اجتذب المؤتمر الصحفي لدييغو مارادونا في نهائيات كأس العالم الماضية لكرة القدم قبل أربع سنوات اهتماما إعلاميا كبيرا على مستوى العالم بسبب الآراء المثيرة للجدل لمدرب الأرجنتين وقتها. لكن مدرب الأرجنتين الحالي اليخاندرو سابيا (59 عاما) الذي سيترك الفريق بعد المباراة النهائية للبطولة الحالية المقامة في البرازيل غدا الأحد في مواجهة ألمانيا ليس شخصية جماهيرية.. بل انه يترك أداء الفريق على أرض الملعب يتحدث عن نفسه. وخلال المباراة النهائية للبطولة العالمية في ملعب ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو سيكون بوسع سابيا اختبار طريقته وأسلوبه في مواجهة المنتخب الألماني الذي حاول تقليده في بعض النواحي. وطبق سابيا الالتزام الخططي والانتظام ما ساعد الفريق على تجاوز دور المجموعات والحصول على العلامة الكاملة قبل مواجهة فرق أوروبية غير سهلة هي سويسرا وبلجيكا وهولندا في مراحل خروج المغلوب. وردا على سؤال حول صفات فريقه بعد فوزه في قبل النهائي على هولندا قال سابيا ببساطة "التواضع والعمل بأقصى قدر مستطاع." وهذه الكلمات يمكنها أيضا أن تصف سابيا نفسه وهو الذي اضطر للانتظار حتى اقتربت مسيرته الاحترافية من الانتهاء ليتولى تدريب فريق على المستوى الأعلى. لكن مسيرة الأرجنتين في النهائيات الحالية لم تكن لامعة بل ان جميع الانتصارات التي حققها الفريق كانت بفارق ضئيل ومنها الفوز بركلات الترجيح على هولندا في قبل النهائي بعد 120 دقيقة من اللعب بدون أهداف. لكم سابيا حرص على ضمان استمرار الفريق الذي يعج بالموهبة الهجومية بما في ذلك ليونيل ميسي الفائز بلقب أفضل لاعب في العالم أربع مرات رغم عدم توفر خط دفاع على نفس الدرجة من الكفاءة والمهارة. وقال سابيلا عن ذلك قبل انطلاق النهائيات "مهمتي هي استغلال عدم التوازن في الفريق (بين الهجوم والدفاع) بأفضل أسلوب ممكن." وأكد سابيا أن المنتخب الألماني هو أفضل مثال على الفريق المتوازن. وبعد الوصول للنهائي أسرع سابيا بالإعراب عن إعجابه بالمنتخب الألماني قائلا "أظهرت ألمانيا خلال تاريخها قوة بدنية وذهنية كبيرة.. ألمانيا تعرف معنى اللعب الجماعي والتنظيم والعمل على المدى الطويل." ويعكس أسلوب سابيا المتواضع وطريقته شخصيته وحقيقة انه عمل كثيرا مساعدا لأسماء أكبر وشخصيات أكثر قوة. فقد سبق لسابيا العمل مساعدا لدانييل باساريلا عندما كان مدربا لمنتخب أوروجواي كما عمل في بارما الايطالي إلى جانب انضمامه للجهاز الفني للمنتخب الأرجنتيني في نهائيات كأس العالم في 1998. وتولى سابيا مسؤولية تدريب فريق للمرة الأولى في 2009 في استوديانتيس الأرجنتيني وقاد الفريق إلى الفوز بكأس ليبرتادرويس لأندية أمريكا الجنوبية وبعد ذلك بعامين تولى تدريب منتخب الأرجنتين الذي لم يحرز لقب بطولة أمريكا الجنوبية (كوباأمريكا) منذ 1993 ولم يتأهل لنهائي كأس العالم منذ 1990. وبدون لغط أو ضجة إعلامية قاد سابيا الفريق ليصبح على بعد انتصار واحد من الفوز باللقب العالمي للمرة الثالثة.