الاشتباه في تحويل العائدات إلى بعض الأطراف المتحاربة عادت بقوة في الفترة الأخيرة وبشكل ملفت للانتباه ظاهرة استغلال اللاجئين السوريين بتڤرت في ولاية ورڤلة، سواء في التسول عند المساجد والعمالة بغية تحقيق الربح السريع بذات المنطقة، بل في حالات وصل الأمر إلى احتراف البغاء، وهي نشاطات تديرها شبكات مجهولة العدد والهوية، وقد أشارت بعض التحقيقات إلى أن من يقود هذه الشبكات سوريون وجزائريون، حيث يتم نقل اللاجئين السوريين بواسطة سيارات خاصة وفي أوقات محددة. أضحى اللاجئون السوريون يستغلون من طرف أشخاص مجهولين لاستعمالهم في التسول أمام مساجد المنطقة، المقاهي والأماكن العمومية، بهدف تحقيق الربح السريع على حساب هؤلاء اللاجئين هروبا من ويلات الحرب فوجدوا أنفسهم في قبضة هذه العصابة التي تستغلهم لتحقيق أهدافها، فضلا عن استغلال الشباب وكبار السن في بيع التذكارات، وما زاد من حدة المشكل استعمال الفتيات الصغيرات والمراهقات تحديدا في الدعارة، حسب ما أفادت به مصادر متابعة للموضوع. والأخطر في الموضوع، أن بعض اللاجئين أكدوا ل"الشروق" أنهم مجبرون على التسول من طرف سوريين آخرين تحت التهديد، مما يدفعهم إلى تنفيذ أوامرهم خوفا على حياتهم، وهو ما أثبتته التقارير الأمنية والتي تمكنت من تفكيك شبكات مختصة في تجنيد وتحويل الأموال نحو القوى المتناحرة في سوريا، وحسب تصريح بعض المواطنين بالمنطقة ذاتها ل"الشروق" فإنهم مستاءون من الأمر، مشيرين إلى أن عملية استغلال السوريين لا تمت للمنطقة بصلة ولا لأخلاق سكانها، مطالبين السلطات المعنية بالتحرك العاجل من أجل كشف خيوط من يقف وراء هذه الشبكات. وأكد أحد اللاجئين أنه يتنقل في أحياء وادي ريغ للتسول وطلب المساعدة رفقة صديقه الجندي السابق في جيش الأسد لسد رمق العيش، وبعد أن يدركه الليل يضطر إلى المبيت في أحد الفنادق بالمنطقة ذاتها رفقة عدد كبير من المهاجرين وبمبالغ مالية مضاعفة مقارنة بسكان الجهة، ونفس الحال أكدته إحدى العجائز التي التقيناها، حيث صرحت أنها تقيم في فندق مقابل 2500 دج للغرفة لليلة واحدة، وهو ما يعني مبلغ 75 ألف دج للشهر في فندق لا تفوق أسعاره في أحسن الأحوال 700 دج لليلة الواحدة. كما يعمد سماسرة العقار بالمنطقة ذاتها إلى تأجير منازل للمهاجرين السوريين بمبالغ مالية تفوق 10 آلاف دج، ويتم إجبارهم على الدفع لمدة تتراوح ما بين 06 أشهر وسنة مسبقا.