استيقظ سكان مدينة سطيف على وقع أهازيج وأغاني أنصار النادي الرياضي القسنطيني، الذين تنقلوا أمس بقوة إلى مدينة عين الفوارة، حيث كسروا هدوءها المعهود لاسيما أن السنافر فضلوا التنقل منذ الصباح الباكر من أجل ضمان الحصول على التذاكر. الطريق السيار تزيّن بالأخضر ومن خلال تنقلنا أمس إلى مدينة سطيف من أجل تغطية مباراة الوفاق السطايفي والشباب، فقد لفت انتباهنا أن الطريق السيار تزين كله بالأخضر والأسود، بالنظر إلى آلاف السنافر الذين تنقلوا إلى مدينة عين الفوارة، وأصرّوا على التواجد بالقرب من لاعبيهم، ومساندتهم على تحقيق التأهل والمرور إلى الدور ربع النهائي من منافسة كأس الجمهورية. أكثر من 1500 "سنفور" كانوا في الموعد مع فتح الأبواب وكانت عقارب الساعة تشير إلى تمام الساعة الحادية عشر صباحا، وهو الموعد الذي حدّدته اللجنة المنظمة للمباراة من أجل فتح أبواب ملعب 8 ماي والسماح للأنصار بالدخول إلى المدرجات. حيث تفاجأ الجميع بتواجد حوالي 1500 "سنفور" بالقرب من أبواب ملعب 8 ماي، حيث اشتروا التذاكر ودخلوا مباشرة إلى المدرجات المخصّصة لهم. أكثر من 3000 أمام الملعب بعد غلق الأبواب ومثلما أشرنا إليه في أعدادنا السابقة، فقد قرّرت إدارة ملعب 8 ماي غلق أبواب الملعب في تمام الساعة منتصف النهار والنصف، وهو موعد صلاة الجمعة. ومع غلق الابواب ارتفع عدد السنافر إلى 3000 "سنفور" في ساحة الملعب، لاسيما أن معظم الأنصار كانوا اتفقوا مع أصدقائهم الذين قاموا بشراء تذاكر لهم، علما أن سعر التذكرة هو 200 دج. القوّات الخاصّة قدموا من قسنطينة وتكفّلوا بالتنظيم ومن بين الأمور التنظيمية التي اتفق عليها خلال الاجتماع الأمني الذي سبق المباراة، ومن أجل ضمان السيرورة الحسنة للمباراة، فقد تنقلت مجموعة من القوات الخاصة من قسنطينة من أجل التكفل بالأمور التنظيمية والسهر على سلامة أنصار النادي الرياضي القسنطيني، وهو ما سهّل مأمورية التواصل بين رجال الأمن و أنصار النادي الرياضي القسنطيني. تسهيلات بالجملة في المدخل رغم التفتيش وأهم ما لفت انتباهنا قبل دخولنا إلى أرضية الميدان، هي التسهيلات الكبيرة التي وجدها أنصار النادي الرياضي القسنطيني، على الرغم من التفتيشات الاعتيادية و الضرورية، وهي التفتيشات التي كانت صارمة. حيث أن القائمين على الشؤون التنظيمية كانوا يخضعون السنافر إلى تفتيش صارم وعدم السماح لهم بإدخال أي ممنوعات إلى الملعب على غرار الشماريخ. (14:15) 3000 "سنفور" في المدرجات (2-3-4) ومع انتهاء صلاة الجمعة، أعيد فتح ابواب مدخل 8 ماي في وجوه السنافر الذين تنقلوا بقوة وارتفع عددهم بسرعة، حيث وصل إلى 3000 مناصر تقريبا في تمام الساعة 14:15، وكانت وجهتهم مباشرة إلى مدرج المحطة، وبالضبط شغلوا المدرجات 2-3-4، التي كانت مكتظة عن أخرها، لاسيما أنها تتسع حوالي 2500 مناصر فقط. الصراعات بدأت