في البداية، نود معرفة رأيك في المساعي الحثيثة التي يقوم بها روراوة وسعدان من أجل جلب بعض اللاعبين ذوي الجنسية المزدوجة إلى المنتخب الوطني... -------------- “المحترفون سابقا لم يجدوا الطريق مفروشا بالورود لعلمهم أن منافسة شرسة تنتظرهم مع المحليين” “تواريخ الفيفا كارثة... وكان يجب لعب 4 أو 5 مباريات ودية قبل المونديال على الأقل“ “المنتخبات الأخرى تُعاين الآن المنافسين ونحن ما زلنا في مرحلة معاينة اللاعبين” “سعدان مُطالب بتحسين كل الجوانب، خاصة البدنية” --------------- بكل بساطة، هذا الأمر يزعجني كثيرا، لكن يجب عدم تأويل كلامي على أنه تشكيك في رغبة سعدان وروراوة اللذين يسعيان إلى ضمان أحسن العناصر، كما أنه ليس تدخلا في صلاحياتهما لأن كلامي نابع من أمور موضوعية محضة والجميع يشاركني هذه النقطة، لأن الوقت ليس في صالحنا إطلاقا للتفكير في هذا الموضوع. بالإضافة إلى كل هذا، ليس من الضروري أن يكون كل لاعب يعاينه سعدان أو أحد مساعديه قادر على منح الإضافة، وهذا للعديد من الاعتبارات أبرزها أن أغلب العناصر التي تتم معاينتها إما صغيرة السن ولا تملك الخبرة اللازمة أو تنشط في أندية غير معروفة في فرنسا أو في إسبانيا. ومهما يكن، فالبطولات الفرنسية بمختلف أقساهما لن تصل إلى مستوى البطولات الإسبانية أو الإنجليزية أو الألمانية المعروفة بقوتها. لكن كلاما كثير قيل عن إمكانات هؤلاء اللاعبين، الأمر الذي شجع المسؤولين في الجزائر على الاتصال بهم، ما رأيك؟ أنا لست ضد فكرة تدعيم الفريق بالعصافير النادرة، كما أنه وعلى حد علمي فإن العديد من اللاعبين تدرجوا في مختلف أصناف المنتخب الفرنسي وهذا أمر جيد بالنسبة لكرتنا خاصة أنهم من أصول جزائرية أصيلة وسيفيدون المنتخب كثيرا لكن لدينا الوقت من أجل جلبهم خاصة أنني صرحت سابقا أنه يجب عدم المساس بعامل الاستقرار مهما كانت الأسباب. وما أرغب في الوصول إليه هو أن المشكل ليس في التنقيب عن مثل هؤلاء اللاعبين، بل هناك أولويات يجب التعامل معها وعدم إغفالها من طرف جميع المسؤولين مهما كانت الدواعي والأسباب. هل من توضيح أكثر؟ بطبيعة الحال، نحن الآن نضيّع الكثير من الوقت في معاينة اللاعبين، هناك لاعب جيد في البطولة الفلانية يجب معاينته، هناك آخر من الجهة المقابلة عبّر عن رغبته في الإنضمام إلى المنتخب الجزائري، في حين أن “الصّح” نسيناه وهو أننا لا نعرف المفاجآت التي يحملها القدر لأن المنتخبات الأخرى حاليا وعلى وجه الخصوص التي ستواجهنا في المونديال وصلت إلى مرحلة معاينة طريقة لعب المنافسين ووضع الخطط اللازمة للحد من خطورة بعض العناصر التي تعتبر مفاتيح لعب منافسيها. أما نحن، فللأسف الشديد ما زلنا في مرحلة المعاينة التي طال أمدها، في حين أنه كان من الضروري الانطلاق في الأمور الجدية الخاصة بالمونديال. خاصة أن ما لا يقل عن 8 أسابيع تبقى تفصلنا عن المونديال... لنكن صرحاء فيما بيننا، هل من المعقول أن تكون هذه الفترة كافية من أجل تصحيح ما يمكن تصحيحه في المنتخب الوطني خاصة في ظل النقائص الكثيرة التي ظهرت على بع3 العديد من الأمور لا تبشر بالخير قبل موعد لن ينفعك لا تاريخك ولا قيمة لاعبيك إن لم تكن واقعيا على أرضية الميدان، والواقعية تتطلب أن يكون اللاعبون في أوج إمكاناتهم البدنية والفنية، وهو ما يفتقر إليه أغلب مفاتيح لعبنا للأسف الشديد. وما هي الحلول حسب رأيك؟ الحل الوحيد هو جمع اللاعبين في أقرب فرصة ممكنة مع انتهاء التزاماتهم مع أنديتهم، لأن البعض عاد إلى المنافسة منذ فترة قصيرة والبعض الآخر لا يلعب في ناديه أصلا، ما يعني أنه من الضروري الوقوف على النقائص التي قد تؤثر في أداء المجموعة، وسعدان مطالب بالوقوف على مدى جاهزية لاعبيه قبل المونديال والعمل على تصحيح العديد من الجوانب وعلى وجه الخصوص البدنية منها، والتي تبدو أمورنا ليست على أحسن ما يرام في هذا الجانب. لكن سنلعب مبارتين وديتين أمام إيرلندا والإمارات العربية، ألا تظن أنها كافية لتصحيح ما يمكن تصحيحه؟ لا أعتقد ذلك، لأن الخيار الوحيد في كل هذا هو لعب 4 أو 5 مباريات ودية على الأقل حتى يعود الطابع التنافسي لبعض لاعبينا، لكن ظهر هناك ما يسمى بتواريخ “الفيفا” التي تحتّم على كل المنتخبات احترامها، الأمر الذي يجعلني أقول إنها كارثة بكل المقاييس (تواريخ الفيفا) لأنه في وقت ليس ببعيد كان المدرب يجمع لاعبيه كلما أراد لعب مباراة ودية، الأمر الذي كان يسمح بخلق التجانس بين اللاعبين بشكل جيد، وهو ما لا يتوفر اليوم، والكل مطالب بلعب عدد المباريات الودية نفسه وفي وقت واحد وهذا الأمر لا يخدمنا بالنظر إلى ما يعيشه بعض لاعبينا مع أنديتهم. بخصوص المحليين، ألا تعتقد أن خلوّ المنتخب من عدد كبير منهم يطرح أكثر من تساؤل؟ بالنسبة لي لا أعتبر هذا الأمر مقلقا بالنسبة لي، لأن اللاعب المحلي لم يُظهر أي رغبة في الوصول إلى المنتخب الأول ومن يريد التأكد من كلامي فما عليه إلا أن يشاهد مستوى المباريات في بطولتنا المحلية. وأريد أن يشعر كل لاعب أنه من الضروري أن ينفض الغبار عن نفسه ويضع في ذهنه أن المنتخب الأول ليس حكرا للمحترفين فقط، لكن للأسف الشديد لا حياة لمن تنادي. في وقتنا كان اللاعب المحترف لما يحضر إلى الجزائر يعرف مسبقا بأن منافسة شديدة تنتظره من طرف المحليين ولم يكن يجد الطريق مفروشا بالورود للوصول إلى التشكيلة الأساسية، بل في أغلب الأحيان يجد نفسه في مقعد الإحتياط والمحلي يلعب، بالإضافة إلى أن المنتخب الحالي يكاد يخلو من تشكيلة ثانية عكس كل المنتخبات الأخرى التي يحوز المدربون فيها على فريقين. بصراحة، ما هي توقعاتك للمشاركة الجزائرية في المونديال؟ ماذا تريدون أن أقول لكم؟ كل شيء سيتحدّد قبل أسبوع أو ما يزيد بقليل عن المنافسة الرسمية، بالإضافة إلى الحالة التي يتواجد فيها لاعبو المنتخب. لا أستطيع القول إننا لا نملك فريقا قادرا على منافسة الفرق الموجودة في مجموعته، لكن الأمر الذي أخشاه كثيرا، وهذا إحساس نابع من غيرتي وحبي للجزائر وتاريخ الكرة الجزائرية، هو أن كل المؤشرات توحي بأننا سنتنقل إلى جنوب إفريقيا من أجل أن نخفف الأضرار وفقط لأن الإرادة وحدها لا تنفع في مثل هذه المواعيد، والواقع يقول هذا وليس جمال مناد، لكن يجب أن لا نتسرع في إصدار الأحكام وأن نثق في شباننا الذين يحتاجون إلى التركيز والتشجيع أكثر من أي شيء آخر قبل موعد الصائفة القادمة. وبماذا تريد أن تختم؟ -ثقتنا كبيرة في سعدان وأشباله في المونديال، وأتمنى أن يكون المنتخب في المستوى الذي ينتظره منه كل الشعب الجزائري، وعلى الجميع أن يعمل من أجل تحسين كل الجوانب خاصة البدنية كما صرحت به سابقا، لأن غياب 24 سنة كاملة عن كأس العالم تتطلب إرادة وواقعية من طرف زياني والآخرين من أجل البرهنة على أننا نستحق فعلا التواجد في هذا المحفل الهام بعد المشوار الرائع الذي قطعوه في التصفيات المزدوجة الأخيرة.