يبدو أنّ يوميات شبيبة سكيكدة لا تكاد تخلو من المفاجآت فخلال لقاء خصّ به الرئيس حديبي يوميتي "الهدّاف" و"لوبيتور" أمسية الثلاثاء الماضي أعلن عزمه تقديم استقالته من رئاسة مجلس إدارة الشركة، وهي الخطوة التي يكون قد قام بها خلال الاجتماع الذي انعقد أمسية البارحة ويكون قد عرف المصادقة على التقرير المالي للسنة الماضية. وستكون استقالة حديبي بمثابة مفاجأة مدوّية للجميع ولأعضاء مجلس الإدارة والمساهمين في الشركة على وجه الخصوص نظرا لتوقيتها والظروف التي يعيشها النادي. ومن الممكن جدا أن يرفض المساهمون هذه الإستقالة من باب تخوّفهم من تحمّل المسؤولية أمام الأنصار وكذا عدم قدرتهم ماليا على رفع التحديات التي تنتظر الشبيبة، وسيلجأ هؤلاء حسب مصادرنا إلى حيلة قانونية لتأجيل الاستقالة تتمثل في ضرورة تبليغ الرئيس مجلس الإدارة بنيّته في الانسحاب على الأقل قبل ستة أشهر من تقديم استقالته قصد تمكينهم من ضبط أمورهم. حديبي: "لن أقبل الرئاسة مادامت هناك تكتلات داخل مجلس الإدارة" وخلال الحديث الذي جمعنا برئيس مجلس إدارة "مشعل سكيكدة" حديبي مسعود ظهيرة أوّل أمس الثلاثاء رفقة مراسل زميلتنا "لوبيتور" فاجأنا الرئيس بنيّته في تقديم استقالته أمام أعضاء الجمعية العامة في الاجتماع الذي يكون قد انعقد عشية أمس، حيث قال: "لن أقبل الرئاسة مادامت هناك تكتلات داخل مجلس الإدارة لذا سأستقيل مباشرة بعد عرض التقرير المالي والمصادقة عليه لأنّي أعرف مسبقا أنني سأواجه عراقيل من هؤلاء في كل مرة أحتاج فيها لموافقتهم لتمرير قرارات هامة"، كما عبّر حديبي عن أمله في أن يتفهمّ الأنصار موقفه لأنّ انسحابه هذا نابع من يقينه باستحالة الوصول إلى الأهداف المسطرة ومنها الصعود في ظل الصراعات الموجودة حاليا داخل الفريق. "أحد المساهمين ظلّ يحرّض البقية على عدم الحضور" وواصل حديبي حديثه باتهام عدد من المساهمين الحاليين بالقيام بحملة منظمة قصد عرقلة عمل مجلس الإدارة لإجباره أي حديبي على الانسحاب أو تحمّل مسؤولية فشل الاستعدادات للموسم الجديد، وفي هذا الصدد قال حديبي: "الأمر الذي حيّرني هو قيام أحد المساهمين بتحريض بقية الأعضاء من أجل عدم حضور الإجتماع رغم أنّ ذلك ليس في مصلحة النادي، بل أكثر من ذلك فهم لا يملكون بديلا جاهزا حاليا لتولي مقاليد الفريق"، كما أكدّ حديبي على غياب النيّة الحسنة بين أعضاء الشركة لأنه لو تم حلّ الشركة حسبه وتمت إعادة بنائها من جديد لما عاد أحد من المساهمين الحاليين. "وهبت 100 مليون سنتيم للفريق ولست من الذين يأخذون بقايا الفواتير" ومن جانب آخر، أكدّ حديبي أنّه خلال الشهرين اللذين قاد فيهما الشبيبة صرف من ماله الخاص 100 مليون سنتيم ورفض اعتبارها كدين بل طالب بجعلها هبة للفريق، حيث قال: "طالبوني بإحضار الفواتير لتبرير الأموال التي صرفتها وهي تقدّر بحوالي 100 مليون سنتيم خلال شهرين فرفضت ذلك وطلبت جعل المبلغ هبة للشبيبة على عكس بعض الناس الذين يتبعون فواتير الفنادق ويتطلعون لأخذ بقايا المصاريف، وهو ما وقفت عليه في تنقلنا الأخير إلى بلعباس حينما بقيت أربعة ملايين من الصكّ فأرادوا سحب المبلغ نقدا فتدخلت وطلبت من مسؤولي الفندق صكا بالمبلغ باسم مشعل سكيكدة وبالتاي فأنا بتصرفي هذا أفسدت على هؤلاء عملهم وبانسحابي الآن سيكون الفريق تحت تصرفهم"، كما شددّ حديبي على أنّه