رغم التّغييرات التي شهدها الفريق في بداية الموسم لم يتأثر الترجي كثيرا بها وتمكن بسرعة من تجاوز آثارها السلبية لينجح في النهاية في العودة لاقتناص لقب الدوري التونسي الممتاز لكرة القدم. ورغم البداية الجيدة في الدوري المحلي قرر الترجي الاستغناء عن مدربه ماهر الكنزاري عقب خروج الفريق من الدور قبل النهائي لدوري أبطال افريقيا الموسم الماضي والتي كان يمني النفس بالتتويج بلقبها. واختار الترجي المدرب المساعد اسكندر القصري لقيادة الفريق مؤقتا لكن الخسارة أمام غريمه الافريقي بهدفين دون رد في الجولة السابعة دفعت ادارة النادي لمنح مهمة قيادة الفريق الأول للفرنسي سيباستيان ديسابر مدرب فريق الشباب. ولم يواجه الترجي تحت قيادة المدرب الفرنسي الكثير من التهديدات على أرضه لكن عثراته خارج أرضه تكرّرت وبدت أنها ستكلف الفريق غاليا. واقتنص التّرجي فرصة استقالة الهولندي رود كرول من تدريب الصفاقسي بعد أن قاده للنجاح باحراز لقب الدوري المحلي الموسم السابق والتتويج بلقب بطولة كأس الاتحاد الافريقي وتعاقد معه لمدة ثلاثة مواسم. وبعد تعيين المدرب الهولندي عاد الاستقرار للفريق وبدأ مسيرته بثبات نحو استعادة اللقب قبل ان يحسمه قبل ثلاث جولات مستغلا تعثر منافسيه المباشرين. وانهى الترجي موسمه الذي أسدل الستار عليه أمس الثلاثاء في الصدارة برصيد 66 نقطة بعد ان حقق 19 فوزا وتعادل في تسع مباريات ولم يخسر الا في مباراتين. وإلى جانب عودة الاستقرار ضم الترجي تشكيلة ثرية تمتلك الخبرة وأظهرت ثقة كبيرة ولم يؤثر فيها التغيير المستمر بقيادة حارس المرمى معز بن شريفية ولاعبي الوسط حسين الراقد وخالد المولهي والغاني هاريسون افول وصانع اللعب آسامة الدراجي والمهاجمين احمد العكايشي والكاميروني يانيك نجانغ وهيثم الجويني. وعلى عكس الترجي تماما بدا أن غريمه الافريقي ارتكب خطأ قاتلا عندما استبدل مدربه الهولندي ادري كوستر بعد أن قاده للمنافسة على المركز الأول في الدور الاول للموسم. وقررت ادارة الافريقي في خطوة كلفتها غاليا الاستغناء عن المدرب الهولندي كوستر رغم أنه قاد الافريقي لإنهاء النصف الأول في الصدارة بدعوى انه يفتقد لطريقة لعب جيدة وعين الفرنسي اندري شوفان بدلا منه. لكن النتائج سارت بشكل لم تكن ادارة النادي تنتظره ليسقط الفريق في دوامة النتائج السيئة اضافة الى ان اسلوب لعبه لم يتطور ليبدأ الفريق مسيرة التراجع. وفي محاولة لإنقاذ ما يمكن انقاذه اقالت ادارة النادي الفرنسي شوفان ومنحت مهمة قيادة الجهاز الفني للفريق لمنذر الكبير لكن الفريق ظل في تراجعه لينهي الموسم رابعا ويضيع حتى أمل الظهور من جديد على الصعيد القاري. وجاءت بداية النجم الساحلي في الموسم غير مستقرة ليخسر الفريق عدة نقاط لكنه نجح في استعادة توازنه في الدور الثاني من البطولة بعد تعيين المدرب الفرنسي المخضرم روجيه لومير على رأس الجهاز الفني للفريق وتعزيز صفوفه باللاعبين يوسف المويهبي ومحمد سلامة ومروان تاج. وبفضل الانتصارات التي حقققها في النصف الثاني نجح النجم الساحلي في اقتناص المركز الثالث المؤهل للمشاركة في كأس الاتحاد الافريقي. وفقد الصفاقسي بطل الموسم الماضي لقبه بعد ان خسر الفريق عدة نقاط خاصة عندما تأثر برحيل مدربه الهولندي رود كرول بشكل مفاجيء رغم النجاحات التي حققها معه. ورغم ان مساعده حمادي الدو الذي تولى المسؤولية خلفا له حاول الحفاظ على أسلوب اللعب الذي وضعه المدرب الهولندي لكنه فقد العديد من النقاط التي أثرت على فرصه في الاحتفاظ باللقب لكنه نال المركز الثاني المؤهل للمشاركة بدوري ابطال افريقيا. وفي هذا الموسم عاش الملعب التونسي كابوسا مرعبا عندما كاد يودع بطولة الدوري الممتاز لأول مرة في تاريخه قبل ان يحسم استمراره في الجولة الاخيرة بالفوز على منافسه جريدة توزر الذي هبط مع الأولمبي الباجي وقرمبالية الرياضية لدوري الدرجة الثانية. وتألق الجزائري بغداد بونجاح مهاجم النجم الساحلي بتتويجه بلقب الهدافين برصيد 14 هدفا في أول موسم بالدوري التونسي فيما حل نزار العيساوي مهاجم الاتحاد المنستيري ثانيا برصيد 13 هدفا. ولفت المهاجم المخضرم نبيل الميساوي مهاجم الاولمبي الباجي الانظار بقتاله من أجل انقاذ الفريق بالبقاء في دوري الاضواء لكن اهدافه العشرة لم تكن كافية.