بعد أن تعرف المنتخب الوطني على المنتخبات التي سيواجهها في نهائيات كأس العالم التي ستجرى في البرازيل السنة القادمة في الفترة الممتدة بين 12 جوان و13 جويلية، ويتعلق الأمر بكل من بلجيكا، كوريا الجنوبية وروسيا، فإن تفكير الناخب الوطني ومسؤولي "الفاف" منصب حاليا على تحضير عناصرنا الوطنية بأفضل طريقة ممكن لمواجهة منتخبات تملك طريقة لعب مختلفة، وهو ما من شأنه أن يصعب أكثر من مأمورية زملاء القائد بوقرة الذين وضعوا التأهل إلى الدور الثاني من المونديال رهانا سيعملون على بلوغه، رغم أن حليلوزيتش وبعد نتيجة القرعة أبدى تخوفه من قدرة منتخبه على تجاوز الدور الأول، وذهب إلى حد التأكيد علنا أن بلجيكا وروسيا مرشحان فوق العادة للتأهل. إصرار على عدم تكرار نفس الأخطاء المرتكبة في جنوب إفريقيا إن كان الجميع مقتنع أن التصريحات الانهزامية التي أدلى بها حليلوزيتش بعد القرعة كان الهدف منها تحفيز لاعبيه ليس إلا، وهو الذي يهدف في أول مشاركة له ب المونديال كمدرب أن يترك بصمته في أكبر محفل كروي عالمي، فإن معلومات مؤكدة كشفت لنا أن المدرب البوسني في تشاور مستمر مع أعضاء طاقمه الفني ومسؤولي "الفاف" لإنهاء إعداد برنامج تحضيرات عناصره لموعد شهر جوان القادم، إذ قدم برنامجا أوليا لرئيس الاتحادية روراوة كان مخالفا تماما للبرنامج الذي قدمه له بخصوص تحضيرات لاعبي المنتخب الوطني شهر جانفي الفارط لنهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت في جنوب إفريقيا، حيث بدا جليا أنه يرفض الوقوع هذه المرة في نفس الأخطاء التي وقع فيها سابقا، والتي أدت إلى إقصاء "الخضر" من "الكان" في الدور الأول.
طول فترة التربص حتمت عليه تقسيمه على 3 مراحل ولأن المنتخب الوطني لن يلعب لقاءه الأول في المونديال حتى يوم 17 جوان القادم، فإن اللاعبين سيكونون تحت تصرف حليلوزيتش تقريبا مدة شهر كامل بعد نهاية التزاماتهم هذا الموسم مع نواديهم، فالتربص من المفترض أن ينطلق يوم 15 أو 16 ماي القادم مادام أن غالبية الدوريات الأوروبية ستنتهي بين 11 و18 ماي القادم، واللاعبون ومع تعليمات "الفيفا" الجديدة التي تصر على منحهم 6 أيام راحة بعد نهاية موسمهم مع نواديهم قبل الالتحاق بمنتخبات بلدانهم سيكونون مبكرا تحت تصرف "حليلو"، هذا الأخير قرر أن يقسم التربص الإعدادي ل المونديال على 3 مراحل، حتى يجنب اللاعبين رتابة طول التربص.
بقاء اللاعبين في سيدي موسى لن يزيد عن أسبوعين في ذات السياق، قرر حليلوزيتش أن تكون بداية التربص الإعدادي في مركز "سيدي موسى" بالعاصمة، وهي الفرصة كي يجتمع اللاعبون الذين سيكونون معنيين بخوض المونديال جميعا هناك مادام أن موعد التحاق جميع العناصر بالتربص لن يكون واحدا، بما أن البعض سينهون التزاماتهم يوم 11 ماي وآخرين يوم 18 ماي وربما حتى قبل أو بعد هذين التاريخين. وينتظر ألا يزيد هذا التربص على أسبوعين قبل التوجه إلى أوروبا في المرحلة الثانية من التحضيرات قبل الذهاب بعدها إلى البرازيل 10 أيام على الأقل قبل بداية المونديال بقرار من المدرب البوسني، وذلك لوضع آخر الترتيبات على التشكيلة قبل موعد اللقاء الأول أمام بلجيكا.
العمل البدني لن يكون كبيرا في نهاية موسم ستكون شاقة للاعبين ولتفادي تربص طويل في مكان واحد يمكن أن يهز معنويات اللاعبين ويجعل الملل يتسرب إلى نفوسهم، فإن الناخب الوطني يولي اهتماما خاصا بالتحضير البدني الذي سيقوم به رفقاء تايدر في فترة التربص الإعدادي ل المونديال، وهو ما جعله حريصا على عدم رفع العمل البدني هذه المرة مثلما كان عليه الحال في جنوب إفريقيا قبل "الكان" الأخيرة، خاصة وأن اللاعبين سيلتحقون بالتربص حتما منهكين بعد موسم شاق مع نواديهم، ولهذا ينتظر أن يتم برمجة تحضير خاص لكل لاعب على حدة حتى يصل الجميع في نفس الجاهزية البدنية سريعا قبل الشروع في الأمور التقنية والتكتيكية بعدها، وهو الأمر الذي سيولي حليلوزيتش أهمية بالغة له هذه المرة عكس الجانب البدني، بعد أن انتقد الكثير من لاعبي "الخضر" في صورة فغولي وقادير العمل البدني الشاق الذي قاموا به شهر جانفي الفارط، والذي جعلهن يعانون الويلات بعد عودتهم مع نواديهم، أين كانوا في وضعية كارثية من الناحية البدنية.