أجمع الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش وكل اللاعبين على أن تأهل الجزائر إلى "المونديال"، مساء أول أمس الثلاثاء على حساب منتخب بوركينافاسو... تحقق بفضل الجمهور الجزائري الذي أثبت لهم للمرة الألف أنه من ذهب لا يوجد نظيره في العالم بأسره، ولعلّ ما ركّز عليه اللاعبون وبدا خلال تصريحاتهم أنهم تأثروا به، هو ما عانى منه هذا الجمهور في ظل الظروف المناخية القاسية التي تعرفها الجزائر منذ طرح التذاكر للبيع إلى نهاية اللقاء، إلى درجة أن بعض اللاعبين في صورة مجاني وفغولي كادا يذرفان الدموع وهما يتحدّثان عن الأنصار وما عانوا منه من أجلهم. اللاعبون وفي ظل فرحتهم بالتأهل الذي أدخلهم التاريخ من أوسع الأبواب، بعدما كرروا ما فعله جيل الناخب السابق رابح سعدان، ظلوا يركزون على الجمهور وما عاناه من أجلهم، وأصروا على أن يهدوه التأهل عرفانا منهم له على ما قدّمه من أجلهم، في صورة المتألق كارل مجاني الذي كان إلى جانب بوڤرة أحد أفضل اللاعبين على المستطيل الأخضر، حيث قال في تصريحاته: "تأهلنا المستحق هدية منا لجماهيرنا التي عانت الأمرّين من أجلنا، لقد كانت خلفنا منذ انطلاق تصفيات المونديال، ولم يبخل الأنصار علينا يوما بتشجيعاتهم، كما أنهم عانوا كثيرا من أجلنا في هذه المباراة الفاصلة، أمر لا يصدق أن أنصارنا باتوا في العراء يوم بيعت التذاكر وظلوا في العراء ثلاثة أيام من أجل متابعة المباراة، وتحدوا الظروف المناخية الصعبة وبقوا ساعات وساعات منذ الصبيحة تحت الأمطار، من أجل تشجيعنا فكيف لا نسعدهم؟ هم يستحقون أكثر من ذلك". فغولي: "الأمر يتعلق بأفضل جمهور في العالم" سفيان فغولي بدوره بدا عليه التأثر وهو يتحدث عما صنعه الجمهور الجزائري، لدى تشجيعه منتخب بلاده وصنّفه أفضل جمهور في العالم، قائلا: "قبل أن نفرح لأنفسنا بهذا الإنجاز، نحن سعداء لهذا الوطن الغالي ولهذا الشعب الرائع، في لحظة من لحظات المباراة كنا بحاجة إلى تشجيعاته، فكان في الموعد وشجعنا على تحدي الصعوبات التي واجهناها، وازدادت تشجيعات لنا حتى سجلنا الهدف وتواصلت حتى فزنا وتأهلنا، لقد أثرت فينا صور الأنصار وهم يبيتون في العراء من أجلنا ومن أجل تشجيعنا، صراحة هم أفضل جمهور في العالم". بوڤرة: "هدفي والتأهل هديّة لي منهم على ما قاسوه من أجلنا" "الماجيك...المانييفيك" قل ما شئت في وصفه لأنه يستحق كل يمكن أن يقال عنه من كلام جميل، رفض أن ينصب رجل للمباراة وفضل أن يكون رجل اللقاء ذلك الجمهور الذهبي الذي كان في المدرجات على حدّ وصفه، حيث قال عما عانى منه الجمهور الجزائري: "لست رجل اللقاء، بل الجمهور هو رجل اللقاء الحقيقي، بفضله فزنا وتأهلنا، وبفضله وبفضل تشجيعاته وصلنا إلى البرازيل، لقد سافر معنا أينما ارتحلنا، لقد عانى كثيرا من أجلنا، لقد تحدى الظروف المناخية الصعبة، وأقام الليلة أمام أبواب الملعب من أجل مشاهدتنا، لذلك فهدفي وهذا التأهل أقل هدية يمكن أن أقدمها له". غلام: "فخور أني ابن هذا الشعب الغالي" الظهير الأيسر فوزي غلام الذي يعتبر من قلة اللاعبين الذين لا يتحدّثون سوى نادرا للإعلام، فجّر فرحته عقب نهاية اللقاء فأهدى التأهل لروح جده المجاهد رحمه الله وإلى أفراد عائلته، لكنه توقف مطوّلا في وصفه الأجواء التي صنعها الجمهور، ولم ينس أن يذكر المعاناة التي تعرض لها قائلا: "أنا جدّ فخور أني ابن هذا الشعب الغالي، فخور بوطنيتي وفخور أني ابن