من أجل المدرّجين 1 و 5 وبحكم أن السنافر تنقلوا بقوة إلى ملعب 8 ماي بسطيف من أجل مؤازرة رفقاء بولمدايس، ما جعل المدرجات 2-3-4 لا تسعهم، وهو الأمر الذي أدى بالسنافر إلى المطالبة بمساحة أكبر والوصول إلى المدرجين 1 و 5، وهما المدرجان اللذان وضعتهما إدارة الملعب كفراغ أمني من أجل تفادي أيّ تراشق بين أنصار الوفاق والسنافر. ارتفاع العدد إلى 4000 جعل الشرطة ترضخ لمطلبهم وفي ذات السياق، أدّى طلب السنافر الذين تعالت أصواتهم المطالبة بتوسيع المساحة المخصصة إليهم، وفي ظل العدد الكبير من السنافر الذين تنقلوا بقوة إلى سطيف، لم يجد القائمون على شؤون ملعب 8 ماي وبالتشاور مع رجال الأمن سوى الرضوخ إلى مطالب السنافر، لكن ليس منحهم المدرّجين 1 و 5 بل جزء منهما فقط. "السنافر" صنعوا أجواء رائعة ب "البالونات" ورغم توافدهم منذ الصباح الباكر على مدينة سطيف، إلا أن ذلك لم يمنع السنافر من صنع أجواء خرافية، بالنظر إلى الطريقة الفريدة من نوعها التي يشجعون بها، و ترديدهم الأغاني في نفس الوقت، وكأن الأمر يتعلق بوجود "مايسترو" في المدرجات يقوم بقيادة الجوق القسنطيني. كما أن الشيء اللافت للانتباه هو أن البالونات بالونين الأخضر والأسود كانت حاضرة. حيمودي دخل تحت تصفيقات "السنافر" كان الحكم الدولي جمال حيمودي أول من دخل أرضية الميدان في تمام الساعة الثانية والنصف ظهرا، إلى جانب مساعديه من أجل تفقد الشباك والتأكد من أن كل الأمور على أحسن ما يرام. وقد خص أنصار الشباب الحكم حيمودي بتصفيقات حارة، خاصة أنه يحظى باحترام الجميع في مدينة الجسور المعلقة. السنافر "تالبوا" السطايفية: "جيبولهم بنوزة يعطيهم بيناتي" وقد استغل السنافر لحظة دخول الحكم حيمودي من أجل "متالبة" السطايفية، حيث ذكروهم بسيناريو الكأس أمام اتحاد الحراش، عندما تأهّل يومها أصحاب اللونين الأسود والأبيض بفضل ركلة الجزاء الخيالية التي احتسبها الحكم بنوزة. حيث كان يردّد السنافر: "جيبولهم بنوزة يعطيهم بيناتي". حافلة السنافر وصلت في (14:30) إلى ملعب 8 ماي بعد أن غادرت التشكيلة القسنطينية مدينة الجسور المعلقة في تمام الساعة الواحدة ظهرا، وصلت إلى مدينة سطيف في حدود الساعة 14:30، حيث أن وجهة رفقاء بولمدايس كانت مباشرة إلى غرف تغيير الملابس، وهو ما يؤكد التركيز الكبير للاعبين. هشام "الشيخ" تكفل بالإجراءات الأمنية تكفل المسيّر هشام "الشيخ" بكل الإجراءات التنظيمية الخاصة بحافلة السنافر، حيث وقف على راحة اللاعبين في مدخل ملعب 8 ماي، وهو المعروف بتنقلاته الكثيرة مع التشكيلة، قبل أن يتحوّل إلى مسير ومسؤول عن الفئات الشبانية. دخول اللاعبين الأرضية في (15:45) ألهب المدرّجات دخل لاعبو النادي الرياضي القسنطيني أرضية الميدان في تمام الساعة 15:45 من أجل القيام بالتمارين الإحمائية، وهو الدخول الذي ألهب المدرجات، حيث تعالت