واصل وداد تلمسان إهدار النقاط داخل قواعده عقب تعادله إيجابيا عشية أول أمس أمام شبيبة بجاية، في اللقاء الذي جمعهما بالعقيد لطفي برسم الجولة ال 20... حدث هذا في وقت كان ينتظر انتفاضة بوجقجي وزملائه وطرد النحس الذي يلازمهم داخل الديار، لكن جرت الرياح بما لا تشتهيه السفن، وسجّل الوداد تعادلا آخر جعله في المنطقة الحمراء ومهدّدا بمغادرة القسم الأول. النتيجة كانت منتظرة بعد المشاكل الأخيرة وكانت هذه النتيجة منتظرة من قبل الكثير في تلمسان خاصة بعد الأسبوع الصعب الذي مرّ به الفريق عقب خسارته المذلة في سعيدة وبعدها أمام تيموشنت، إضافة إلى الوضعية النفسية للاعبين، الذين وإن عادت الأمور لنصابها عقب الاجتماع الذي جمعهم بالرئيس يحلى الجمعة الماضي، إلا أن الملاحظ من خلال أطوار المباراة هو أن التأثر كان باديا على اللاعبين رغم المجهودات التي بذلوها ورغبتهم في تحقيق الفوز الذي يسمح لهم بالتنفس قليلا، لكن وجدوا أمامهم منافسا قويا ومنظم الصفوف. الإرادة لم تكن كافية أمام منافس قوي ورغم الإرادة القوية والعزيمة التي كانت تحدو لاعبي الوداد في تحقيق الفوز والظفر بالنقاط الثلاث التي تبقيهم في سباق نحو ضمان البقاء، إلا أن ذلك لم يكن كافيا رغم الفرص المتاحة أمام منافس قوي ومنظم كما يجب فوق المستطيل الأخضر، عرف كيف يسير اللقاء بذكاء ويعقد مهمّة أبناء عاصمة الثقافة الإسلامية في تحقيق مبتغاهم، بل وأكثر من هذا كان قادرا على العودة بالزاد كاملا، بالنظر للسيطرة التي فرضوها خاصة في المرحلة الثانية. الوضعية أصبحت صعبة وبالنظر للنتيجة التي انتهت عليها المباراة، يمكن القول إن وضعية الوداد ازدادت تعقيدا أكثر من أي وقت مضى، حيث أصبح أكبر المهدّدين بالسقوط للقسم الثاني بالنظر للفرق الأخرى التي تنافسه وكذا نوعية اللقاءات التي تنتظره قبل 10 جولات من نهاية الموسم، رغم أن الحظوظ قائمة لكن شريطة الفوز بكامل اللقاءات داخل الديار والعودة بستّ نقاط من الخارج تكون كافية لتحقيق الهدف، وهو أمر يتطلب تضحيات كبيرة. فوز عنابة، تعادل العلمة، الخروبوالبليدة زاد الأمور تعقيدا وما زاد المهمة تعقيدا وأكثر صعوبة هو أن نتائج الجولة ال 20 لم تكن في صالح الوداد بالمرّة، بعد فوز عنابة أمام سعيدة التي رفعت رصيدها إلى 23 نقطة، في وقت عاد الخروب، العلمةوالبليدة بالتعادل الإيجابي من تنقلهم إلى بلوزداد، وهرانوسطيف على التوالي، مدعّمين رصيدهم بنقطة سيكون لها أثرها الإيجابي في بقية المنافسة، أما اتحاد العاصمة فتعادله كان مفيدا باعتبار أنه يفصله نقطة واحدة عن تلمسان. شوط أول مقبول وجاء أداء التشكيلة التلمسانية خلال المرحلة الأولى مقبولا رغم أن البداية كانت للزوار الذين أرادوا مغالطة الوداد، إلا أن ذلك لم يدم طويلا بعد أن عاد الفريق وبقوة حيث تحكم في زمام الأمور جيّدا ما مكنه من خلق العديد من الفرص السانحة للتسجيل كلّلت إحداها بهدف التقدّم عن طريق سامر. وكان بإمكان بلغري وزملائه إضافة أهداف أخرى لولا التسرّع وقلة التركيز في بعض الأحيان، قبل أن تتلقى شباكهم هدف التعادل قبيل نهاية المرحلة الأولى بأربع دقائق، بعد سوء مراقبة ل مقاتلي الذي وجد نفسه حرّا واضعا الكرة في الشباك. أداء هزيل وتراجع كلي في المرحلة الثانية وعكس المرحلة الأولى التي أظهر فيها الوداد وجها مقبولا، تراجع أداؤهم في المرحلة الثانية التي شهدت سيطرة بالطول والعرض للبجاويين طيلة ال 45 دقيقة، في