مصالح الدرك مشطت حي الهيشة وفتحت تحقيقا كشفت مصادر مؤكدة ل"الشروق" أن مصالح الدرك الوطني بمنطقة حاسي مسعود البترولية في ولاية ورڤلة، تجرى تحقيقات معمقة، بشأن ما اعتبر محاولة "إسقاط" طائرة ركاب من نوع بوينغ 763 تابعة للخطوط الجوية الجزائرية على متنها أزيد من 100مسافر الجمعة الأخير، تعرضت للتشويش من طرف مجهولين عن طريق جهاز ليزر متطور. وذكرت نفس المصادر أن الطائرة التي كان على متنها مسافرون قادمة من مطار هواري بومدين الدولي بالعاصمة، نحو مطار كريم بلقسام الدولي بحاسي مسعود، تلقى قائدها أثناء التحليق المنخفض للهبوط بنفس المدرج في حدود الساعة العاشرة ليلا، إشارات تشويش مركزة عبر جهاز آلة "لليزر" شديد القوة وجهت بشكل متكرر نحو الجهة الأمامية لقمرة الطائرة، مما صعب الرؤية على قائدها ورفض الهبوط في الأول، كما قام بتبليغ برج المراقبة بالخطورة وإعلان حالة استنفار بالمطار المذكور دون علم الركاب، قبل أن يتراجع ويحط بالمدرج، عقب التأكد من توقيف التوشويش. وكان برج المراقبة بذات المطار، قد تلقى في العاشرة ليلا محادثة من طرف طاقم الطائرة تفيد بوجود تشويش خطير عبر جهاز "الليزر"، وقد يكون شبيها بالذي يستعمل في الملاعب، لكنه قوي جدا في خطوة للتأثير على رؤية قائد الطائرة ومساعده، مما جعلهما يعلنان الطوارئ والتريث في الهبوط لفترة معينة إلى غاية التوقف النهائي لمصدر الإزعاج، ومنه تبليغ المصالح المختصة بالحادثة الغريبة. وهرعت مصالح الدرك الوطني بحاسي مسعود ليلة الجمعة إلى السبت إلى تطويق المطار والمناطق المحاذية له قصد توقيف الفاعلين، ناهيك عن محاصرة حي "الهيشة" القريب من الميناء وتمشيطه لتوقيف حامل الجهاز أو من معه، غير أنه لم يتم العثور عليهم إلى غاية اليوم، بينما لازالت التحقيقات الأمنية متواصلة. وذكرت مصادر "الشروق" أن فرقة الدرك الوطني بحاسي مسعود وجميع المصالح المعنية بالمطار، أشعرت الجهات الوصية بالحادثة على الفور. ومعلوم أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها التشويش على طواقم الطائرات أثناء هبوطها على مسافات قريبة، حسب تقارير داخلية، حيث عرفت مطارات ورڤلة وعنابة وعين أمناس بإيلزي الشهور الأخيرة حوادث مماثلة مصدرها نفس جهاز "الليزر"، ولم تتخذ أي إجراءات وقائية للحد من هذه الظاهرة الجديدة. يذكر أن الجهاز المذكور، ورغم خطورته، أضحى متداولا بين الشباب وبمختلف الأحجام ودرجات التركيز، وهو يصيب العينين بالضبابية وسوء الرؤية.