نشرت : الخميس 15 أكتوبر 2015 19:20 و لم نشاهد الكثير إلا في آخر ربع ساعة من اللقاء عندما تحركت ولو بحركية بطيئة آلة المنتخب، على الرغم من الفوز إلا أن لا أحد خرج مقتنعا بالآداء و المستوى، كما غابت مرة ثانية شخصية المنتخب، و لم نعرف أي خطة لعب بها الفريق، ولولا مجهود فردي قام به ياسين براهيمي الذي يحسب له الفوز، لما فاز "الخضر" الذين وجدوا صعوبات كبيرة في بناء اللعب، و حتى في استخلاص الكرة و التوجه بها إلى مرمى منتخب "أسود الترانغا" الفريق الذي خلق فرصا سانحة للتهديف بقوة لاعبيه البدنية، في الوقت الذي كان فيه هجوم "الخضر" نائما. لا خطة ولا شيء ولم نستفد في اللقاءين إلا من تسرب الشك إذا كان المدرب يتكلم عن خطة 4/4/2 التي يحبها حد التقديس، فلا أحد شاهد هذه الخطة على أرضية الميدان، في غياب الانضباط التكتيكي ووقوف الفرنسي متفرجا على ما يحدث، و قد كان محرز يتخلى عن جهته اليسرى و يدخل إلى محور وسط الميدان و هذا ما تكرر ثانية بعد لقاء غينيا. أما فغولي الذي لم يظهر تماما فقد كان يعود إلى الدفاع، وإذا وصلته الكرة في منطقة المنتخب السنغال فإنه يضيعها بتمريرة خاطئة، ولم يتمكن لاعبو المنتخب في الكثير من المرات من تبادل الكرات 3 مرات فيما بينهما، وهكذا فإن المنتخب الوطني بعد هزيمته أمام غينيا التي كشفت كل العيوب، والمردود المتواضع الذي قدّمه في لقاء السنغال كانت استفادته الوحيدة من اللقاءين هي تسرب الشّك إلى نفوس الجمهور، طاقم فني ولاعبين ومناصرين و حتى إدارة المنتخب قبل موعد هام جداً. الهوية الهجومية ضاعت وكرة واحدة مؤطرة دون احتساب الهدف الأدهى من كل هذا هو أن الهوية الهجومية ضاعت كلية، فبعد أن اكتفى المنتخب الوطني ب 5 دقائق أمام غينيا وفرص هجومية قليلة جدا، وجد اللاعبون صعوبات أكبر في التوغل سهرة أول أمس، و لم نشاهد فرصا حقيقية، باستثناء كرة شاردة ارتطمت بقدم بونجاح و اتجهت إلى مرمى السنغال، و بالتالي لم تكن هناك أي كرة مؤطرة باستثناء الهدف. والأمر يستحق التوقف لأن المنتخب الوطني الذي كان آلة هجومية، لم يعد قادرا على البناء، و لم تعد الكرات تصل إلى المهاجمين و أصبح المدافعون يفرضون نسقهم على لاعبي "الخضر" في ظل العزلة التي وجدها سليماني و سوداني في اللقاء الأول و كذلك بونجاح في اللقاء الثاني، و كما أشرنا إليه لولا الجهد الفردي لبراهيمي لانتهت المباراة بالتعادل السلبي، و لغاب "الخضر" عن التهديف. من لا يراوغ في فريقه يأتي لينفس عن حرمانه في المنتخب يبدو أن صرامة بعض المدربين مع لاعبيهم في أنديتهم، أصبحت هاجسا بالنسبة لبعض عناصرنا الوطنية لأن هؤلاء ينفسون عن أنفسهم مع المنتخب الوطني، بمراوغات زائدة ولا معنى لها، سواء من فغولي أو براهيمي أو محرز، أو مسلوب و غيرهم، بل الجميع كانوا يفعلون الشيء نفسه و بالتالي غاب الآداء الحقيقي للمنتخب، لأن من كان يكسر الهجمات أكثر من يبني و من يبني، يحتفظ بالكرة، و الكرات لم تكن تصل.هكذا طرق بعض اللاعبين و معهم المدرب ناقوس الخطر في الوقت غير المناسب قبل مباراة تنزانيا لحساب الدور الثاني من تصفيات كأس العالم موازاة مع ما حصل من مهزلة في نهاية اللقاء بتشابك الآن تنزانيا اصبحت مرعبة بسبب لاعبين يتوهمون أنهم نجوم بسبب "نية" المدرب الذي تنفلت الأمور من بين يديه وهو لا يدري، و بسبب لاعبين يتوهمون أنهم أكبر من المنتخب أصبح منتخب تنزانيا مرعبا بالنسبة للمنتخب الوطني، مع أنه يحتل المرتبة 136 في تصنيف "الفيفا"، و ذلك لأن اللاعبين باتوا غير قادرين على بناء اللعب، بسبب الفوضى التكتيكية وعدم تدخل المدرب، و غياب النسق و السرعة الكافية و الانطلاق السريع نحو الأمام، فضلا عن الأنانية المبالغ فيها في الاحتفاظ بالكرة في غياب الإنضباط التكتيكي من جهة و الرادع من جهة ثانية.