الجزائر الحبيبة، جدي مجاهد رحمه الله من باتنة وهذا يزيدني فخرا، أحب بلدي ولن أنسى ما صنعه جمهورنا من أجلنا ما حييت، أمر لم أشاهده من قبل، لقد لبى نداءنا وحضر بأعداد قياسية وأقام الليلة التي سبقت المباراة بالشارع حتى يحضرها، لذلك هو يستحق أن نهديه بطاقة التأهل للمونديال ويستحق تضحيات أكبر". حليلوزيتش: "لم أعش من قبل ما عشته، إنه بحقّ جمهور من ذهب" البوسني حليلوزيتش مثله مثل أشباله لم يسبق أن عاش أجواء كالتي صنعها الجمهور الجزائري، فالرجل رغم إشرافه في مسيرته الكروية على منتخب عريق من طينة كوت ديفوار، إلا أنه أقرّ بأن الأجواء التي صنعها الشعب الجزائري لم يسبق له أن عاشها من قبل، قائلا: "لم أعش لحظات كالتي عشتها اليوم من قبل مع أي فريق أو منتخب، هي لحظات أعيشها بقلبي وجوارحي، عانينا وعانى الشعب معنا من أجل هذه اللحظة التي أريد أن أستمتع بها (ذرف الدموع في تلك اللحظة وبكى بحرقة)، إنه بحق جمهور من ذهب، أقدّره لأنه يقدّرني ويقدّر عملي، الوصول للبرازيل هديتنا له". مبولحي: "فيفا لالجري وجمهورها" الحارس وهاب مبولحي ورغم وطأة الصدمة عليه بعد تنحيته من التشكيلة الأساسية، إلا أنه استعاد وعيه عقب التأهل، ورغم أنه لم يدل بتصريحات مطولة كعادته، إلا أنه راح يصرخ بصوت عال لما سئل عن التأهل قائلا:"فيفا لالجيري... فيفا لالجيري... فيفا لالجري، التأهل حققناه بفضل الجمهور الجزائري الرائع". جبور: "تحيا الجزائر ... تحيا الجزائر ... تحيا الجزائر" جبور كذلك رغم أنه لم يلعب ولا دقيقة إلا أنه شارك زملاءه الفرحة، واعترف بدور الجمهور الجزائري في الوصول إلى "المونديال"، وقال: "ما صنعه الجمهور الجزائري ليس أمرا جديدا علي، فقد سبق لي أن عشت معه من قبل لحظات مماثلة، إنه جمهور يعرف كرة القدم جيدا، يحب بلده ولا يبخل عليه بتضحياته، أنا لا أقول إن الأنصار شجعونا كي نتأهل بل إنهم ضحوا من أجلنا، لقد ذُهلت للصور التي رأيتها عن مبيتهم في الشارع من أجل اقتناء التذاكر، وذُهلت أيضا لأنهم أقاموا ليلة اليوم في العراء من أجلنا، هم يستحقون أن نهديهم التأهل... تحيا الجزائر... تحيا الجزائر... تحيا الجزائر". ---------------- المبلغ سيكون في الرصيد البنكي للاعبين حسب مشاركاتهم قبل يوم الإثنين "الفاف" ستدفع 100 ألف أورو منحة التّأهل، والرئاسة 150 ألف أورو ومن شارك في 8 تربصات سينال المبلغ كاملا كشف مصدر مؤكد أن "الفاف" قررت تحديد مكافأة التّأهل إلى مونديال البرازيل ب 100 ألف أورو، وهو ما سبق تحديده في سلم المنح قبل بداية تصفيات كأس العالم، ولن يكون هذا فقط هو كل ما سيناله رفقاء القائد مجيد بوڤرة، بل ستتم إضافة ما منحته السلطات العليا للبلاد (الرئاسة) أمس و التي قررت أن تصرف مبلغ 150 ألف أورو إضافية لكل لاعب شارك في كل التربصات وفق سلم ستمنحه "الفاف" سنشرحه لاحقا، علما أن هذه المبالغ ستضخ في الرصيد البنكي لكل لاعب قبل يوم الاثنين. اللاعبون "هبلو" روراوة ب président président وكان لاعبو المنتخب الوطني قد دخلوا غرف تغيير الملابس بعد نهاية المباراة وتحقيق التّأهل وهم يهتفون "présedent présedent"، في إشارة إلى روراوة وما سيقوله لهم عن المنحة، كما عاود اللاعبون الكرّة وهتفوا بنفس الأهازيج عند وصولهم إلى سيدي موسى أين يقيمون، ولكن روراوة لم يتكلم مع اللاعبين عن الأمر، بما أن المنحة النهائية لم تكن واضحة لأن "الفاف" وفق سلمها قررت