يعد إسلام سليماني ونبيل غيلاس من أكثر اللاعبين الدوليين الجزائريين تألقا في الدوريات الأوروبية خلال الفترة الأخيرة، حيث لم يترددا في إشعال فتيل المنافسة بينهما للظفر بمكانة أساسية في تشكيلة المنتخب الوطني من خلال بروزهما بشكل ملفت للانتباه رفقة نادييهما، إذ بلغ التنافس بينهما ذروته قبل أسابيع قليلة من مشاركتهما المرتقبة رفقة "الخضر" في نهائيات كأس العالم، فلم ينتظر غيلاس سوى ساعات قليلة للرد على تألق سليماني الذي قاد فريقه سبورتينغ لشبونة للفوز على باكوش فيريرا بتمريره كرتين حاسمتين، إذ سجل مهاجم بورتو هدفا وصنع آخر أمام أكاديميكا كويمبرا، ليضع نفسه في منافسة عن بعد مع سليماني. سليماني يملك أفضلية نسبية على غيلاس لكن ذلك لا يعني الكثير ومن دون شك، فإن سليماني الذي نجح بتثبيت نفسه في الأشهر الماضية كمهاجم أول في المنتخب الوطني، يملك بعض الأفضلية في سباق الظفر بمنصب قلب الهجوم في تشكيلة "الخضر" التي ستخوض مباريات المونديال، حيث يحظى مهاجم سبورتينغ بثقة كبيرة لدى المدرب البوسني وحيد حليلوزيتش، الذي يعتبره واحدا من أبرز اكتشافاته مع المنتخب الوطني، إلا أن هذا لا يضمن ل سليماني المحافظة على مكانته الأساسية في ظل اختلاف المعطيات الحالية عن السابقة، وعودة غيلاس القوية مع بورتو بعد أن استعاد ثقته ومنحه مدربه فرصا أكبر للعب على المستويين المحلي والأوروبي.
حليلوزيتش محظوظ بامتلاك مهاجمين بمواصفاتهما ويعتبر حليلوزيتش أسعد الناس بتألق مهاجميه في الفترة الأخيرة، فالمدرب البوسني يدرك جيدا أنه محظوظ بامتلاكه لاعبين مثل سليماني وغيلاس، كل واحد منهما بمواصفات تختلف عن الآخر، فمهاجم سبورتينغ قوي في الكرات الهوائية ويحسن الضغط على دفاع المنافس بحركتيه الدائمة، فيما يتميز مهاجم بورتو بسرعته ومهاراته الفنية التي تمنحه القدرة على اختراق دفاعات الفرق المنافسة، وهو ما سيزيد من الخيارات المتاحة للمدرب البوسني قبل اختيار المهاجم الذي يتناسب أسلوبه مع طبيعة المنتخب الذي يواجهه "الخضر"، على عكس ما كان عليه الحال في كأس أمم إفريقيا السابقة، التي كان يملك خلالها مهاجمين بنفس المواصفات تقريبا هما سليماني ومحمد أمين عودية.
ازدواجية المناصب قد تقضي على حلم جبور وبلفوضيل وإن كان تألق غيلاس وسليماني يسعد كثيرا الناخب الوطني، فإنه قد يحمل أخبارا غير سارة ل إسحاق بلفوضيل ورفيق جبور منافسيهما المباشرين في المنتخب الوطني، حيث تبدو حظوظ هذين الأخيرين في التواجد ضمن قائمة المنتخب الوطني المعنية بالمونديال جد ضئيلة، خصوصا إذا ما اعتمد المدرب البوسني على مبدأ ازدواجية المناصب وقرر توجيه الدعوة لمهاجمين صريحين فقط، فصيام بلفوضيل عن التهديف مع ليفورنو حتى الآن، وقلة تنافسية جبور مع نوتينغهام فورست تجعلهما غير قادرين على منافسة غيلاس وسليماني في الفترة الحالية، وهي الوضعية التي من المستبعد أن تتغير فيما تبقى من مباريات الموسم.