تمكنت تشكيلة مولودية قسنطينة مساء أول أمس الجمعة من تحقيق فوز هو الرابع لها منذ انطلاقة البطولة أمام اتحاد عنابة الذي لم يظهر الكثير ولم يبد أيّ مقاومة أمام رغبة رفقاء مغني للفوز، والذي كان مستحقا بشهادة حتى مدرب بونة "لونيسي" الذي اعترف بقوّة "الموك". ورغم أن هذا الفوز جعل "الموك" تقترب أكثر من فرق المقدمة وأدخل الفرحة في نفوس أنصار البيضاء، إلا أن المفاجأة كانت من رئيس النادي مسعود بورفع، الذي قدّم استقالته مباشرة بعد نهاية المقابلة بحجة أنه لم يتلق الدعم من أيّ عضو آخر في الشركة، وبأنه عمل طوال 8 جولات لوحده دون مساعدة و بأمواله الخاصة، وجاء الوقت الذي لم يعد بإمكانه المواصلة لوحده. الدفاع كان جيّدا وشويّح أدّى مقابلة كبيرة وباستثناء لقاء الجولة الثانية أمام مستغانم، فإن أشبال تبيب وللمرّة الثانية في الموسم ينهون 90 دقيقة من دون تلقي أي هدف في لقاء عنابة، وهي أبرز نقطة إيجابية يمكن تسجيلها واعتبارها تحسنا وتوفيقا في الأداء الدفاعي الذي عرف تغييرين بدخول إيديو على الجهة اليسرى ولوصيف في المحور. وأدى الرباعي رفقة بولمدايس وبن عيادة مقابلة دون خطأ. وقد ساهم الحارس المتألق شويّح بشكل كبير في الحفاظ على نظافة شباك المولودية يوم الجمعة، وأدى لقاء كبيرا بفضل خرجاته الموفقة وتصدياته الحاسمة، وكان بحق رجل المقابلة. الهجوم وفيّ لعادته وجمعوني يتحرّر ويُنذر البليدة أما في الخط الأمامي فقد أقلق جمعوني وبلعيدي كثيرا دفاع "بونة" وشكلا خطورة كبيرة على الحارس واضح، والذي كان الحظ إلى جانبه عدة مرّات إضافة إلى يقظة دفاع عنابة وتماطل ثنائي هجوم "الموك" في كم من لقطة كانت سانحة للتسجيل. وبقيت "الموك" وفيّة بتسجيل ثنائية في كل مقابلاتها بحملاوي هذا العام. وكان أداء بلعيدي وجمعوني مقبولا وسيبعثان التنافس على مناصب الهجوم بعد عودة بلوفة وبورقعة في المباراة المقبلة. ويبقى أهمّ شيء هو استفاقة جمعوني الذي فتح عدّاده في الوقت المناسب بعد صيام عن التهديف دام 7 جولات، وسيكون لوقع الهدف المسجل في مرمى عنابة تأثير معنوي إيجابي على ابن الطاهير، الذي وجّه به إنذارا لفريقه السابق اتحاد البليدة قبل المواجهة المرتقبة بينهما. هدف لوصيف "سنيما" ويبقى أجمل ما في المقابلة هو هدف المدافع المحوري لوصيف عبد النور من مخالفة مباشرة من بعد 35 مترا سكنت شباك الحارس العنابي. وعلّق أنصار "الموك" على هدف لوصيف بأنه "سنيما" ولا يشاهد إلا في الملاعب الأوروبية، حيث استغل لاعب المولودية خروج الحارس الذي ظنّ أن لوصيف سيوزّع الكرة لزملائه، إلا أن هذا الأخير وبذكاء غالط الحارس وجميع من كان في الملعب بضرب الكرة مباشرة إلى المرمى لتسكن الزاوية البعيدة للحارس واضح، الذي تأثر كثيرا لتلقيه ذلك الهدف الذي يتحمل كامل المسؤولية فيه. وقد بدا تأثر حارس الاتحاد واضح بعد أن بقي ملقى على الأرض لدقائق بعد الهدف من شدّة الحسرة. لوصيف: "استغللت خروج الحارس وكنت متأكّدا من التسجيل" وقال لوصيف عبد النور في حديث معه فيما يخصّ هدفه: "قبل تنفيذ الركلة الحرّة وأثناء حديثي مع زميلي بلعيدي لاحظت أن حارس عنابة كان