لطالما سمعنا وتداول البعض من المثقفين منا بأن أيّ فاجعة تحل بالإنسان فوق طاقته فالفاعل الحقيقي هو الطبيعة.. أو "غضب الطبيعة" زعموا !... وليتهم تدبروا قوله تعالى : "وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت وأذنت لربها وحقت"، وقوله : "قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض"، ولذلك يجب على المسلمين أن يعلموا بأن هذه المقادير المؤلمة تكون اصطفاء ورحمة للمؤمنين فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول لله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله بعذاب من عنده فقلت يا رسول الله أما فيهم يومئذ أناس صالحون قال بلى، قلت كيف يضع بأولئك قال : يصبهم ما أصاب الناس، ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان)، وقد تكون هذه الزلازل رسالة لعباده لكي ينيبوا ويعودوا إلى الله، قال ابن القيم رحمه الله : "وقد يأذن الله سبحانه للأرض في بعض الأحيان فتحدث فيها الزلازل العظام فيحدث من ذلك الخوف والخشية والإنابة والإقلاع عن المعاصي والتضرع إلى الله سبحانه والندم كما قال بعض السلف وقد زلزلت الأرض (إن ربكم يستعتبكم) وقال عمر بن عبد العزيز (إن هذا الرجف شئ يعاتب الله عز وجل به عباده فتصدقوا واستغفروا)، وعليه فإن واجب المسلم في حال وقوع الزلازل أن لا يكون كمن ماتت قلوبهم فيقول (قد مس أباءنا الضراء والسراء) وأنها أحداث طبيعية بل عليه بكثرة الاستغفار والفزع إلى الله تعالى والرحمة على المساكين والصدقة عليهم والعطف لحالهم فالراحمون يرحمهم الله (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) وعليه الإنابة إلى الله وترك المعاصي والتوبة إليه والحث على تحكيم شريعته وكتابه ورفع راية الدين وتحقيق غايته ونصرة أوليائه .