ستحب جماهير كوريا الجنوبية أن تعيش ثانية أيام مجد 2002 عندما قادها المدرب جوس هيدينك الى قبل نهائي كأس العالم لكرة القدم على أرضها. ولا تمتلك كوريا الجنوبية فقط في هونج ميونج بو مدربا لعب تحت قيادة الأستاذ الهولندي لكن أيضا واحدا يبدأ مسيرته التدريبية. وتولى هونغ - أكثر لاعبي كوريا الجنوبية خوضا للمباريات الدولية - المسؤولية خلفا لتشوي كانغ هي الذي استقال بعد مسيرة غير باهرة في التصفيات التي تأهلت كوريا من خلالها بفارق الأهداف فقط. وترك هونغ بصمة أثناء تدريبه منتخب كوريا الجنوبية الأولمبي وفاز بالميدالية البرونزية في ألعاب لندن 2012، وساعد هيدينك في نادي أنجي الروسي قبل استقالة المدرب الهولندي. وكانت مباريات هونج الأولى صعبة وواجه المنتخب الكوري عقبات حتى تأقلم على أسلوب مدربه الجديد وخططه. لكن مثل هيدينك لم يخش هونج مطلقا أن يضع المنتخب الكوري في مواجهة بعض الفرق الكبرى في العالم ليحصل على صورة واضحة تجاه حقيقة مستوى لاعبيه. وفي مقابلة مع مجلة وورلد سوكر في أبريل نيسان الجاري، قال هونغ: "يجب عدم وجود خوف. يجب أن نستخدم الوقت المتبقي قبل كأس العالم بحكمة ويجب أن نساعد لاعبينا الصغار على الثقة في أنفسهم." وأضاف: "أظهرت الكرة الكورية عبر السنوات أن بوسعها تحقيق أشياء رائعة ولا يوجد شيء نخشاه." ولعبت كوريا الجنوبية أمام البرازيل وكرواتيا وسويسرا وروسيا ضمن منافسين آخرين في العامين الماضيين وأمام هذه الفرق أظهر الفريق لمحات من أفضل مستوى له تحت قيادة هونج. وعلى النقيض واجه المنتخب الكوري صعوبات في بعض الأحيان أمام منافسين كان من المتوقع أن يهزمهم. وبحثا عن أفضل معادلة لكوريا الجنوبية استخدم هونج الخطط واللاعبين المناسبين في الفوز 2-1 على سويسرا في نهاية العام الماضي ثم أظهر فريقه أنه أصبح أكثر ثقة تحت قيادته بانتصار مثير للاعجاب 2-صفر على اليونان في مارس آذار. وبينما أعطى هذا النصر في اثينا المنتخب الكوري دفعة معنوية مطلوبة بعد هزائم ودية أمام المكسيك والولايات المتحدة عندما تم منح فرصة للاعبين غير أساسيين، فإنه من الواضح أن هونغ لا يزال عليه العمل على المشاكل الدفاعية لفريقه. ولا يبدو هونغ - الذي كان يلعب كقلب دفاع - واثقا في ما اذا كان يمتلك اللاعبين المناسبين للعب بخط ظهر مكون من ثلاثة لاعبين، بالإضافة للاعبين في غاية القوة على الجناحين أو أن الطريقة المباشرة والأكثر صلابة وهي اللعب بأربعة مدافعين هي الأنسب. ويحب اللاعبون الشبان هونج (45 عاما) وسلطته في غرفة الملابس ليست محل شك إذ يعتبر الشخصية الأكثر احتراما في كرة القدم الكورية بعدما خاض 136 مباراة مع بلاده. ومن المرجح أن يمنح الاتحاد الكوري الوقت الكافي لهونج من أجل اعادة تشكيل الفريق خلال السنوات القليلة القادمة لكن بشرط أن يقدم المنتخب عروضا جديرة بالاعجاب في البرازيل حيث سيواجه بلجيكا والجزائر وروسيا في المجموعة الثامنة.