ثورة العطش صهريج الماء يباع بألف دينار.. والمواطن "يخلص" المدير العام للجزائرية للمياه: قلة الأمطار في بعض الولايات وراء الانقطاعات أخرجت الانقطاعات المتكررة للماء الشروب المواطنين إلى الشارع، خاصة أنها تزامنت مع أول أسبوع من شهر رمضان وفي فصل الصيف تحت حرارة عالية، ولم يتردد بعض المواطنين الغاضبين في اقتحام مديريات المياه والبلديات وغلق الطريق يحملون بأيمانهم دلاء فارغة وبشمائلهم عصيا ومتاريس، من أجل إيصال أصواتهم إلى السّلطات المعنية. لقد تكرر نفس السيناريو في كثير من ولايات الوطن في الأسبوع الأول من شهر رمضان، حيث استاء المواطنون من عملية تزويدهم بالماء الشروب التي كانت تنقطع بشكل دوري، حتى إن الكثير من الأحياء انقطع عنها الماء لأيام دون أن تتدخل السلطات المحلية لمعالجة الوضع، ولم تقتصر هذه الانقطاعات على المناطق المعزولة وإنما تعدتها إلى ولايات الشمال وحتى العاصمة. فقد المواطنون في كل البويرة وخنشلة وبسكرة وأدرار والمدية والأغواط وتيزي وزو وغيرها من الولايات صبرهم بعد أن انقطع الماء عن حنفياتهم أياما، حيث خرجوا إلى الشارع وقطعوا الطريق كما اقتحموا مقر مديريات المياه في محاولة منهم للضغط على المصالح المعنية من أجل توفير الماء الشروب وإصلاح الأعطاب أو الانتهاء من الأشغال التي عادة ما تتسبب في انقطاعات طويلة، فيما استاءوا من "إهانتهم" عبر الانقطاعات المفاجئة وعدم توفير صهاريج الماء الكافية لتزويدهم بهذه المادة الحيوية، خاصة أن الحاجة إلى الماء ترتفع في شهر رمضان وفصل الصيف الذي ترتفع فيه درجة الحرارة وتبلغ مستويات قياسية في بعض المناطق، فيما استغل البعض الموقف ليقوم ببيع المياه في صهاريج وبأسعار مرتفعة وصلت حدود ألف دينار للصهريج. وفي قصر البخاري بالمدية، عانى السكان الأمرين بعد انقطاع الماء عنهم، مثلما عانى سكان بن حدادي السعيد بالشراقة من الجفاف خلال أسبوعين كاملين بسبب إقدام مصالح "سيال" على قطع الماء على السكان دون سابق إنذار.
المدير العام للجزائرية للمياه عبد النور آيت منصور ل "الخبر" "نقص الأمطار وراء انقطاع الماء الشروب في بعض الولايات" أكد المدير العام للجزائرية للمياه عبد النور آيت منصور أن مشكل الانقطاعات يطرح في بعض الولايات الشرقية والهضاب العليا مثل الجلفة والمسيلة الغربية، وهذا بسبب نقص الأمطار، لكن الولايات الغربية تتوفر على تغطية كاملة في التزود بهذه المادة، وأفاد ذات المتحدث بأن مصالح الجزائرية للمياه تتعامل مع كل ولاية أو منطقة بحسب الخصوصية التي تميزها. وأضاف بن منصور أمس في تصريح هاتفي ل"الخبر" أن الجزائر عرفت تقدما كبيرا فيما يخص عملية تزويد المواطنين بالماء الشروب وهذا من سنة لأخرى، خاصة "بالاعتماد على محطات تحلية المياه في مستغانم التي تستخرج الماء من البحر لتحليته، بالإضافة إلى محطات في كل من ولاية تقرت وورقلة اللتين دخلتا الخدمة جزئيا". وقال إن المشكل الذي وقع في قصر البخاري في المدية في طريقه إلى الحل، غير أنه أدان اقتحام بعض الشباب اقتحام وحدة الجزائرية للمياه مذكرا بأن هذه المنشأة ملكية عمومية، وقال إن عملية معالجة الانقطاعات تتم بشكل مستمر، حيث تتكفل بها المديريات المحلية في كل ولاية، وأحيانا تنتقل فرق خاصة إلى عين المكان من أجل حل الإشكال. وأكد بن منصور أن الولايات التي تشتكي هذه السنة من أزمة تزود بالماء الشروب لن تعرف نفس الأزمة خلال السنوات المقبلة نظرا للمجهودات المبذولة من طرف الدولة في إطار استراتيجية ومخططات واضحة. وأكد بن منصور أن مصالحه تتكفل مباشرة بالأحياء التي تشهد انقطاعا لتزويدها بصهاريج متنقلة، حيث إنها أبرمت صفقة مع متعامل محلي من أجل تزويد الشركة بالصهاريج، وقامت بتوزيع 15 صهريجا على مختلف مناطق الوطن، على أن تتبعها دفعة أخرى، كما تم تزويد الشركة ب17 آلة حفر تساهم في معالجة مشكل التسربات.
