بعد أربعة أشهر دون إنتصار في الديار، وضع وداد بن طلحة أمسية أول أمس حدا لإخفاقاته في ملعب براقي بعدما تجاوز عقبة ضيفه مولودية قسنطينة بنتيجة (2-1)، وبهذا الفوز الثمين الذي تحقق بفضل عزيمة أشبال ياحي التي صنعت الفارق أمام منافس لا يستهان بقوته يكون الوداد قد دعم حظوظه في ضمان البقاء بما أنه غادر ولو مؤقتا منطقة الخطر التي لازمها عدة أسابيع، بعدما ارتقى إلى المرتبة 14 بمجموع 33 نقطة وبفارق 6 نقاط عن ثاني المهددين بالسقوط أولمبي أرزيو. شوط أول كارثي وبالعودة إلى المواجهة أمام “الموك” ظهر أشبال ياحي بوجهين مختلفين، ففي المرحلة الأولى لم يقدم زملاء لزاريف ربع ما كان منتظرا منهم مقارنة بأهمية النقاط الثلاثة وكانوا تائهين، حيث غاب التركيز وكثرة الأخطاء، خاصة في الدفاع والوسط، ما سمح للزوار بافتتاح التهديف في (د20) إثر خطأ فادح من الحارس بوفريط، وهو الهدف الذي بقدر ما زرع الثقة في المنافس، بقدر ما سرب الشك إلى نفوس أشبال المدرب ياحي الذي كان غاضبا ولم يجد تفسيرا لتواضع أداء عناصره. “الموك سلكت من طزينة” وفي الوقت الذي كان الأنصار متخوّفين من تضييع النقاط الثلاثة، خالف أشبال ياحي كل التوقعات في الشوط الثاني الذي أمتع فيه زملاء لزاريف الأنصار بعروضهم الجماعية التي سمحت لهم بقلب الموازين في ظرف 25 دقيقة، بعدما حوّلوا إنهزامهم إلى فوز بثنائية من تسجيل شيخي وشراڤة في (د49) و(د70)، وهي النتيجة التي كادت تكون أثقل لو استغل شابي ورابطة الفرص التي أتيحت لهم. الأنصار تفاجأوا بإرادة اللاعبين وتبقى الإرادة التي تحلّى بها عناصر الوداد في المرحلة الثانية مميزة، بما أنها جعلت الأنصار الذين لبوا النداء يتفاجأون ويتساءلون عن سبب غياب الرغبة في الفوز فترة طويلة، حيث ظل الأنصار يُشاهدون اللاعبين ٍلأسابيع عديدة يلعبون “فوق القلب” كأن مصير الفريق لا يعنيهم شيخي رجل اللقاء ولزاريف “مايسترو” وبعدما كان وراء التعادل الثمين الذي عاد به الفريق في الجولة السابقة أمام أولمبي أرزيو، أكد إسلام شيخي إستفاقته وعودته إلى مستواه الذي عُرف به الموسم الماضي بألوان إتحاد حجوط، إذ فضلا عن توقيعه هدف التعادل أمام “الموك” في وقت حساس (د49)، فإن وسط الميدان السابق ل “مارينڤو” يستحق العلامة الكاملة وكان رجل اللقاء دون منازع، بفضل أدائه الرائع إلى جانب لزاريف الذي يؤكد بمرور الجولات أنه صانع الألعاب الأول في الوداد. شراڤة يواصل التألق وإلى جانب شيخي، فإن صلاح الدين شراڤة إستطاع أن يلفت إليه الأنظار في وسط الميدان وواصل تألقه بألوان الوداد في أول موسم له مع الأكابر، حيث كان للاعب السابق لأواسط إتحاد الحراش دور مميز في الفوز المحقق، باسترجاعه العديد من الكرات في الوسط ناهيك عن توقيعه هدف الفوز الرائع بتسديدة قوية من بعد 25 مترا سكنت الزاوية 90 لمرمى حارس” الموك”. عودة رابطة كانت موفقة إلى جانب حمل لزاريف شارة القيادة لأول مرة هذا الموسم مكان دغماني المعاقب، عرفت مواجهة “الموك” عودة هدّاف الوداد شريف رابطة الذي حتى وإن فشل في التهديف، إلاّ أن إبن البليدة أدى مباراة في المستوى وكان سما في دفاع “الموك” بفضل تحركاته ومراوغاته. يذكر أن رابطة غاب عن المواجهتين أمام سكيكدة وأرزيو بفعل العقوبة التي كانت مسلطة عليه، وهو الغياب الذي أثر في أداء هجوم الوداد.