أصوات السنافر المطالبة رفقاء بولمدايس بالتأهل. كما أن أكثر من 4 شماريخ تم إشعالها، وهي المؤشرات التي كانت توحي بيوم غير عاد. ... وأصرّوا على التوجه إلى تحية الأنصار وبمجرد أن دخل لاعبو الشباب إلى أرضية الميدان وشاهدوا الكم الهائل من السنافر الذين تنقلوا إلى سطيف من أجل مؤازرتهم، أصر رفقاء بزاز على التوجه إليهم و قاموا بتحيتهم، وهو ما زاد من حماس السنافر، الذين ظلوا يتغنون بحياة النادي، وطالبوا أشبال سيموندي بإسعادهم والعودة بتأشيرة التأهل من سطيف. "السنافر" تفاعلوا مع هدف براهمية تفاعل أنصار النادي الرياضي القسنطيني مع الهدف الذي سجّله براهمية مهاجم مولودية قسنطينة في (د24)، وهو ما يؤكّد العلاقة التي أصبحت أكثر من رائعة بين أنصار "الموك" والشباب في الفترة الأخيرة. وقد ظلّ أنصار الوفاق يسألون عن سبب الفرحة "الهستيرية" للسنافر، في الوقت الذي لم ينطلق فيه بعد اللقاء. معيزة حيّا أنصار الوفاق رغم الشتائم قام مدافع النادي الرياضي القسنطيني عادل معيزة بتحية أنصار الوفاق السطايفي، رغم أنهم لم يتوقفوا عن شتمه منذ أن وطأت قدماه أرضية ميدان ملعب 8 ماي، إلا أن ابن مدينة "بونة" معروف بأخلاقه العالية، حيث لم ينس الأيام الجميلة التي قضاها في سطيف. "سيموندي" حظي باستقبال حارّ حظي مدرب النادي الرياضي القسنطيني برنار سيموندي باستقبال حارّ من أنصار الوفاق والسنافر، رغم أن مدرب الشباب فضّل عدم الظهور قبل انطلاق المباراة، حيث بمجرّد أن دخل أرضية الميدان توجه مباشرة إلى مقعد البدلاء وجلس إلى جانب ڨاواوي. بولمدايس يوقعه هدفه التاسع هذا الموسم وقع المهاجم حمزة بولمدايس هدفه التاسع هذا الموسم، بعد أن تمكن من هزّ شباك حارس الوفاق السطايفي خذايرية في (د40) برأسية جميلة مستغلا توزيعة زميله دراڨ، علما أن بولمدايس سجل ستة أهداف في البطولة الوطنية وثلاثة أهداف في منافسة كأس الجمهورية. اختصاصي في الكأس واحتفل مع الأنصار ويعتبر بولمدايس اختصاصيا في تسجيل الأهداف في منافسة الكأس، حيث تألق من قبل مع كلّ الأندية التي لعب معها، قبل أن يواصل ممارسة هوايته المفضلة مع السنافر. وقد احتفل بولمدايس بطريقته الخاصة مع السنافر، الذين تنقلوا بقوة إلى سطيف.
"سيموندي" لم يفرح بالهدف وطالب لاعبيه بمواصلة الهجوم لم يفرح مدرب النادي الرياضي القسنطيني برنار سيموندي بالهدف الذي سجله المهاجم حمزة بولمدايس في (د41)، حيث أنه طالب لاعبيه بمواصلة اللعب نحو الأمام والعمل على تسجيل أهداف أخرى، من أجل ضمان التأهل والمرور إلى الدور ربع النهائي.
الشرطة اعتقلت "سنفورا" بعد الهدف اعتقل رجال الشرطة مناصرا قسنطينيا عقب تسجيل المهاجم حمزة بولمدايس هدف السبق، ولم تُعرف سبب اعتقاله رغم أن المباراة جرت في روح رياضية عالية و السنافر صنعوا أجواء فريدة من نوعها، وقدموا صورة مشرّفة عن المناصر القسنطيني.