رئيس جمعية حماية المستهلكين مصطفى زبدي ل "الخبر" "المصالح المكلفة بتوزيع المياه تستهين بحقوق المواطنين"
صرح رئيس جمعية حماية المستهلكين مصطفى زبدي بأن المصالح المكلفة بتوزيع الماء سواء أكانت الشركة الوطنية للمياه أو مؤسسة "سيال" تستهين بحقوق المواطن في التزود بهذه المادة الحيوية، وقال إن دفتر الشروط الخاص بالشركة الفرنسية الناشطة في الجزائر العاصمة وضواحيها ينص صراحة على أنها ملزمة بتوفير الماء طيلة أيام الأسبوع و24/24 سا، وأن أي خرق لهذا البند هو خرق لدفتر الشروط، "بمعنى أن مرور الخزانات في أحياء العاصمة هو منظر يجب أن لا يكون". وبالنسبة للجزائرية للمياه، قال المتحدث إنها ملزمة هي الأخرى بتوفير البدائل للمواطن الذي ينقطع الماء عن بيته فجأة، "فمن غير المعقول أن يبقى المواطن يبحث عن الماء في الأحياء المجاورة". وقال ذات المتحدث إن بعض المصالح تستهين بعقل المواطن وتنتهك حقوقه، وعلى رأسها الحق في إعلامه بموعد انقطاع الماء، إضافة إلى توفير البديل، مضيفا أن الشركة يمكن أن تقطع الماء بحجة إطلاق أشغال أو إصلاح الأعطاب، "لكن غير مفهوم أن تبقي هذه المصالح المواطن دون ماء ولا خزانات". وأضاف زبدي أن مصالحه تتلقى دوريا شكاوى مواطنين انقطع عنهم الماء لمدة تفوق الأسابيع أحيانا، وفي غالب الأحيان لا تتكفل المصالح المعنية بالمتضررين ولا تزودهم بالماء ولا تعلمهم حتى.
مجموعة عمل بين سيال وسونلغاز لتفادي اضطرابات التموين في الصيف انشأت شركة المياه والتطهير للجزائر"سيال" مجموعات عمل مختلطة مع شركة توزيع الكهرباء والغاز للجزائر لتفادي اضطرابات التموين بالماء الشروب خلال الصيف، وهذا عبر التقليل من أضرار انقطاع التيار الكهربائي على التموين بالماء الشروب، حيث طمأن مدير الشركة التي تتكفل بتوزيع المياه في ولايتي الجزائر العاصمة وتيبازة أن الصيف الجاري لن يعرف اضطرابات في التموين، وقامت الشركة بتجديد 350 كم من القنوات و85 ألف ربط، وتعتزم بلوغ 730 كم من القنوات و287 ألف ربط في غضون 2016. كما قامت بإصلاح 200 ألف تسرب مياه بمعدل 32 ألف تسرب سنويا، وتطمح الشركة لتقليص مدة الإصلاح التي يبلغ معدلها حاليا يومين ونصف إلى أقل من يوم ونصف قصد ضمان ديمومة التموين المستمر على مدار اليوم، غير أن هذه التطمينات من طرف المسؤولين لم تتجسد بشكل كلي على أرض الواقع.