رغم أن الجزائريين لا ينتظرون أية مناسبة دينية أو احتفالية هذه الأيام، أو حتى خلال الأسابيع القادمة، إلا أن أسعار اللحوم البيضاء كالدجاج والديك الرومي، عرفت قفزة كبيرة، حيث عادت إلى الارتفاع من جديد، دون أن يدرك العديد من المواطنين السبب وراء ذلك، خصوصا وأنهم معتادون على ارتفاع أسعار اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء مع اقتراب المناسبات، التي يوليها الجزائريون اهتماما خاصا، ويحرصون على تحضير كافة طقوس إحيائها، بدءا من الأكلات التقليدية التي لا تحضر إلا خلالها، كمحرم وعاشوراء والمولد النبوي الشريف، وغيرها من المناسبات الاجتماعية والدينية، التي يحرص الجزائريون على إحيائها، وألفوا ارتفاع أسعار المواد التي يحتاجون إليها، في هذه المناسبات بالذات منذ فترات طويلة، نظرا لجشع بعض التجار، ورغبتهم في الربح السريع، واستغلال مثل هذه الاحتفالات لزيادة مداخليهم على حساب المواطن الجزائري البسيط. وقد كانت أسعار الدجاج خلال الأيام التي سبقت المولد النبوي الشريف، لا تتجاوز ال190 دج، إلا أنها قفزت حاليا إلى 280 دج، ووصلت في بعض المحلات إلى نحو 310 دج، الأمر الذي استغرب له الكثير من المواطنين، سيما وان كثيرا منهم عجز عن اقتناء دجاجة متوسطة الحجم، لان سعر اقلها تجاوز، ال500 دج، أما الأقل من ذلك، فلا يمكن إطلاق اسم الدجاجة عليها، لان حجمها اقرب إلى حجم الحمام منه إلى حجم الدجاج. وبأغلب محلات بيع البيض والدجاج المنتشرة في الأسواق والأحياء المختلفة، فان أسعار الدجاج هي نفسها، حيث بقيت على ارتفاعها منذ أيام، فيما ارجع الكثير من الباعة في ردهم عن تساؤلاتنا السبب إلى ارتفاع أسعارها لدى باعة الجملة، الذين قالوا أنهم الوحيدون المتحكمون في الأسعار حاليا. وعرضت محلات متخصصة في بيع الدجاج، دجاجات صغيرة الحجم، لا يتجاوز وزنها الكيلوغرام الواحد، بأسعار مرتفعة جدا، وصلت إلى 250 دج للدجاجة الواحدة، فيما كانت معروضة قبل ذلك، بأسعار تقل عن 150 دج للواحدة، قبل أن تعود حمى الارتفاع الجنوني لتصيب اللحوم البيضاء من جديد. كما لم تشذ أسعار الديك الرومي عن القاعدة، حيث بلغ سعر شرائح الديك الرومي المعروف بالسكالوب" ارتفاعا جنونيا هي أيضا، بحيث وصلت أثمانها إلى ما يقارب ال560 دج، للكيلوغرام، ما دفع بالمواطنين إلى شراء كميات قليلة منهم، حسب القدرة الشرائية لكل مواطن. ارتفاع الأسعار لم يقتصر على لحوم الدجاج فحسب، وإنما امتد ليشمل باقي مستلزماتها الأخرى، كالأحشاء مثلا، بحيث قفزت هذه الأخيرة، إلى حوالي 240 دج للكيلوغرام الواحد، وهو ما انعكس أيضا على أسعار الدجاج لدى المطاعم و المحلات المتخصصة في بيع الدجاج، ففي القوت الذي لم تكن الدجاجة المحمرة الواحدة تتجاوز ال450 دج، وصلت إلى حدود ال500 وال600 دج، في بعض المطاعم، دون أن يجد المواطنون تفسيرا واحدا مقنعا، في الوقت الذي تبذل فيه الدولة جهودها للتحكم بأسعار مختلف المواد الاستهلاكية و الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن الجزائري، حيث أبدى الكثيرون استياءهم، من هذه الفوضى، والتلاعب في الأسعار.