بفضل مشجعيها المتحمسين ومدربها المخضرم تستمتع البرازيل بكونها مرشحة فوق العادة لتعزيز رقمها القياسي واحراز لقب كأس العالم لكرة القدم للمرة السادسة في جويلية المقبل. وبعد الخسارة أمام هولندا في دور الثمانية لكأس العالم قبل أربع سنوات تولى مانو مينيزيس تدريب البرازيل خلفا لدونجا وأعاد تشكيل الفريق ومنح الفرصة لمجموعة من اللاعبين الشبان أصحاب الموهبة مثل نايمار وأوسكار وفرناندينيو وباولينيو. لكن مينيزيس ترك منصبه بعد ذلك للويس فيليبي سكولاري في ديسمبر 2012 لتذهب مسؤولية قيادة الفريق إلى المدرب الذي قاد الفريق لإحراز لقب كأس العالم 2002 ويتطور الأداء كثيرا ويصبح أكثر قوة وصلابة. ونجح سكولاري في حشد المشجعين خلف المنتخب في نحو ستة أشهر بعدما استفاد من التشكيلة الشابة التي منحها مينيزيس الفرصة وطور من مستواهم. ولن تنسى الجماهير البرازيلية نجاح منتخبها خلال كأس القارات العام الماضي في التفوق على أوروجواي وإيطاليا قبل الانتصار الكبير في النهائي 3-0 على اسبانيا بطلة العالم لتزداد الثقة في قدرة هذا الفريق على احراز اللقب المنتظر. وفازت البرازيل في سبع مباريات متتالية وانتصرت 13 مرة في آخر 14 مباراة ولم تعد الجماهير تترقب إذا ما كان بوسع الفريق إحراز اللقب بل أصبحت تنتظر ذلك بالفعل. لكن الأمر المقلق بعض الشيء أنه ربما يكون الفريق دخل مرحلة التألق في وقت مبكر عن المطلوب. ولم ينجح أي فريق في احراز لقب كأس العالم بعد عام واحد من فوزه بكأس القارات. وأحرزت البرازيل على سبيل المثال لقب كأس القارات في 2005 و2009 قبل أن تتعثر في كأس العالم في العام التالي. وهناك سؤال آخر يتعلق بكيفية تعامل اللاعبين مع ضغوط اللعب في كأس العالم أمام جماهير متحمسة متعطشة للنجاح. ورغم ان كل فرد في تشكيلة البرازيل المؤلفة من 23 لاعبا قد سبق لهم اللعب في اوروبا الا ان القليل منهم سيكون قادرا على صناعة الفارق وحمل الفريق على أكتافه. وقال جونينيو لاعب فاسكو دا جاما وأتليتيكو مدريد السابق الذي أحرز لقب كأس العالم في 2002 "الوضع مختلف." وأضاف "سيكون هناك المزيد من الضغوط. تمثيل البلاد أكثر أهمية." والمرة الوحيدة التي سبق للبرازيل استضافة كأس العالم كانت في 1950 وحينها خسرت في المباراة النهائية أمام أوروغواي. وتسببت الهزيمة في حزن عميق وربما تتسبب الرغبة في احراز اللقب على استاد ماراكانا في زيادة الضغوط خاصة إذا بدأ الفريق مشواره بشكل متوسط أمام كرواتيا. لكن حتى الآن على الأقل لا يبدو ان اللاعبين يعانون من الضغوط. ويشعر اللاعبون بثقة كبيرة بسبب سلسلة النتائج الإيجابية في الفترة الأخيرة إضافة إلى أن الفريق أحرز 25 هدفا في آخر سبع مباريات واستقبل مرماه هدفين فقط. وفي المباريات السبع الأخيرة التقت البرازيل مع خمسة منتخبات نجحت في التأهل لنهائيات كأس العالم المقبلة. وقال تياغو سيلفا بعد الفوز 5-0 على جنوب افريقيا في مارس الماضي "أنهينا هذه المرحلة من الاستعداد بشكل مثالي." وأضاف "لم نخسر في طريق تتويجنا بلقب كأس القارات وفعلنا ما طلبه فيليبي خلال هذه المباراة وأنا متأكد من قدرتنا على الظهور بشكل رائع في كأس العالم." ولا يبدو أن هذه الثقة في غير محلها لكن في المقابل تبقى البرازيل في حاجة لمزج هذا الشعور بالتواضع حتى لا يتكرر ما حدث في 2006 عندما اعتقد الفريق بقيادة الرباعي المتألق رونالدو وريفالدو ورونالدينيو وروبرتو كارلوس أنه سيحرز اللقب بسهولة. لكن حينها خرجت البرازيل من دور الثمانية أمام فرنسا. وقال سكولاري مرارا وتكرارا إن البرازيل ستشق طريقها نحو احراز لقب كأس العالم كما رشحت العديد من شركات المراهنات المنتخب صاحب الأرض للصعود أعلى منصة التتويج. ويبقى الشعور السائد في البرازيل ان الخسارة تتوقف عليهم.