شكل عزوف جماهير برشلونة عن حضور مباريات الفريق في الفترة الأخيرة حدثا استثنائيا في وسائل الإعلام الإسبانية، حيث يتساءل الكثير عن وجود عدد معتبر من المدرجات في مواجهات النادي الأخيرة فارغة، رغم أنه يقدم موسما مميزا ويضم واحدة من أفضل التشكيلات على مر التاريخ ... ويبقى عدم امتلاء مدرجات ملعب "كامب نو" تحديدا أمرا محيرا بالنسبة لفريق يحتل صدارة ترتيب "الليغا" للجولة 59 على التوالي، وهو حامل للقب الدوري، وتوج بكأس إسبانيا الممتازة في بداية الموسم وتأهل أيضا للدور ثمن النهائي من منافسة رابطة أبطال أوروبا، ولكن يبقى الأكيد أن مرحلة الذهاب شهدت حضورا مقبولا جدا للأنصار، ما يوضح أن العزوف منذ بداية مرحلة الإياب له أسبابه، خاصة أنه تزامن مع قضية نايمار وفضيحة الاختلاس والمشاكل الإدارية التي عاشها الفريق بدءا بإعلان استقالة الرئيس ساندرو روسيل وقرار تعيين بارتوميو خلفا له.
39 ألف مشجع أمام خيتافي و59 ألف أمام مالاغا قليل جدا على البارصا وإذا كانت الصحف الكتالونية اعتبرت الحضور القليل للأنصار في مباراة خيتافي لحساب الكأس أمرا عاديا بسبب قيمة المنافس، إلا أن ظهور حوالي نصف مدرجات "كامب نو" فارغة أول أمس أمام مالاغا أوجب دق ناقوس الخطر في بيت "البلاوغرانا"، فالنادي الكتالوني لم يتعود على حضور أقل من 40 ألف مشجع في مباريات الكأس، وهو ما حدث في مواجهة خيتافي (39299 مناصر) وأقل من 60 ألف مشجع في مباريات الدوري مثلما حصل في آخر لقاء أمام مالاغا الذي شهد أضعف حضور جماهيري هذا الموسم في مباريات الفريق في "الليغا" بتواجد 56355 مشجع فقط.
مارتينو: "اسألوا من برمج المباراة في وقت متأخر عن سبب غياب الجمهور" وإذا كانت وسائل الإعلام الكتالونية وبشكل خاص صحيفتا "إل موندو ديبورتيفو" و"سبورت" ترى أن عزوف الأنصار أمر غير مقبول مهما كان سببه، خاصة أن بعض أندية "الليغا" وبدون الحديث عن أندية الدوريات الأوروبية الأخرى تشهد حضورا معتبرا لجماهيرها رغم افتقادها لنجوم كبار، ولكن ممثلي البيت الكتالوني دافعوا عن الجمهور ووجهوا أصابع الاتهام إلى مسؤولي الرابطة الإسبانية لكرة القدم، وهو ما جاء على لسان تاتا مارتينو مدرب الفريق الذي تحدث عن غياب الأنصار في مواجهة مالاغا قائلا: "أرى أنه من الأفضل توجيه سؤال سبب غياب الجمهور إلى أولئك الذين حددوا موعد اللقاء وبرمجوه في وقت متأخر، وهي سادس مرة يبرمجون لنا مباراة في هذا التوقيت".