فقدت المكسيك الكثير من هيبتها في آخر شهرين وستعاني المزيد من الآلام إذا أخفقت في انتزاع بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2014 عندما تخوض مواجهة فاصلة مع نيوزيلندا. فإذا واصلت المكسيك اللعب بنفس مستواها في تصفيات اتحاد دول امريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف) فقد يصبح هذا الفريق رابع منتخب مكسيكي فقط يفشل في التأهل لكأس العالم. وسيكون المدرب ميغيل هيريرا مطالبا بالحفاظ على كبرياء المكسيك عند مواجهة نيوزيلندا، وستقام مباراة الذهاب في ملعب "ازتيكا" الذي فازت عليه المكسيك مرة واحدة وأحرزت ثلاثة أهداف في أربع مباريات. وقال هيريرا في مؤتمر صحفي: "نؤكد للاعبين دائما أهمية ما نلعب من أجله، نحن في حاجة للإصرار والرغبة في التأهل لكأس العالم". وأضاف: "يوم الأربعاء سنبذل قصارى جهدنا للخروج بأفضلية، من المهم ألا يدخل مرمانا أي هدف وأن نحقق الفوز، لا نعتقد أن المباراة ستكون سهلة لكن في الوقت ذاته نحن لسنا مثل المنتخبات السهلة التي واجهتها نيوزيلندا في تصفيات (الأوقيانوس)". وتنافست الولاياتالمتحدة مع المكسيك على زعامة منطقة الكونكاكاف خلال العقدين الأخيرين لكن المكسيك كانت تتأهل بسهولة إلى كأس العالم. ولم تخفق المكسيك في التأهل إلى كأس العالم سوى في 1934 و1974 و1982 كما غابت في 1990 بسبب عقوبة فرضت عليها من قبل الاتحاد الدولي (الفيفا). لكن خلال هذه التصفيات تعرضت المكسيك لصدمة تلو الأخرى واستبدلت ثلاثة مدربين واحتلت المركز الرابع في التصفيات الأخيرة خلف أمريكا وكوستاريكا وهندوراس وأخفقت في التأهل مباشرة إلى النهائيات. وكان أحد أهم أسباب فشل المكسيك بطلة الألعاب الأولمبية 2012 هو عجزها عن تحويل النجاح في مستويات الناشئين إلى المنتخب الأول. وتجاهل هيريرا الكثير من اللاعبين المحترفين في أوروبا وضم تشكيلة أغلبها من المحليين وسيكون مطالبا بحسم مسألتين مهمتين تتعلقان بالتشكيلة. وسيكون هيريرا في حاجة إلى اختيار مهاجم يلعب بجوار أوريبي بيرالتا الذي أحرز هدفي فوز بلاده على البرازيل في نهائي أولمبياد لندن العام الماضي وكذلك حارس مرمى. وسيلعب بيرالتا إلى جانب الدو دي نيغريس أو راؤول خيمينيز بينما يتنافس مويسيس مونوز مع خيسوس كورونا على حراسة مرمى المكسيك. ولم يكن استعداد نيوزيلندا مثاليا حيث توصلت بصعوبة لاتفاق لخوض مباراة ودية مع أحد أندية لوس أنجلس وأخرى مع منتخب ترينيداد وتوباغو. وتأثرت خطط المدرب ريكي هيربرت بانسحاب القائد وينتسون ريد من تشكيلة الفريق بسبب إصابة في الكاحل خلال المباراة مع ويست هام يونايتد الإنجليزي. وقال هيربرت الذي لم يخسر فريقه خلال مبارياته الثلاث في كأس العالم 2010: "خسارة جهود قائد المنتخب قبل أسبوع من مباراة بهذا المستوى أمر صعب لكن هكذا حال كرة القدم". وأضاف: "كل لاعب في التشكيلة جاهز للتحدي وسواء لعب وينتسون أو غاب فإن هدفنا في النهاية سيظل كما هو". وعانت نيوزيلندا أيضا من تأخر انضمام بعض اللاعبين للتشكيلة إذ شارك جلين موس وليو برتوس واندرو دورانتي وبن سيجموند وجيريمي بروكي مع ولينجتون فينكس أمس الأحد أمام بيرث الذي يضم المهاجم الدولي شون سميلتز قبل أن يسافر اللاعبون كلهم إلى أوكلاند ثم لوس أنجلس. وسيشارك اللاعبون الستة في التشكيلة الأساسية لنيوزيلندا أمام المكسيك رغم أن سميلتز عاد لتوه من عملية جراحية وشارك لمدة 53 دقيقة في مباراة الأمس قبل خروجه مصابا، ورغم ذلك قال اللاعب إنه سيكون جاهزا لمواجهة المكسيك. وتعرض هيربرت لانتقادات بسبب اسلوبه الدفاعي الحذر إذ يعتمد على طريقة لعب 3-4-3 على أن يشغل إيفان فسيليتش (37 عاما) مركز لاعب الوسط المدافع أمام الثلاثي دورانتي وسيغموند وتومي سميث. وربما يكون هذا الأسلوب كافيا في ازتيكا حيث ستسعى نيوزيلندا لتجنب التعرض لخسارة كبيرة قبل أن تستضيف مباراة الاياب في ولنجتون في 20 نوفمبر الجاري.