لم يكن المسافرون على متن إحدى طائرات شركة "يونايتد ايرلاينز" الأمريكية، يتوقعون من المضيفة أن تسألهم سؤالا يثير الهلع والرعب، عندما خرجت عليهم لتقول "هل منكم من يعرف كيف يقود طائرة"؟ ولكن رغم ما يثيره السؤال من الخوف، ورغم أن الاحتمالات المنطقية تقول إن أجوبة الركاب ال160 جميعا، ستكون بالنفي، إلا أن راكبا قام من مكانه، ليجيب بنعم، ويتضح أنه طيار حربي في القوات الجوية الأمريكية. وجاءت هذه اللحظات المرعبة، بعد أن عانى قائد الطائرة من نوبة قلبية على ارتفاع 30 ألف قدم خلال الرحلة بين مدنيتي دي موين ودنفر، مما اضطر الكابتن في سلاح الجو مايك غونغول، للتوجه الى قمرة القيادة والمساعدة في توجيه الطائرة إلى هبوط اضطراري . ووقع الحادث قبل نحو أربعة شهور، لكن لم يعلن عنه، حتى قرر غونغول الكشف عن الدراما التي تحبس الأنفاس في الأجواء، قائلا إنه أدرك أنه هناك شيئا خاطئا بعد نصف ساعة من إقلاع الرحلة، عندما شعر بأن قوة محركات الطائرة بدأت تضعف. وأشار إلى أن الطائرة بدأت بعد ذلك في الهبوط بشكل حاد والميلان إلى اليمين، وأضاف "سمعت المضيفة في السماعة وسألت إن كان من بين الركاب من هو طبيب أو ممرض"، ثم رأينا جميع أفراد الطاقم يهرعون نحو منطقة الدرجة الأولى". وتابع غونغول قائلا "ثم أدركت أن الطيار كان في ورطة عندما سمعت المضيفة تسأل الركاب اذا كان هناك طيار آخر على متن الرحلة". وقام غونغل من مقعده وهرع إلى قمرة القيادة حيث وجد الطيار وقد تعرض لسكتة قلبية في حين أن مساعدة الطيار كانت تقود الطائرة. وأضاف "بعد أن أزالوا الطيار المصاب من مقعده، سألتني مساعدته: هل أنت طيار؟ ثم أردفت: وأي نوع من الطائرات تقود؟" وفقا لصحيفة "مترو" البريطانية التي نشرت تفاصيل الواقعة. وتابع الكابتن قائلا "كنت أعرف أنها كانت في حالة حرجة، وتفكر في أي نوع من الطيارين أنا، وفي المقابل، كنت أفكر بيني وبين نفسي متساءلا: هل تستطيع هذه المرأة أن توصلنا إلى بر السلامة؟" وقبل أن تسمع جوابي قالت "أغلق الباب واجلس، ثم أخذت مكان الطيار المصاب، وبدأنا الاتصال ببرج المراقبة، وساعدتها على الهبوط اضطراريا في مطار أوماها". وتابع قائلا "لقد كانت مساعدة الطيار محترفة وتمالكت أعصابها بشكل رائع.. كما لاحظت مدى براعة المضيفات والطاقم جميعه في التعامل مع هذه الحالة المفزعة". وتمكن الطيار الأصلي من النجاة من الأزمة القلبية، بفضل رعاية ممرضة تدعى ليندا أليوس كانت تسافر على متن الرحلة بصحبة زوجها وابنتها، ثم تم نقله إلى المستشفى.