منح 100 ألف أورو بينما لم تكن تعلم كم هي مكافأة الرئاسة لتقرر بخصوص هذا الأمر. منحة "الفاف" واضحة وتم تحديدها قبل بداية التصفيات وكما سبق أن انفردت به "الهدّاف"، فإن منحة التّأهل هي 100 ألف أورو وقد تم تحديدها قبل بداية التصفيات من خلال سلم المنح الذي يحدد منحة الفوز داخل الديار وخارجها، كم يتضمن منحة تحقيق الهدف التي هي واضحة بالنسبة للاعبين الذين يعرفون القانون الداخلي وكانوا على علم بأنها 100 ألف أورو بالنسبة لمن شارك في كل تربصات التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل أمام رواندا، مالي، البنين و بوركينافاسو ذهابا و إياباً. و الرئاسة تمنح 150 ألف أورو لكل لاعب شارك في 8 تربصات و كشف مصدر موثوق ل "الهدّاف" مساء أمس أن رئاسة الجمهورية قررت منح 150 ألف أورو لكل لاعب شارك في كل التربصات التي سبقت 8 مباريات في التصفيات، حيث طلبت السلطات العليا من "الفاف" منح قائمة اللاعبين الذين كانوا حاضرين في التصفيات وفق السلم الذي تحدده الإتحادية، وهو الأمر الذي ستعكف عليه الأخيرة، و مثلا من شارك في 4 تربصات خاصة بمباريات تصفيات كأس العالم سينال 50 ألف أورو منحة "الفاف" و 75 ألف أورو منحة الرئاسة. ستقسم على المشاركين في التربصات وليس المباريات وتدفع قبل الإثنين وبخصوص المنح وطريقة تقسيمها، فقد كشف مصدرنا أنها ستقسم على المشاركين في التربصات وليس في المباريات، وهو القرار الذي اتخذه روراوة منذ 2009 تفاديا للمشاكل، حيث لم يعد هناك فرق بين اللاعب الذي يشاهد المباراة من المدرجات وهو مستدعى وبين من يلعب اللقاء ويشارك في الدقيقة 90، وهو ما سيتكرر هذه المرة بدوره وهذا حتى يجعل الجميع في كفة واحدة ولزيادة تقوية روح المجموعة، فضلا عن تفادي المشاكل كإصرار البعض على اللّعب وما قد يترتب عن ذلك، فيما كشف مصدرنا أن الإتحادية تنوي ضخ المبلغ يوم الأحد المقبل أو يوم الإثنين على أقصى تقدير وهي التوصيات التي منحها روراوة . مجاني، فغولي، مبولحي، سوداني، سليماني، لحسن وآخرون سينالون 250 ألف أورو سينال اللاعبون الذين شاركوا في 8 تربصات سبقت 8 مباريات في التصفيات المنحة كاملة أي 250 ألف أورو، ويتعلق الأمر بلاعبين مثل مجاني، فغولي، مبولحي، سوداني، سليماني، لحسن وغيرهم من اللاعبين، الذين سيكونون محظوظين بنيل المبلغ كاملا، و معلوم أن الإتحادية بدورها ستحقق عائدات مالية كبيرة من وراء تحقيق التّأهل من طرف "الفيفا" التي سبق أن منحت في المونديال الأخير بجنوب إفريقيا مبلغ 9 ملايين دولار ليساعد على التحضير الجيد للمونديال. -------------------- تايدر: "كنت أودّ اللعب حقا، لكني لم أهدد بمغادرة المركز" "لم نشك للحظة في قدرتنا على التسجيل والتأهل رغم الصعوبات التي واجهناها" "فخور بأني ألعب للجزائر ويسعدنا أن نكون سفراء العرب في البرازيل" = في البداية ما الذي تقوله عن تأهل المنتخب الوطني إلى "مونديال" البرازيل 2014؟ == أنا سعيد جدا بهذا الإنجاز الرائع وفخور أني كنت طرفا فيه، وأعتقد أنه تأهل شاق وشاق جدا لكنه مستحق وحلو في نهاية المطاف، لأننا قطفنا ثمار العمل الذي قمنا به سويا طيلة التصفيات وفي الأخير أكدنا استحقاقنا التربع على عرش مجموعتنا على حساب مالي بإزاحة منتخب بوركينافاسو الآن. = المهمة كانت شاقة عكس ما كان متوقعا أمام منتخب بوركينافاسو الذي خلق لكم متاعب كثيرة اليوم (الحوار أجري بعد المباراة)؟ == بالنسبة إلينا نحن اللاعبين توقعنا تلك الصعوبات، لأننا توقعنا أن يلعب المنافس بأكبر عدد من اللاعبين في الدفاع وفي الوسط، ويدافع عن عرينه حتى لا يتلقى الهدف الذي يقصيه مقابل الاعتماد على الهجمات المعاكسة، ولعل ما زاد من صعوبة المهمة قليلا هو الضغط الرهيب الذي عشناه لأن الأمر يتعلق بلقاء فاصل أي خطأ يكلفنا فيه خسارة ورقة التأهل إلى المونديال، لكن ومع ذلك تحكمنا في أعصابنا، ولم نفقد الأمل في التسجيل رغم انتهاء المرحلة الأولى بالتعادل السلبي، وفي النهاية سجلنا في الوقت المناسب وحافظنا على تقدمنا إلى أن انتهى اللقاء بتأهلنا. = هل ساورك الشك بعد انتهاء الشوط الأول بالتعادل بأن الجزائر ستقصى؟ == لم يساورني الشك للحظة رغم الصعوبات التي واجهناها في اختراق دفاع المنافس، لأن ثقتي في زملائي كانت كبيرة بأننا سنصل إلى مرماهم إن تحلينا بالهدوء وتحكّمنا في أعصابنا. = على غير العادة لعبت احتياطيا بسبب خيارات المدرب، ألم يقلقك ذلك؟ == وإن كنت أريد اللعب منذ البداية، إلا أن القرار لم يقلقني بتاتا. أنا لاعب محترف وأحترم قرارات مدربي الذي قرر أن أكون احتياطيا في المباراة بسبب خيارات تكتيكية، والحمد لله أني لعبت لحظات من المباراة لدى دخولي وساعدت زملائي على الحفاظ على النتيجة وفرحنا في النهاية سويا. = لنعد إلى ما قيل عن تأهبك للمغادرة لدى إبلاغك بأنك ستكون احتياطيا، ما الذي تقوله؟ == هذا غير صحيح، لم أقم بأي شيء، أقول وأكرر احترمت قرار مدربي وسأحترم أي قرار منه، وفي مثل هذه المباريات المهمة للجزائر لا يهم من يلعب بل يهم أن يؤدي الذي يلعب دوره على أكمل وجه ويهم التأهل أيضا، والحمد لله أننا تأهلنا إلى المونديال وفرحنا بهذا الإنجاز الجماعي الذي تحقق بفضل مجهودات المسؤولين، المدربين واللاعبين دون أن أنسى جماهيرنا التي ساعدتنا كثيرا من أجل التأهل. = هل توقعت أن تحقق إنجازا مثل هذا بسرعة وأنت الذي التحقت بالجزائر حديثا؟ == يوم قدمت إلى الجزائر قلت إنه خيار القلب، أحب الجزائر وأنا مقتنع بتمثيل ألوانها، وكنت حينها متأكدا من أننا سنذهب بعيدا لأن مشروع المسؤولين كبير وكبير جدا، ثم أني ولدى التحاقي وجدت مجموعة قوية للغاية، فرضت منطقها في مجموعتها وتربعت على عرشها بفارق شاسع عن مالي، وها هي اليوم تؤكد علوّ كعبها بالتفوّق على بوركينافاسو والتأهل إلى البرازيل عن جدارة واستحقاق. = الجزائر ستكون ممثل العرب الوحيد، ومثلما يشرفكم هذا الأمر سيحملكم مسؤولية أكبر في البرازيل أليس كذلك؟ == تمنينا أن تتأهل كل المنتخبات العربية إلى المونديال ومن دون استثناء، لكن في نهاية المطاف كان التأهل من نصيب الجزائر، وهذا يجعلنا نفتخر أن نكون سفير العرب الوحيد في البرازيل، ويزيدنا كما قلتم مسؤولية أكبر لرفع راية الوطن والعرب في البرازيل، وسنحاول أن نؤدي نهائيات في المستوى نشرف بها بلدنا ونشرف بها الوطن العربي. = ما رأيك في الأجواء التي عشتها اليوم في ملعب تشاكر؟ == هي الأولى من نوعها بالنسبة لي، سبق لي وأن عشت أجواء رائعة على هذا الملعب وعلى ملاعب أوروبية من قبل، لكن أجواء تشاكر اليوم كانت استثنائية، لأن جمهورنا كان رائعا، وحضر منذ الساعات الأولى لنهار اليوم من أجل تشجيعنا، ولم يبخل علينا بتشجيعاته طيلة المباراة حتى في الأوقات الصعبة التي مررنا بها، ولهذا أرفع له القبعة وأشكره كثيرا وأهديه التأهل و"فيفا لالجيري" وأنا فخور باللعب لها.