عبر أجهزة الإعلام المختلفة بخبر القبض عليه ثم مقتله، سارعوا للخروج إلى الشوارع صغارا وكبارا من أجل الإحتفال والتعبير عن فرحتهم بزوال نظام من أسمى نفسه في يوم من الأيام ب"ملك ملوك إفريقيا"، وبعيدا عن حالة الهيستريا هذه، فإن الشارع الرياضي في بلاد عمر المختار يمني نفسه بمستقبل مشرق للرياضة المحلية وعلى رأسها كرة القدم التي ظلت متأخرة طيلة السنوات الفارطة مقارنة ببقية بلدان المغرب العربي وذلك بسبب التسيب وضعف التمويل وعدم إهتمام المسؤولين. يعتبرون أنه حارب من أجل تدمير الرياضة المحلية ومن خلال البرامج المتعددة التي خصصتها القنوات الليبية المختلفة على غرار "ليبيا الأحرار" و"ليبيا أولا" خلال الأيام الماضية، فقد تبين أن الليبيين يعتبرون معمر القذافي السبب الأول في بقاء الرياضة الليبية في المؤخرة رغم وجود المواهب، مثلها مثل بقية القطاعات الأخرى، مؤكدين أنه كان يحارب من أجل تدمير كرة القدم مستدلين بكتابه الأخضر الذي ينادي بمبدأ "الرياضة الجماهيرية" الذي يتنافى مع الإحتراف ويحث على المزاولة من أجل المزاولة فقط لا أكثر. البنية التحتية غائبة، مقابلات إستغلت سياسيا وحوادث قتل بالجملة وتمثل هذا الدمار بشكل أساسي في غياب البنى التحتية، فأغلب ملاعب كرة القدم تفتقد للمعايير الدولية بإستثناء ملعب "11 جوان" بطرابلس، وهو أمر غير معقول بالنسبة لدولة بترولية كبرى يقدر عدد سكانها بستة ملايين نسمة فقط، ويا ليت الدمار توقف عند هذا الحد فقط، حيث أكدت تقارير الصحافة الليبية وشهادات رياضيين بارزين ساندوا ثورة 17 فيفري منذ إنطلاقتها أن القذافي إستغل بعض المباريات والمواعيد الرياضية الكبرى لأغراض سياسية، وأخرى شهدت حوادث قتل داخل الملعب حدثت أساسا نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، أي سنوات الحصار الأمريكي المفروض على خلفية حادثة لوكربي الشهيرة. إبنه الساعدي لعب كيفما شاء ورتب المباريات أمام مرأى الجميع وتبقى وصمة العار في تاريخ الكرة الليبية ككل هي الفترة التي لعب خلالها الساعدي معمر القذافي لكرة القدم بداية من الأهلي طرابلس موسم 2000-2001، ثم الغريم التقليدي الإتحاد ما بين 2001 و2003 قبل أن ينتقل بعدها إلى الملاعب الإيطالية، ذلك أن أغلب المباريات التي كان صاحب ال38 سنة حاليا طرفا فيها كانت مرتبة بشهادة الجميع، إضافة إلى أن قوانين الإتحادية كانت تتغير بين اليوم والآخر بشكل يخدم الفريق الذي يلعب له هذا الشخص التي تشير آخر التقارير لتواجده في النيجر، والعديد العديد من المهازل التي صار الليبيون يروونها بحرية مطلقة خلال الفترة الأخيرة. نحو موسم كروي أبيض والعودة الموسم القادم أما عن المستقبل القريب للكرة الليبية، فيفترض أن لا تعود النشاطات الكروية على الصعيد المحلي سوى في الموسم القادم، حيث أن إقامة بطولة الدرجة الأولى أمر شبه مستحيل بالنظر للخراب الكبير الذي مس البنية التحتية وعدم إستقرار الأوضاع الأمنية بشكل نهائي بعد، وعليه فإن النشاط سيقتصر على المنتخبات الوطنية على غرار المنتخب الأول لكرة القدم الذي تأهل لكأس أمم إفريقيا التي ستستضيفها غينيا الإستوائية والغابون شهر جانفي من العام القادم، علما أن البرازيلي باكيتا هو من سيشرف عليه، كما أن أغلب اللاعبين الدوليين وقعوا عقودا إحترافية خارج ليبيا على غرار البطولة التونسية، الكويتية، اللبنانية، المغربية وحتى الصربية. رئيس المجلس الإنتقالي رياضي سابق ولن يغفل تطوير كرة القدم وعلى المدى المتوسط، تحذو الليبيين ثقة كبيرة في تحقيق بلدهم لنهضة كروية طال إنتظارها، والتي إستمدوها –الثقة- من ثقتهم في المجلس الإنتقالي ورئيسه مصطفى عبد الجليل المعروف بأنه رجل رياضي سبق له لعب كرة القدم مع نادي الأخضر بالبيضاء إضافة لترأسه لنفس النادي في فترة من الفترات، وعموما فحتى القيادة القادمة لليبيا تدرك دور الرياضة لدى هذا الشعب المولع بكرة القدم على وجه الخصوص، وستضعها تطوير البنى التحتية ضمن أولياتها. الشعب يريد تنظيم كأس أمم إفريقيا مثالية سنة 2017 ويبقى الحلم الكبير لليبيين متمثلا في تنظيم بلادهم لكأس أمم إفريقيا بطريقة إحترافية سنة 2017 والتتويج بلقبها، فقد كان من المقرر بداية الأمر أن تستضيف هذه الدورة في 2013، لكن "ثورة 17 فيفري" جعلت الإتحاد الإفريقي يهتدي لحل يتمثل في إعطاء جنوب إفريقيا شرف تنظيم "كان 2013" بدلا من 2017 وإعطاء الأخيرة لليبيا، وحسب آخر الأصداء فإن الإتحادية الليبية بدأت من الآن التحضير لهذا الحدث عن طريق نيتها في تمديد عقد المدرب الحالي للمنتخب الأول، وأيضا جلب الإيطالي ذو الأصول الليبية كلاوديو جنتيلي للإشراف على منتخب الشباب. الغنودي: "مبروك لليبيين ودم الشهداء لن يذهب هباء" أما على صعيد ردود الأفعال، فالجميع كان مسرورا بنهاية القذافي بمن فيهم اللاعبون الدوليون لمنتخب ليبيا، ومن بينهم المهاجم الواعد محمد الغنودي الذي يوجد محل متابعة من طرف مولودية الجزائر وشبيبة القبائل، حيث كتب عبر صفحته الخاصة في موقع فايسبوك الإجتماعي: "مبروك مقتل القذافي يا أحرار ليبيا، وألف مبروك لكل أسر الشهداء، ودم الشهداء "مايمشيش" هباء".