم إلى بروكسل. ولكن الفريق يأمل ألا تقتصر الاحتفالات على ما تحقق هذا العام وأن تستمر في 2014 عندما تحين لحظة الحقيقة. وقال روميلو لوكاكو مهاجم الفريق ، والذي سجل هدفي الفوز على كرواتيا ، "ما زلنا لا نصدق تأهلنا للمونديال البرازيلي. سنواصل العمل. أتمنى أن نواصل عروضنا الجيدة". ووجه إيدن هازارد نجم تشيلسي الإنجليزي ولاعب خط وسط المنتخب البلجيكي رسالة إلى باقي المنتخبات المنافسة في مونديال 2014 وقال إن منتخب بلاده لن يسافر إلى البرازيل منتصف العام المقبل للنزهة أو السياحة. وقال هازارد "السفر إلى البرازيل لخوض ثلاث مباريات (في مجموعة الفريق بالدور الأول) ثم العودة لبلادنا ليس واردا ضمن خططنا لهذه البطولة". ويمتلك لاعبو المنتخب البلجيكي من المهارات ما يجعلهم لا يهابون مواجهة المنتخب البرازيلي الذي تستضيف بلاده النهائيات أو نظيره الأسباني حامل اللقب. وقال هازارد "لكننا نفتقد الخبرة. من الناحية العملية ، ستكون كأس العالم بالبرازيل أول بطولة كبيرة لنا ويجب علينا أيضا أن نتعلم منها". وقال فيلموتس الذي لعب للمنتخب الفرنسي في مونديال 1998 "علينا تحقيق الفوز في لقاء ويلز وأن نلعب بجدية". ويشارك المنتخب البلجيكي في النهائيات للمرة الثانية عشر في تاريخه علما بأن أفضل مشاركة سابقة له كانت في مونديال 1986 بالمكسيك عندما بلغ الفريق المربع الذهبي للبطولة بقيادة حارس مرماه الرائع جان ماري بفاف ونجم خط الوسط إنزو شيفو.