متقدّما وكأنه متأكد من أننا سنمرّر الكرة لزملائنا بسبب بعد المسافة، وحينها طلبت من بلعيدي أن يترك لي الكرة وراودتني فكرة مخادعته وكنت متأكدا من التسجيل، وهو ما حدث بالفعل حيث قذفت مباشرة نحو المرمى.. وجات في الصواب". وعن أوّل أهدافه بألوان "الموك"، قال لوصيف: "هذا أول هدف لي بألوان المولودية، وأتمنى أن لا يكون الأخير، والأهم أننا فزنا وأفرحنا جمهورنا الذي نعده بنتيجة إيجابية أمام البليدة". بن عيادة "تريسيتي" والجميع أثنى عليه لا يمرّ الأداء الرائع الذي يقدّمه المدافع الأيمن بن عيادة عبد القادر منذ انطلاقة البطولة دون الحديث عنه بشكل خاص، حيث اعتبر جلّ أنصار "الموك" أن بن عيادة يعتبر صفقة الموسم لحد الآن بفضل المردود الأكثر من رائع للاعب السابق لاتحاد العاصمة في كلّ المقابلات وخاصة في اللقاء الأخير أمام عنابة، أين لم يتوقّف طيلة 90 دقيقة عن الصعود والنزول وأداء دوره الدفاعي والهجومي على أحسن وجه، وكان أحسن لاعب دون منازع فوق أرضية الميدان في لقاء الجمعة الماضي، وقد لقبه الأنصار ب "تريسيتي" لنشاطه المتواصل وأدائه الراقي وتوزيعاته وحملاته الهجومية وأدائه الرجولي فوق الميدان. وتبقى الأرقام وحدها تتحدّث عن بن عيادة الذي يُعدّ اللاعب الوحيد في "الموك" الذي لعب 720 دقيقة كاملة، أي جميع المقابلات دون أن يُستبدل. استقالة بورفع تثير ضجّة جاءت استقالة بورفع رئيس مولودية قسنطينة بعد نهاية مقابلة الجمعة أمام غرف تغيير الملابس لتثير ضجة وتساؤلات كبيرة عن سرّ هذه الاستقالة، ولماذا اختار تلك اللحظة بالذات ليعلن انسحابه على رأس الفريق، خاصة أن "الموك" أصبح قريب جدا من الدخول في مقدّمة الترتيب، والفوز على عنابة أعطى آمالا كبيرة وطموحات لأنصار النادي لمواصلة التألق، واللاعبون كسبوا ثقة أيضا وكلّ شيء يبعث على التفاؤل. لتأتي استقالة الرجل الأوّل في النادي لتصدم جميع من كان حاضرا بغرف تغيير الملابس بمن فيهم وفد فريق عنابة، ورغم تدخّل بعض الأشخاص المقرّبين من بورفع لمنعه من تقديم استقالته أمام وسائل الإعلام، إلا أنه أصرّ على الانسحاب مما أثار حيرة جميع عشاق المولودية المتخوّفين من حدوث الأسوأ للنادي بعد أن وجد ضالته أخيرا. بعض الأطراف تتّهم عدوي وتتنبّأ بانفجار الوضع وفور إعلان بورفع استقالته في وقت كان الجميع يحتفل بالفوز الباهر على اتحاد عنابة، حاولت بعض الأطراف التدخّل ليعدل عن قراره أمام تعنّت واضح للرئيس الذي كان مؤيّده الوحيد في قراره هو مناجير الفريق المدعو عدوي، الذي أحدث فوضى بفضل صراخه أمام الملأ، مؤكدا أن بورفع مستقيل ولا نقاش في هذا، وانجرّ عن ذلك تدخّل المحامي بهلول عز الدين عضو شركة المولودية الذي أخذ هو الآخر يتحدّث أمام جميع الحاضرين بأن المناجير عدوي هو من ضغط على بورفع ليستقيل، وأنه عدوي هو المتسبّب فيما يحصل، واتّهمه بمحاولة تفجير المولودية كما فعل سابقا، كما اتهمه بترتيب بعض المقابلات ضدّ "الموك" حسب كلام المحامي بهلول. وكان موقف بهلول مؤيّدا من عدّة أطراف أخرى اتهمت عدوي. وشهدت غرف تغيير ملابس فوضى عارمة بعد نهاية المقابلة أمام دهشة الجميع.