تبقى أنظار الشارع الكروي متجهة إلى المدرب الجديد للمنتخب الوطني “وحيد حليلوزيتش” وتصريحاته، وماذا يُفكّر فيه بشأن المستقبل، وخاصة التركيبة التي سيعتمد عليها مستقبلا في غمرة انقسام واضح في الشارع الرياضي وحتى وسط الفنيين والملاحظين، بين مطالبين بتجديد التعداد الحالي وبين من يدعون إلى إبقاء الثقة فيه وخاصة الكوادر. ووسط هذا وذاك ينتظر اللاعبون المحليون دورهم في الصف، ويسألون هم أيضا عن مصيريهم، وماذا ستكون عليه الأمور مع المدرب الذي لقب ب “الديكتاتور”، ولو أن أغلب هؤلاء أبدوا تفاؤلهم بتحسّن الأوضاع انطلاقا من تصريحات الرجل، وكذا من خلال ما يعرف عنه. كلّ لاعبي البطولة إكتفوا بلعب 227 دقيقة في 4 مباريات من التصفيات يكفي ذكر الأرقام للتأكد أن اللاعبين المحليين خرجوا كلية من الحسابات ولم يعد الرهان كبيرا عليهم، والحديث هنا فترة عن سعدان وبن شيخة. وتظهر أرقام 4 مباريات في تصفيات كأس إفريقيا 2012 مشاركة كل لاعبي البطولة الوطنية مدة 227 دقيقة فقط (مقابل 3733 دقيقة للمحترفين)، حيث شارك لاعب واحد أساسيا مرّتين وهو لموشية (المغرب ذهابا وإيابا)، مع دخوله بديلا في مباراة إفريقيا الوسطى، مع مشاركة حاج عيسى من نفس الوضعية أمام المغرب في عنابة، وكذلك سوداني في مراكش. وهي الأرقام التي تؤكّد أن اللاعبين المحليين من البطولة الوطنية لم يعد لهم أيّ تأثير في المنتخب. تشكيلة مُغتربة 100 بالمئة في 3 لقاءات رسمية ل بن شيخة مدرّب المحليين؟! إضافة إلى هذا، فإن التشكيلة الأساسية التي دخلت في اللقاءات الثلاثة الأخيرة في التصفيات مغتربة 100 بالمئة، ولم يكن هناك أيّ لاعب من خريج الأندية الجزائرية، عدا عبد المالك زياية الذي لعب اللقاء الأول أمام منتخب تانزانيا في ملعب تشاكر وعُوّض في (د72). والغريب في الأمر أن المباريات الثلاث التي كانت فيها التشكيلة التي تدخل من البداية مغتربة، كان بن شيخة هو المدرب الذي كان في الوقت نفسه يقود منتخب المحليين وشارك معهم في “شان” السودان، أين أدّى دورة مشرّفة، وما دام لم يمنح الفرصة للاعبين يعرفهم ليكونوا أساسيين، فإن السؤال يطرح نفسه عما إذا كان الأمر يتعلق بالمستوى وعدم قدرتهم على فرض أنفسهم!؟ جابو، حاج عيسى، مترف وغيرهم متفائلون بتعيين “حليلوزيتش” وبالمقابل، يرى اللاعبون المحليون أنه من السابق قول هذا الكلام فهم لم يأخذوا الفرصة التي يريدونها كاملة بدليل الأرقام السابقة. واعتبر جابو، حاج عيسى، ومترف أن الأمور قد تتغيّر مع هذا المدرب، وذهب بعضهم للقول إن مجرّد تعيينه بما يعرف عنه بمثابة أمل جديد لهم، غير أنهم أكدوا أن ما عليهم سوى العمل لإثبات قدراتهم، وأحقيتهم باللعب خاصة أنهم يعرفون أنهم إن كانوا يستحقون الفرصة، فلن يبخل بها هذا المدرب الذي عرف عنه (وفق ما قرؤوه) أنه لا يؤمن إلا بالعمل ولا يُفاضل بين الأسماء إلا من خلال المستوى. تصريحاته رفعت معنوياتهم ولا أساسي معه حتى “دروڤبا” واعترف هؤلاء وغيرهم أن تصريحات “حليلوزيتش” في “ليكيب” الفرنسية وقوله إنه لا يؤمن بالأسماء مستدلاّ على ذلك بكونه أجلس “دروڤبا” على الاحتياط وفرض عليه أن ينافس على مكانته قد رفعت من معنوياتهم، ما جعل هؤلاء وغيرهم يتمنون أن تفتح صفحة جديدة مع المنتخب، يلعب فيها الأحسن والأجدر وليس الأقدم أو الذي سجّل هدف التأهل إلى كأس العالم، خاصة أن حجز بعض المحترفين لمناصب أساسية مهما كانت لياقتهم واحدة من بين الأسباب – يقول العديد من الفنيين – التي أدت إلى فقدان روح “أم درمان”، وأدّى إلى التراجع الرهيب في مستوى ونتائج المنتخب. المدرّبون والرؤساء يُطالبون بالإلتفات إلى البطولة الوطنية وقد بدأ العديد من الفنيين والملاحظين، الرؤساء والمدرّبين في مطالبة “وحيد حليلوزيتش” بإلقاء نظرة على البطولة الوطنية والاهتمام بها من خلال متابعة المباريات، حتى يستدعي أفضل اللاعبين بصرف النظر عن أسمائهم والفرق التي يلعبون لها، مؤكدين أن المنتخب أهمل البطولة ولم يعد يعتمد عليها رغم ما فيها من لاعبين يمكنهم إعطاء دفع، مقابل منح الفرصة لبعض المحترفين ومنذ سنوات بصرف النظر عن مدى وطنيتهم، مع أنهم وصلوا إلى حد التشبع وغابت عنهم الإرادة، وكأن الزمن – يقول البعض– توقف بهم عن اقتناعهم بهدف الوصول إلى مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، في وقت حرم من هم أكثر رغبة وإرادة حتى من الاستدعاء. “كي تخلى” دائما يُعاد بناء المنتخب من المحليين، فماذا يفكّر فيه “وحيد”!؟ والحقيقة أن المنتخب الوطني تعوّد دائما في مرحلة البناء أن يعتمد على اللاعبين المحليين خاصة بعد الكوارث والنتائج التي تهدم كلّ شيء، فبعد مباراة مصر 2001 أكمل التصفيات لاعبو البطولة، وهم نفسهم الذين واصلوا بعد لقاء الغابون في 2003، وبعد انكسار الجرة دائما كانوا في الموعد، كما أنهم وضعوا أول خطوة في التصفيات المزدوجة في 2008 من السنغال (عبد السلام، حماني، العيفاوي وغيرهم..)، وهو الأمر الذي دائما ما كان قاعدة، غير أن لا أحد يعرف إن كان سيستمرّ في اللقاءين المتبقين، أم أن في ذهن “وحيد” أفكار أخرى.