يبدو أنّ المدرب الفرانكو – بوسني وحيد حليلوزيتش سيتأخر في تطبيق أفكاره وتجديد تعداده بما أن الحلول أمامه ستكون قليلة في أول لقاء رسمي له على رأس “الخضر” أمام تانزانيا بسبب توقيت انطلاق البطولة الوطنية وعدم معرفته للاعبين المحليين، وحتى المباريات التي عاينها لم تكن فيها لمسة واضحة لهؤلاء...الأمر الذي يعطي فرصا وافرة للمحترفين المعروفين في غياب أسماء جزائرية مميزة أخرى في أوروبا وتحديدا الأسماء التي تعوّدت على الحضور في السنوات الأخيرة خاصة الركائز، والملاحظة ذاتها قد تنطبق على لقاء إفريقيا الوسطى وهو ما قد يجعل هذا المدرب يبدأ تقريبا بما تركه سعدان ل بن شيخة. يعرف الركائز جيدا وهذا ما سيكون في مصلحتهم ويعرف حليلوزيتش ركائز المنتخب (زياني، بلحاج، عنتر يحيى، بوڤرة وغيرهم) بحكم مشاركاتهم المستمرة في المنتخب منذ سنوات، وحتى تكوينهم في فرنسا حيث واجه بعضهم في مباريات البطولة الفرنسية وغيرهم من اللاعبين الذين تكوّنوا في الخارج أو المحترفين في أندية أوروبية، كما يكون قد أعاد مشاهدة مباراة كوت ديفوار و«الخضر” التي كانت سببا في إقالته، وهو الأمر الذي سيجعله لا يخرج عن قائمة الأسماء السابقة مع بعض التغييرات البسيطة حسب مستوى لياقة كل واحد في فريقه. لا خيارات أخرى أمامه والجزائر لا تملك لاعبين مميزين خارج المنتخب ماعدا براهيمي إضافة إلى هذا فإنّ الجزائر لا تملك لاعبين مميّزين خارج المنتخب فعودة إلى القائمة الأخيرة في مراكش التي رأى البعض أنّ زياية، غزال وعبدون كانوا ينقصونها، وحتى مع إعادة هؤلاء لا يوجد حتى الآن خارج المنتخب من مزودجي الجنسية من يملكون مستوى خارقا لم يسبق أن استُدعوا (في انتظار ما ستحمله بداية الموسم المقبل) باستثناء لاعب أساسي في ران هو براهيمي، فالبقية لا تلعب دائما ومستواها ليس خارقا للعادة، وهي معطيات يعرفها حليلوزيتش جيدا وتزيد من حظوظ نفس الأسماء التي تعودت الاستدعاء لتكون حاضرة في قائمته مرة أخرى مستغلة العديد من الظروف. البطولة المحترفة تبدأ أسبوعا بعد لقاء تانزانيا وهذا ما يزيد فرص المحترفين إضافة إلى أنّ المدرب الجديد لا يعرف اللاعبين المحليين بحكم أنه لا يملك أدنى فكرة عن البطولة الجزائرية المحترفة، فإن موعد انطلاقتها بالنسبة للموسم القادم سيكون 10 سبتمبر أي أسبوعا بعد لقاء تانزانيا (مقرر بين 2 و4 سبتمبر)، وهو ما معناه أنّ المدرب لن يشاهد أي لقاء قبل أول مباراة رسمية له، بالمقابل تكون البطولات الأوروبية قد لُعبت منها عدة جولات وظهر اللاعبون الذين يستحقون فرصة الاستدعاء، فيما لن يكون هناك أي مقياس لتواجد اللاعبين المحليين في قائمته إلا إذا أصرّ مساعده الجزائري (في انتظار التعرف عليه) على ضرورة تواجد هذا اللاعب أو ذاك مع الأخذ بعين الاعتبار أنه لا يملك اللياقة التنافسية. حتى مباراة إفريقيا الوسطى ستُلعب في وقت لا يساعد المحليين كما أنّ مباراة إفريقيا الوسطى المقررة من 7 إلى 9 أكتوبر المقبل موعدها لا يساعد المحليين أيضا ويجعل حليلوزيتش يكتفي بمشاهدة لقاءين أو 3 في أقصى الحالات من البطولة قبل إعلان قائمة العناصر (على الأقل 10 أيام قبل موعد اللقاء كما هو معمول به) التي ستواجه هذا المنتخب في الجولة السادسة والأخيرة من التصفيات، وهو الأمر الذي يؤكد أنّ تأخر إسدال الستار عن البطولة الوطنية هذا الموسم إلى غاية هذا الوقت ليس في مصلحة المحليين ولا حتى المدرب الجديد الذي سيكون عليه الشروع في عمله في أول لقاء رسمي وهو لم يشاهد أية مباراة من هذه البطولة، ولا يعرف حتى من ينشط فيها ومستواهم ونوعية الملاعب وتفاصيل أخرى تبقى ضرورية له على الأقل كمدرب جديد في إطار مشروع طويل المدى (3 سنوات). تطبيق أفكاره قد يتأجّل إلى شهر نوفمبر المقبل ومعروف على حليلوزيتش أنه يحب تطبيق أفكاره ونظرته على الواقع دون أن يناقشه أحد في ذلك، لكن عندما لا تكون الحلول متوفرة فقد يكون مطالبا بالتعامل بما هو موجود من خلال الرهان بالمنتخب المتبقي من تركة سعدان، وهو ما يعني أنّ رزنامة اللقاءين المتبقيين في التصفيات ليست في مصلحة المحليين ولا المدرب الذي سيكون بحاجة إلى وقت لتطبيق أفكاره وقد يتأخّر ذلك إلى شهر نوفمبر بمناسبة اللقاء الودي المقبل، قبل أن يشرع في العمل الجاد ولعب لقاء سد بين الجزائر ومنتخب لم يتأهل إلى “الكان” بصيغة مباراة ذهاب وإياب بداية من منتصف شهر 15 جانفي المقبل.