تجرد أب مصري من إنسانيته، وتحول إلى جلاد لا يرحم، وقام بتعذيب أطفاله الثلاثة، تعدى عليهم بالضرب المبرح وأطفأ السجائر فى أجسادهم، بلا ذنب اقترفوه، كل ما فى الأمر أن الأم انفصلت عن الأب بعد أن تحملت استهتاره سنوات. «أنجبت من عمر 3 أطفال، عماد (9 سنوات) ومحمد (7 سنوات)، وعبدالرحمن (6 سنوات)، وانفصلت عنه بعد زواج 5 سنوات، لأنه كان دائم الوجود خارج البيت ولم يتحمل المسئولية بالإنفاق على منزله أو تربية الأولاد»، هكذا بدأت الأم «مى العليدى» تقص مأساتها ل«الوطن». «حكمت لى المحكمة بنفقة ألف جنيه، رغم أن دخله كبير، لأنه يعمل فى شركة بترول ويقطن بالقاهرة، فلم يلتزم بدفع النفقة وتحملت رعاية الأطفال مع والدى، الضابط بالمعاش، زادت الأعباء ولم أعد أتحمل، فقررت أن أعطى الأطفال لوالدهم وأرسلتهم له بمحضر رسمى فاستمروا معه شهراً واحداً». «مش عايز أشوف بابا تانى، أنا بكرهه، مفيش أب يعمل كده فى أولاده»، قالها «محمد»، الذى فقد عينه إثر إصابته بمرض السرطان، أما «عبدالرحمن» فقال باكياً: «بابا كان بيضربنى بسلك الكهربا، وكان بيحرق جسمى بالسجاير ويحبسنى داخل حجرة ضلمة، وإذا نمت يصحينى بالضرب». «كنت أكدب على بابا لما إخواتى يعملوا حاجة تزعله من غير قصد، وأقول أنا عملت كده عشان يضربنى مكانهم وأرحمهم من العذاب، وخصوصاً محمد اللي مريض بالسرطان، قالها «عماد»، الابن الأكبر، أما الأم فاكتشفت المأساة عندما «نزلت القاهرة، فحررت المحضر رقم 45 أحوال شخصية بقسم الزهور ببورسعيد».