تصدّي رائع من سيدريك في (د47) قام حارس النادي الرياضي القسنطيني بتدخل رائع في (د47)، حيث أنه أنقد رأسية دمو بكيفية رائعة جعلت الجميع في ملعب سطيف يتحدّثون عنه، لاسيما أن الحارس الدولي "خارج في السطايفية"، وسبق أن تألق أمامهم مع فريقه السابق شبيبة بجاية. سقوطه "دار الخلايع" مباشرة بعد قيامه بالتصدّي لرأسية دمو التي استوجبت إخراج حارس "الخضر" كامل إمكاناته وبراعته من أجل إبعاد الكرة، سقط سيدريك على الأرض "ودار الخلايع" وسط السنافر، الذين ظلوا يردّدون في اسمه مطولا.
"السنافر" تعرّضوا للرشق ما بين الشوطين تعرّض أنصار النادي الرياضي القسنطيني ما بين الشوطين إلى الرشق من طرف أنصار الوفاق من الجهة الخلفية، ما استوجب تدخل رجال الشرطة، الذين تمكنوا من احتواء الأمر وأبعدوا أنصار الوفاق، ومن حسن الحظ أن الرشق لم يخلف جرحى وسط "السنافر". لم يتوقفوا عن الغناء بعد هدف بولمدايس ما يؤكد أن أنصار النادي الرياضي القسنطيني من "كوكب آخر"، هو أنهم لم يتوقفوا عن الغناء منذ أن سجّل المهاجم حمزة بولمدايس الهدف الأول في (د41)، حيث ظلوا يساندون لاعبيهم بغية مضاعفة النتيجة وقتل المباراة، وهو ما قدّم دفعا معنويا لرفقاء بزاز.
معيزة يطلب التغيير في (د59) طلب المدافع عادل معيزة من المدرب سيموندي إخراجه في (د59) بعد أن تعرّض إلى إصابة إثر سقوطه عقب ركنية الوفاق، حيث شعر أنه لم يعد قادرا على مواصلة اللعب، إلا أنه تراجع عن قراره وقرّر المواصلة وتحدّي الآلام.
بلخضر يطرد لأول مرّة وخرج تحت التصفيقات طرد المدافع عمار بلخضر في (د73) بعد تلقيه إنذارين، وهو الطرد الأول لابن المسيلة هذا الموسم، حيث ترك زملاءه يكملون المباراة منقوصين، وهو الأمر الذي استغله لاعبو الوفاق، الذين تمكنوا من تعديل النتيجة خمس دقائق بعد خروج بلخضر، علما أن السنافر صفقوا ل بلخضر لحظة مغادرته أرضية الميدان.
زرداب يتحصل على إنذار احتجاج تحصل زهير زرداب متوسط ميدان الشباب على إنذار احتجاج في الشوط الثاني، وهو الأمر الذي قد يجعله يضيّع المباراة المقبلة للسنافر أمام اتحاد الحراش، ما سيجعل المدرب سيموندي في حيرة من أمره من أجل إيجاد بديلا له، بالنظر إلى المستويات الجيّدة التي قدمها اللاعب في المباريات الأخيرة.
"سيموندي" تأخّر في إحداث التغييرات تأخر مدرب السنافر برنار سيموندي في إحداث التغييرات خلال المرحلة الثانية من خلال إقحامه بولحية مكان بهلول، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من تلقي الإنذار الثاني. كما أن التقني الفرنسي أشرك بن عطية مكان سامر، وهي التغييرات التي علّق عليها كثيرا السنافر، حيث اعتبروها متأخرة خاصة أن الوفاق كان أحسن من السنافر رغم النقص العددي.
ڨاواوي وبوعزة بذكريات المنتخب كان اللقاء حميميا بين الحارس الدولي السابق الوناس ڨاواوي ومهاجم الوفاق عامر بوعزة على هامش لقاء أمس، حيث التقيا بالأحضان بذكريات الأيام الجميلة التي عاشاها معا في المنتخب الوطني في المواسم الماضية.
تغطية إعلامية قياسية لقمة ثمن النهائي لا يختلف اثنان حول قيمة المباراة التي احتضنها ملعب الثامن ماي أمس بين الوفاق وشباب قسنطينة، التي كانت قمة الدور الثمن نهائي، الأمر الذي جعلها محل استقطاب وسائل الإعلام بكلّ أنواعها، حيث حظيت بتغطية إعلامية قياسية.