الشروق تتجول تحت غبار المحرقة وتقف على آثارها بعد انتظار دام ساعات، تحركت فرق الإسعاف والدفاع المدني وكل الآليات والجرافات التابعة لبلدية غزة نحو حي الشجاعية في أول دقيقة من الهدنة الإنسانية التي استمرت 12 ساعة فقط، بدأت من الثامنة صباحا وانتهت في الساعة الثامنة مساء. وقد سبقت قوات الاحتلال بداية الهدنة الإنسانية بمقتل 36 فلسطينيا في عدة غارات استمرتحتى الدقيقة الأخيرة قبل التهدئة، وأبرز ضحاياها مجزرة بحق عدة عائلات فرت إلى منزلوسط مدينة خانيونس، ما أدى إلى استشهاد 20 مواطنا معظمهم أطفال ونساء من عائلةالنجار وإصابة العشرات جراء قصف المدفعية الإسرائيلية. عندما دخلنا إلى الشجاعية وجدنا أن معالم المكان تغيّرت، لم نعرف بداية شوارع بغدادوالمنصورة المدمرة تماما، ولا بداية الحارات المدمرة من نهايتها، كثيرون من سكان الأحياءالمدمرة بأطنان المتفجرات ومئات القذائف لم يعرفوا مواقع منازلهم التي تحولت لأكوام منالحجارة المتجاورة. يشار إلى أن حي الشجاعية شرق مدينة غزة يسكنه نحو ألف فلسطيني، يتميز بالكثير منالحرف الصناعية المتوسطة النشطة، ويمتد الحي الكبير على مساحة أكثر من ثلاثة كممتراصة المباني التي تطل على السياج الفاصل، وحدود غزة مع الأراضي المحتلة. وأفاد وزير الأشغال العامة والسكن م. مفيد الحساينة، أن حصيلة حصر أضرار الوحداتالسكنية خلال العدوان الإسرائيلي على غزة جاءت على تدمير قرابة ألفي وحدة سكنية بشكلكامل. وأضاف مكتب الوزير الحساينة في تصريح صحفي وصل "الشروق" نسخة عنه، أن العدوانأدى إلى تدمير جزئي طال 22600 وحدة سكنية منها قرابة 1700 غير صالحة للسكن فيكل أنحاء قطاع غزة. المواطن "أبو محمد سكر" ترك منزله فجرا قبل عدة أيام مع أبنائه وأشقائه تحت لهيبالمدفعية وضوء الغارات ونيران الانفجارات لا يملك إلا ما تمكن من الإمساك بأصابع الأطفالوالنساء المرتجفة وباقي أيام عمره. تفقد المذهول منزله وورشته لإصلاح السيارات وهو يضرب كفا بكف، ويقول لا حول ولاقوة إلا بالله، وقال المكلوم بجدران طالما سترته: لم أتمكن من سداد باقي ديون بناء الطابقالثاني من منزلي حتى الآن، ولم أفرح باكتمال البناء(...) حسبنا الله ونعم الوكيل. المواطن "سكر" في الخمسينات من عمره وزع أسرته وأشقاءه على ثلاث أسر من الأقاربوالأصدقاء، وواصل حديثه البسيط والألم يعصر قبله دون أن تتمكن العين واللغة من التعبير: "لو بقيت ورشة تصليح السيارات ممكن أن نعود للعمل لتوفير قوتنا يومنا، لكن فقدنا مهنتناووسائلنا .. ولا يقدر على تعويضنا إلا الله". صور دمار كثير لتفاصيل كارثة حلت بأسر، هناك من فقد أسرته، أو من استشهد أقاربه،أومن جاء العدوان على بيته أو سيارته أو محله، وهناك من خسر مصنعه المتواضع الذيصمد في وجه الحصار، لكنه تحول لركام أمام العدوان. سيارات الإسعاف والدفاع المدني التي حاولت البحث عن بقايا الحياة وجدت ما يزيد عن 30جثمانا بينهم أطفال ونساء تحت الأنقاض من أصل 100 شهيد تحت البيوت المدمرة من فيكافة مناطق قطاع غزة ولا زال البحث جار. وتفيد إحصائيات وزارة الصحة بغزة أن عدد الشهداء الكلي ارتفع إلى قرابة 1000 شهيدنتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع. تجدر