لا يمكن لموظف صاحب أجرة شهرية أن يترأس فريقا بحجم الشبيبة إلاّ لغاية في نفس يعقوب وبالتالي فالباب يجب أن يفتح فقط لرجال الأعمال دون غيرهم. "لم أكن المتسبّب في السقوط لكنّي أعترف بفشلي" وفي السياق نفسه، أكدّ حديبي أنه ليس المتسبب الرئيسي في سقوط الشبيبة وأنّه لولا إلحاح الأنصار لترك الفريق مباشرة بعد نهاية لقاء بلعباس، محمّلا بعض الأطراف مسؤولية ما وصل إليه الفريق، حيث صرّح قائلا: "لم أكن سببا في سقوط الشبيبة لقسم الهواة لأنّ كلّ المتتبعين كانوا تنبأوا بالسقوط منذ اللقاء الودّي أمام وداد رمضان جمال في بداية الموسم، ورغم ذلك أخذت المسؤولية مع نهاية الموسم ووضعت كلّ الإمكانات المادية والبشرية في سبيل إنقاذ الفريق غير أنّ العراقيل كانت تأتي من وراء ظهري ومن محيط النادي، ورغم ذلك فإنّي أعترف بفشلي". يذكر أنّ حديبي ترأس الفريق بداية من الجولة 24 أي خلال سبع جولات حيث لم يحصد سوى ثماني نقاط فقط من أصل 21 مع تضييع الشبيبة لخمس نقاط في أرضية ميدانها. "أتمنى التوفيق للرئيس المقبل وإلتفاتة السلطات مطلوبة" وختم حديبي حديثه معنا بالتأكيد على أنّه سيبقى دائما في مساعدة الشبيبة لأنّه يعتبر بالنسبة له فريق القلب الأوّل، وهو ما أكدّه قائلا: "في الأخير أتمنى النجاح للرئيس الجديد الذي سيقود الشبيبة وأتعهد بمواصلة مدّ يد المساعدة للفريق مثلما كنت دائما فأنا لا أحب الشبيبة من أجل الرئاسة فحسب، كما أنتظر التفاتة من السلطات المحلية اتجاه هذا الفريق لحلّ المشاكل العالقة كما أدعو الجميع لوضع اليد في اليد لإعادة مجد الشبيبة الضائع بين صراعات الأشخاص والحسابات الضيّقة". ڤيدوم: "لا يمكن ل حديبي الاستقالة لأننا جدّدنا الثقة فيه" ومباشرة بعد إعلان حديبي نيّته تقديم استقالته من رئاسة مجلس الإدارة حاولنا معرفة ردّ فعل أعضاء الجمعية العامة للشركة وتمكنا من الحديث مع ڤيدوم حسين المناجير السابق للفريق الذي تفاجأ بالخبر، مؤكدّا أنّ القوانين المسيّرة للشركة تمنح الحق ل حديبي لمواصلة مهامه رغم عدم اكتمال النصاب القانوني، حيث قال: "خلال إجتماع الاثنين الماضي تقرر أن تعقد الجمعية العامة يوم الأربعاء مساء (أمس) مهما كان عدد الحضور وهذا بتأكيد من المحضر القضائي ومحافظ الحسابات، وبالتالي فإنّ الطريق بقي مفتوحا أمام حديبي من أجل خلافة نفسه وإكمال العمل الذي بدأه خاصة أنّه عازم على تحقيق الصعود وتوفير مبلغ 10 ملايير سنتيم من أجل ذلك، وبعبارة أخرى فإن استقالته مرفوضة لأننا جدّدنا الثقة فيه". سبيحي ناصر مرّشح بقوّة لرئاسة الفريق وفي سياق متثل، انتشر خبر عزم حديبي تقديم استقالته بسرعة البرق في الوسط الكروي السكيكدي وظهرت التعاليق والآراء المؤيدّة والرافضة لهذا القرار، بل أنّ هناك من كذّب الخبر من أساسه واعتبره شائعة مغرضة أطلقها معارضو حديبي، غير أنّ أكثر الأفكار التي تمّ تداولها في الشارع السكيكدي هي عودة رجل الأعمال والمسيّر السابق سبيحي ناصر إلى الواجهة وترشيحه لقيادة الفريق في المرحلة القادمة خالصة أنّه يلقى دعم عدد كبير من أعضاء الجمعية العامة للشركة، وجرت حسب مصادرنا في الساعات الماضية لقاءات تشاورية في هذا الصدد لكن العائق الوحيد الذي يحول دون تجسيد هذه الفكرة يبقى عدم عضوية سبيحي في مجلس إدارة الشركة، وسنعود بأكثر تفاصيل عن هذه القضية في أعدادنا القادمة.