يقول الدكتور عبد الله العماري... واجه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أشد أنواع القمع والتطرف في المعاملة من قريش، لكنه مع ذلك لم يواجه القسوة بالقسوة والتطرف بتطرف أشد، بل واجههم بالأداة التي ندعو إلى استخدامها واستثمارها الاستثمار الأمثل اليوم في مواجهات التطرف في كافة مجالات الحياة المتنوعة، الدينية والسياسية والفكرية وغيرها.. جادلهم بالتي هي أحسن كما في القرآن الكريم.. الجدال بالحسنى أو الحوار، أداة ناجعة نافعة ولا غيرها من أدوات قد تجدي نفعاً إن أخذنا بالاعتبار التخطيط بعيد المدى.. الحوار هو السبيل الأوحد والأمثل للتعامل مع أي حالة تطرف وفي أي مجال يكون.. حين يتم تسفيه الرأي ويتم تجاهل الحقوق ويتم تحقير الآخرين، فإن كل تلك المعاملات هي بمثابة وقود للتطرف السياسي مثلاً.. وحين يتم تجاهل متطلبات النفس البشرية الفطرية سواء من قبل المرأة للرجل مثلاً أو العكس فإنه يحدث التطرف في إشباع الغرائز، وحين يتم تسفيه المراهق وعدم الجلوس إليه والاستماع إلى ما بنفسه من مشاعر فإنه يتطرف ويحطم التعليمات والأوامر الأسرية.. وهكذا الحياة مليئة بالنماذج الشبيهة وكلنا يعرفها. إن الحوار هو الأداة الأسلم لتجنب كثير من المشكلات، وما الحاصل الآن في مواقع كثيرة من العالم العربي إلا نتيجة غياب أو تغييب واضح لهذه الأداة المهمة الراقية في حياة البشر.. الأداة التي توصل إلى معرفة أهميتها العالم الغربي منذ أكثر من خمسين عاماً.