الإشارة إلى أن سبعة مسعفين استشهدوا وأصيب 26 آخرين منذ بداية العدوان رغموجود تنسيق من الصليب الأحمر لدخولهم لإنقاذ الضحايا في المناطق الحدودية. وخلال جولتنا بين ركام بيوت الشجاعية التي طالما خرج منها القادة والشهداء فلا يخلوعمود إنارة من صورة شهيد من مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية، وجدنا الزميل الصحفيمطر الزق من سكان الشجاعية ليخبرنا بأنه استقر مع عائلته في مدرسة اونروا في حي تلالهوا جنوب غرب مدينة غزة. وعبر لمراسل الشروق عن حجم التدمير، قائلا الشجاعية تحتاج لإعادة إعمار كامل، بعد ماحل بها من قصف متواصل على مدار أربعة أيام دون توقف استخدمت فيه المدفعية والدباباتوالطيران الحربي بكافة أشكاله. وعن ظروف الإيواء داخل مدارس المؤسسة الدولية "أونروا"، أوضح شهود عيان أنالظروف كارثية جراء انقطاع المياه والكهرباء المتكرر، وتقسيم العائلات إلى كل 50 فرداداخل كل فصل. وذكر الشهود أن بعض المؤسسات قدمت لهم وجبات إفطار فاسدة، دون توزيع مواز لعددالأفراد، وطالبوا بتكفل عاجل بهم من خلال توفير الحد الأدنى من ظروف الحياة وتوفير رعايةصحية أولية. يذكر أن قرابة 120 ألف نازح من المناطق الحدودية الشرقية والشمالية فروا لمدارسالأونروا والمدارس الحكومية والمساجد والمشافي، فضلا عن من لجأوا لأقاربهم وأصدقائهمفي أماكن بعيدة عن المناطق الحدودية، وينتاب الفارين من الدمار الخوف من تكرار مجزرةمدرسة الأونروا في بيت حانون شمال القطاع التي أدت إلى استشهاد 16 مواطنا وجرح200 آخرين، رغم تنسيق الصليب الأحمر لخروجهم من المدرسة الحدودية. بعد انتظار دام ساعات، تحركت فرق الإسعاف والدفاع المدني وكل الآليات والجرافات التابعة لبلدية غزة نحو حي الشجاعية في أول دقيقة من الهدنة الإنسانية التي استمرت 12 ساعة فقط، بدأت من الثامنة صباحا وانتهت في الساعة الثامنة مساء. وقد سبقت قوات الاحتلال بداية الهدنة الإنسانية بمقتل 36 فلسطينيا في عدة غارات استمرتحتى الدقيقة الأخيرة قبل التهدئة، وأبرز ضحاياها مجزرة بحق عدة عائلات فرت إلى منزلوسط مدينة خانيونس، ما أدى إلى استشهاد 20 مواطنا معظمهم أطفال ونساء من عائلةالنجار وإصابة العشرات جراء قصف المدفعية الإسرائيلية. عندما دخلنا إلى الشجاعية وجدنا أن معالم المكان تغيّرت، لم نعرف بداية شوارع بغدادوالمنصورة المدمرة تماما، ولا بداية الحارات المدمرة من نهايتها، كثيرون من سكان الأحياءالمدمرة بأطنان المتفجرات ومئات القذائف لم يعرفوا مواقع منازلهم التي تحولت لأكوام منالحجارة المتجاورة. يشار إلى أن حي الشجاعية شرق مدينة غزة يسكنه نحو ألف فلسطيني، يتميز بالكثير منالحرف الصناعية المتوسطة النشطة، ويمتد الحي الكبير على مساحة أكثر من ثلاثة كممتراصة المباني التي تطل على السياج الفاصل، وحدود غزة مع الأراضي المحتلة. وأفاد وزير الأشغال العامة والسكن م. مفيد الحساينة، أن حصيلة حصر أضرار الوحداتالسكنية خلال العدوان الإسرائيلي على غزة جاءت على تدمير قرابة ألفي وحدة سكنية بشكلكامل. وأضاف مكتب الوزير الحساينة في تصريح صحفي وصل "الشروق" نسخة عنه، أن العدوانأدى إلى تدمير جزئي طال 22600 وحدة سكنية منها قرابة 1700 