وقت اعتمد أشبال عمراني على اللعب الطويل والهجمات المعاكسة السريعة التي لم تكن خطيرة بالمرّة أمام التنظيم الجيّد لمعيزة وزملائه، بل عاش جميلي لحظات صعبة وأنقذ مرماه من أهداف محققة، في الوقت الذي سجلنا فرصة واحدة حقيقية للوداد عن طريق رأسية بشيري التي أخرجها الدفاع والحارس شويح من خط المرمى. آه.. لو سجّل بشيري الهدف الثاني رغم أن الوداد كان خارج الإطار تماما في المرحلة الثانية فاتحا المجال لمنافسه شبيبة بجاية للعب، إلا أن اللقطة التي تأسف عليها الجميع سواء الأنصار، الطاقم الفني أو المسيّرين، هي تلك التي أتيحت للمدافع المحوري بشيري في الوقت بدل الضائع، عقب تنفيذ بولحية ركنية ورأسيته التي أخرجها الحارس شويح من خط المرمى، حارما الوداد من فوز كان أقرب. الوداد ينجو من الهزيمة وعمراني مطالب بإيجاد الوصفة ويعتبر التعادل الذي سجله الوداد فوق أرضية ميدانه أمام شبيبة بجاية أول أمس بمثابة الخسارة، باعتبار أن الوداد كان بحاجة ماسة إلى النقاط الثلاث التي ترفع رصيده وتخرجه نسبيا من دائرة الحسابات، لكن التعثر هذا يدفع الجميع إلى مراجعة كافة الأمور وعلى مستوى الخطوط الثلاثة، وإيجاد الوصفة المناسبة قبل 10 جولات من نهاية الموسم، وإلا ستكون الكارثة وهو ما لا يتنماه الأنصار. رابع تعادل داخل الديار ويعدّ هذا التعادل الرابع للوداد هذا الموسم بعد الأول أمام الحراش منافس الوداد في الجولة المقبلة، البليدة، سطيف، والذي يضاف إلى الإنهزامات الثلاثة المسجّلة أمام سعيدة، “لياسما“ ومولودية الجزائر في الذهاب، ما يعني أن الفريق الأزرق ضيّع 17 نقطة كاملة داخل قواعده. الوسط غائب تماما والهجوم بعيد عن المستوى إضافة إلى التعادل المسجل الذي لم يرض الوداد أكثر بما أنه عقد مهمته في مؤخرة الترتيب وأدخله دائرة الحسابات، سجلنا غياب تام لخط الوسط الذي لم يقم بدوره المعتاد، بدليل المساحات الشاغرة التي استغلّها المنافس الذي استحوذ على هذه المنطقة الحساسة وبها بسط سيطرته، في وقت كان الهجوم بعيدا عن المستوى رغم محاولات “أندري“ الذي لعب كمهاجم رواق رغم أنه يفضّل اللعب كمهاجم صريح، وبوجقجي الذي كان بعيدا أمام الرقابة التي فرضها مدافعو بجاية. بجاية تؤكّد أنها “الشبح الأسود“ للوداد مرّة أخرى أكد فريق شبيبة بجاية أنه “الشبح الأسود“ للوداد وأنه يحسن التفاوض كلما حلّ بتلمسان خلال السنوات الثماني الأخيرة، بدليل النتائج التي عاد بها آخرها التعادل المسجّل أول أمس، والذي عقد مأمورية الزيانيين في مؤخرة الترتيب. لتتواصل بذلك العقدة على الرغم من أن الوداد كان عاد بالزاد كاملا من ملعب الوحدة المغاربية في لقاء الذهاب بعد هدف حاجي في د77، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لطرد النحس داخل أسوار العقيد لطفي. الأنصار لم يتحمّلوا النتيجة وشتموا اللاعبين رغم قلت حضورهم في المدرجات بمناسبة لقاء بجاية أول أمس، في أضعف حضور جماهيري هذا الموسم، إلا أن ذلك لم يمنع الأعداد القليلة من التنقل إلى الملعب والوقوف إلى جانب فريقهم الذي ساندوه طيلة أطوار التسعين دقيقة، حتى يحقق الفوز ويتمكن من التنفس قليلا، لكن ذلك لم يحدث ما جعل تشجيعاتهم تتحوّل في النهاية إلى وابل من السب والشتم، حيث صبوا جامّ غضبهم على اللاعبين، وهو ما من شانه أن يزيد الضغط على الفريق في المواعيد المقبلة. اللاعبون ضيّعوا خمسة ملايين ضيّع لاعبو وداد تلمسان فرصة تلقيهم منحة مغرية