يتأكد يوم بعد يوم أن رئيس "الفاف" روراوة لن يمرر الإسفنجة على تصريحات حليلوزيتش الأخيرة، حين تحدّاه بخصوص موعد منحه قراره النهائي الخاص بتجديد عقده، والتي جاءت إضافة لكل التصريحات الانهزامية التي أدلى بها التقني البوسني منذ سحب قرعة نهائيات كأس العالم القادمة من خلال تقزيمه المنتخب وجعله الحلقة الأضعف في مجموعته. وحسب المعلومات الأخيرة التي تحصلنا عليها، فإن روراوة ومن شدة غضبه على مدربه قرر عدم ملاقاته في الفترة القادمة، وقد كلف الثنائي الإداري صادي - زفزاف للاجتماع به نهاية الشهر الجاري في مقر "الفاف" حتى إن كان في ذلك الوقت سيتواجد في جنوب إفريقيا لحضور نهائيات كأس أمم إفريقيا للمحليين. "الفاف" ستوجه استدعاء للبوسني في الأيام القادم للاجتماع به وكشف مصدر مسؤول في "الفاف" أن روراوة- الذي قرر أن لا يرد مجددا على تصريحات مدربه لإنهاء الحرب الكلامية في وسائل الإعلام بينهما- أمر باستدعاء حليلوزيتش قبل نهاية شهر جانفي الحالي لسماع ردّه بخصوص موضوع تجديد عقده، بعد أن قدّم له اقتراحا في هذا الخصوص على هامش سحب قرعة المونديال في البرازيل مطلع الشهر الماضي. أما الناخب الوطني الذي كذب الأمر في تصريحات إذاعية أدلى بها الجمعة الماضي، فينتظر أن يصله استدعاء للقدوم إلى الجزائر في الأيام القادمة، إذ أوضح مصدرنا أن الاجتماع الذي ينتظر أن يكون حاسما بشأن مستقبل البوسني في العارضة الفنية ل "الخضر" سيجرى في أجل أقصاه الأسبوع الأول من شهر فيفري، إذا تعذر برمجته نهاية الشهر الجاري مثلما مثلما يريده الرئيس روراوة. ستطالبه بقراره النهائي الخاص بتجديد عقده أو الرحيل بعد المونديال وسيكون الثنائي صادي - زفزاف واضحا في اجتماعه مع الناخب حليلوزيتش، إذ سيطالبه الرجلان بقراره النهائي بشأن تجديد عقده إلى غاية فيفري 2015 بعد نهاية كأس أمم إفريقيا التي ستجرى في المغرب مطلع السنة القادمة، أو الرحيل مباشرة بعد نهائيات كأس العالم، وسيكون مستحيلا انتظار قرار المدرب إلى ما بعد المونديال مثلما يريده، خاصة أن رفقاء فغولي ينتظرهم ماراطون من مباريات تصفيات "الكان" القادمة انطلاقا من شهر سبتمبر، إذ سيلعبون 6 مباريات كاملة في ظرف شهرين، وهو ما يتطلب الإسراع في الفصل نهائيا بشأن اسم المدرب القادم الذي سيخلف حليلوزيتش بعد المونديال في حال إصراره على عدم تجديد عقده. ستمنحه كتابيا عقوبته بعد إدلائه بتصريحات للقناة الإذاعية الثالثة وينتظر خلال هذا الاجتماع أن تمنح "الفاف" العقوبة التي أصدرتها في حق حليلوزيتش بعد تصريحاته الجمعة الماضي في القناة الإذاعية الثالثة، رغم أنها اتفقت معه منذ أسابيع على عدم إجراء أي حوار أو تصريح صحفي دون تلقي موافقتها، وهو ما لم يستجب له البوسني وضربه عرض الحائط، فالعقوبة التي ستصدر في حق الناخب الوطني ستمنح له كتابيا ولن يمكن له مناقشتها مهما كانت قيمة الغرامة المالية التي ستسلط عليه، مادام يعرف جيدا إخلاله بالتعليمة التي منحتها له "الفاف" عقب تصريحاته الغريبة التي قام بها منذ سحب قرعة المونديال. "الفاف" لن تتردد في قبول استقالته إذا قدمها في هذا الإجتماع وإذا كان حليلوزيتش لن يسعد حتما بسماع إصرار "الفاف" على تلقي قراره النهائي بشأن البقاء أو الرحيل، وهو الذي كان يسعى جاهدا لربح الوقت وانتظار ما بعد المونديال لمنح قراره حتى يكون له متسع من الوقت لدراسة العروض التي قد تصله، وأيضا رفع قيمته أكثر في السوق إذا نجح في قيادة "الخضر" لتحقيق مشوار جيد في البرازيل، كما أنه سيصدم أكثر بتلقي قرار عقوبته بسبب تصريحاته الأخيرة، فإن "الفاف" حسب مصادرنا لن تتردد في قبول استقالة حليلوزيتش إذا قدمها أثناء الاجتماع، لأن روراوة أخذ كل الاحتياطات ووضع أسماء لخلافة البوسني في أية لحظة كانت، ولو أن هذا السيناريو يبقى مستبعدا جدا لما نعلم رغبة الناخب الوطني الحالي الجامحة في المشاركة في نهائيات كأس العالم لأول مرة في تاريخه مدربا، بعد أن حرمته كوت ديفوار من ذلك في وقت سابق إثر إقالته 4 أشهر من منصبه في 2010 قبل مونديال جنوب إفريقيا.