غير صالحة للسكن فيكل أنحاء قطاع غزة. المواطن "أبو محمد سكر" ترك منزله فجرا قبل عدة أيام مع أبنائه وأشقائه تحت لهيبالمدفعية وضوء الغارات ونيران الانفجارات لا يملك إلا ما تمكن من الإمساك بأصابع الأطفالوالنساء المرتجفة وباقي أيام عمره. تفقد المذهول منزله وورشته لإصلاح السيارات وهو يضرب كفا بكف، ويقول لا حول ولاقوة إلا بالله، وقال المكلوم بجدران طالما سترته: لم أتمكن من سداد باقي ديون بناء الطابقالثاني من منزلي حتى الآن، ولم أفرح باكتمال البناء(...) حسبنا الله ونعم الوكيل. المواطن "سكر" في الخمسينات من عمره وزع أسرته وأشقاءه على ثلاث أسر من الأقاربوالأصدقاء، وواصل حديثه البسيط والألم يعصر قبله دون أن تتمكن العين واللغة من التعبير: "لو بقيت ورشة تصليح السيارات ممكن أن نعود للعمل لتوفير قوتنا يومنا، لكن فقدنا مهنتناووسائلنا .. ولا يقدر على تعويضنا إلا الله". صور دمار كثير لتفاصيل كارثة حلت بأسر، هناك من فقد أسرته، أو من استشهد أقاربه،أومن جاء العدوان على بيته أو سيارته أو محله، وهناك من خسر مصنعه المتواضع الذيصمد في وجه الحصار، لكنه تحول لركام أمام العدوان. سيارات الإسعاف والدفاع المدني التي حاولت البحث عن بقايا الحياة وجدت ما يزيد عن 30جثمانا بينهم أطفال ونساء تحت الأنقاض من أصل 100 شهيد تحت البيوت المدمرة من فيكافة مناطق قطاع غزة ولا زال البحث جار. وتفيد إحصائيات وزارة الصحة بغزة أن عدد الشهداء الكلي ارتفع إلى قرابة 1000 شهيدنتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع. تجدر الإشارة إلى أن سبعة مسعفين استشهدوا وأصيب 26 آخرين منذ بداية العدوان رغموجود تنسيق من الصليب الأحمر لدخولهم لإنقاذ الضحايا في المناطق الحدودية. وخلال جولتنا بين ركام بيوت الشجاعية التي طالما خرج منها القادة والشهداء فلا يخلوعمود إنارة من صورة شهيد من مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية، وجدنا الزميل الصحفيمطر الزق من سكان الشجاعية ليخبرنا بأنه استقر مع عائلته في مدرسة اونروا في حي تلالهوا جنوب غرب مدينة غزة. وعبر لمراسل الشروق عن حجم التدمير، قائلا الشجاعية تحتاج لإعادة إعمار كامل، بعد ماحل بها من قصف متواصل على مدار أربعة أيام دون توقف استخدمت فيه المدفعية والدباباتوالطيران الحربي بكافة أشكاله. وعن ظروف الإيواء داخل مدارس المؤسسة الدولية "أونروا"، أوضح شهود عيان أنالظروف كارثية جراء انقطاع المياه والكهرباء المتكرر، وتقسيم العائلات إلى كل 50 فرداداخل كل فصل. وذكر الشهود أن بعض المؤسسات قدمت لهم وجبات إفطار فاسدة، دون توزيع مواز لعددالأفراد، وطالبوا بتكفل عاجل بهم من خلال توفير الحد الأدنى من ظروف الحياة وتوفير رعايةصحية أولية. يذكر أن قرابة 120 ألف نازح من المناطق الحدودية الشرقية والشمالية فروا لمدارسالأونروا والمدارس الحكومية والمساجد والمشافي، فضلا عن من لجأوا لأقاربهم وأصدقائهمفي أماكن بعيدة عن المناطق الحدودية، وينتاب الفارين من الدمار الخوف من تكرار مجزرةمدرسة الأونروا في بيت حانون شمال القطاع التي أدت إلى استشهاد 16 مواطنا وجرح200 آخرين، رغم تنسيق الصليب الأحمر لخروجهم من المدرسة الحدودية.