كانت إدارة الفريق وعدتهم بها في حالة تسجيلهم الفوز أمام بجاية قدرت ب 5 ملايين سنتيم، قصد تشجيعهم وحثهم على بذل مجهودات مضاعفة ورفع معنوياتهم، لكن الفريق تعادل وبالتالي ضيع اللاعبون المنحة والأكثر من ذلك تعقدت مأموريتهم في المؤخرة. سامر يوقع ثاني أهدافه بتسجيله هدف التقدّم لفريقه في الدقيقة 21 من المرحلة الأولى والذي لم يكن كافيا لتحقيق النقاط الثلاث، تمكن المستقدم الجديد سامر عبد الحكيم من توقيع ثاني أهدافه مع الوداد منذ انضمامه خلال مرحلة الانتقالات الشتوية قادما من اتحاد خنشلة، بعد الهدف الأول الذي سجله أمام وفاق سطيف في الجولة الثانية، على الرغم من أن مستواه لم يكن كبيرا. بولحية مكانته ب “السيڤار“ودخول رابطة كان متأخّرا والملاحظ من خلال اللقاء وما يجب استخلاصه، هو أن بولحية مكانته ب “السيڤار“ مع التشكيلة الأساسية، حيث أن تواجده كان سيضيف الكثير خاصة على مستوى خط الوسط الذي كان غائبا تماما ولم يقدّم دوره المعتاد، في حين أن دخول رابطة جاء متأخّرا بالنظر لمجريات اللقاء، وإقحامه كان منتظرا بداية المرحلة الثانية بالنظر لسرعته الكبيرة وقدرته على التوغل داخل منطقة العمليات واحتفاظه بالكرة التي كان بمقدوره صناعة الفرق وإرهاق مدافعي المنافس. أما عن عدم إقحام بوسحابة فيبقى غير مفهوم بالمرّة، خاصة إذا علمنا أن فنياته ولعبه الفردي كان بمقدوره صناعة الفارق في أي لقطة ممكنة، دون نسيان مراوغاته الجسمانية، لكنه اكتفى بإجراء الإحماء دون أن يلعب. ما الفائدة من إقحام قادة بن ياسين مكان بناصر؟ التغيير الذي أجراه المدرب عمراني بإقحامه المدافع الأيمن قادة بن ياسين مكان زميله بناصر الذي أدّى دوره كما يجب لم يكن مفهوما، خاصة أنه لم يأت بالجديد، وما الفائدة من إقحامه بما أن الفريق كان بحاجة إلى مهاجم آخر مثل بوسحابة لصناعة الفارق أو تدعيم خط الوسط الذي كان غائبا. عبيد شارف ومساعده عامري خارج الإطار تأكد أن وداد تلمسان غير محظوظ مع طريقة التحكيم، فرغم أن عبيد شارف معروف عليه بالنزاهة، إلا أنه خلال مباراة بجاية أكد فشله الكبير بعد تصفيره كثيرا ومنحه مخالفات للمنافس خاصة في المرحلة الثانية، ولم يتوقف عند هذا الحدّ بل حرم الوداد من ثلاث فرص حقيقية عندما كسر بوجقجي مصيدة التسلل، لكن مساعده عامري رأى العكس، دون نسيان أنه لم ينه المباراة في وقتها المحدّد. وهي النقاط التي ستحسب على عبيد شارف ومساعده عامري اللذين كانا مرشّحين لقيادة نهائي كأس الجمهورية هذا الأحد بين الحراش والقبائل، وقد تميل الكفة ل حواسنية، بما أن رئيس اللجنة الوطنية للتحكيم لكارن بلعيد كان حاضرا بملعب العقيد لطفي لمعاينة عبيد شارف، لكن أخطاء الأخير قد تلغي إدارته المباراة النهائية. مناد متأسف لوضعية الوداد أبدى مدرب شبيبة بجاية جمال مناد تأسفه الكبير عن وضعية الوداد الحالية والمرتبة الموجود فيها خلال حديثنا معه، حيث أكد أن تلمسان لا تستحقّ هذه الوضعية وكانت بحاجة ماسة لنقاط المباراة لتحسين وضعيتها، متمنيا أن يحقق الوداد البقاء في نهاية الموسم. العودة إلى التدريبات أمس لم يترك المدرب عمراني أيّ فرصة للاعبيه لأخذ قسط من الراحة بعد مواجهة بجاية، حيث ضرب لهم موعدا للعودة للتدريبات مساء أمس بداية من الساعة الثالثة، على أن يمنحهم يومي راحة الخميس والجمعة، تحضيرا لمباراة الحراش المقبلة التي ستحدّد مستقبل الوداد نهائيا، إما البقاء أو مغادرة القسم الأول.