نشرت : أخبار اليوم الجزائرية الأحد 19 أبريل 2015 11:11 لأن الجهةَ المكانُ من الأشياء النِّسْبِيَّة الحادثة، بمعنى أننا حتى نصف شيئًا بجهة معينة يقتضي أن تكون هذه الجهة بالنسبة إلى شيء آخر، فإذا قلنا مثلا: السماء في جهة الفوق، فستكون جهة الفوقية بالنسبة للبشر، وجهة السفل بالنسبة للسماء التي تعلوها وهكذا، وطالما أن الجهة نسبية وحادثة فهي لا تليق به، فالله عز وجل ليس كمثله شيء، كما أخبر سبحانه عن نفسه في كتابه العزيز حيث قال تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}..[الشورى: 11]. ولا ينبغي للإنسان أن يتطرق ذهنه إلى التفكر في ذات الله سبحانه وتعالى بما يقتضي الهيئة والصورة، فهذا خطر كبير يفضي إلى تشبيه الله سبحانه وتعالى بخلقه، فيجب علينا أن نتفكر في دلائل قدرته سبحانه وآيات عظمته فنزداد إيمانا به سبحانه وتعالى. ويجب على المسلم أن يؤمن بأن الله سبحانه وتعالى واجب الوجود، ومعنى كونه تعالى واجب الوجود: أنه لا يجوز عليه العدم، فلا يقبل العدم لا أزلا ولا أبدا، وأن وجوده ذاتي ليس لعلة، بمعنى أنَّ الغير ليس مؤثرًا في وجوده تعالى. فلا يعقل أن يؤثر الزمان والمكان في وجوده وصفاته. والمسلمون يؤمنون بأن الله سبحانه وتعالى قديم، أي: إنهم يثبتون صفة القدم، وهو القدم الذاتي ويعني عدم افتتاح الوجود، أو هو عدم الأولية للوجود، وهو ما استفيد من كتاب الله في قوله: {هُوَ الْأَوَّلُ}..[الحديد: 3]. وقوله صلى الله عليه وسلم: ((أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ)) [أخرجه مسلم في صحيحه]. فصفة القدم تنفي أن يكون وجوده مسبوقا بالعدم أو بوجود شيء قبله، لذا فهي تسلب معنى تقدم الخلق عليه.