الفوز الذي حققته تشكيلة المدية أمام نظيرتها من ترجي مستغانم هو ثاني أثقل نتيجة في تاريخ المواجهات بين التشكيلتين بعد ذلك الذي كان في الموسم الماضي برباعية. كما أنه أثقل فوز تحققه المدية منذ انطلاق الموسم وهو الفوز الذي رفع معنويات اللاعبين أكثر بالنظر إلى الإخفاق الأخير الذي عاد به الأولمبي من تنقل بشار. وقد اعتبر الكثير هذا الفوز، خاصة بنتيجة ثقيلة بمثابة المحفز الذي ستقدم دون شك معه المدية مقابلة جيدة في المواجهة القادمة التي ستجمعه مع نجم القليعة في إطار الدور الأخير من منافسة كأس الجزائر قبل الدخول إلى الدور 32. شوط أول دون المستوى، الثاني أفضل ونياطي يحفظ ماء الوجه قبل اللقاء كان اللاعبون يمنون النفس بأن يسجلوا هدف السبق مبكرا، وهو ما لم يتحقق وعانوا خلال ربع الساعة الأول بعد أن شهد سيطرة الفريق الزائر، حيث تمكن نياطي في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول وبعد سيطرة الفريق المداني تمكن من افتتاح باب التسجيل بطريقة جميلة وبرأسية محكمة لم يتحكم الحارس بلعربي من صدها. هدف نياطي الذي حفظ ماء وجه المدانيين في الشوط الأول كان له الأثر الإيجابي خلال المرحلة الثانية خاصة أن فريقه في الشوط الثاني كان أفضل بتسجيله لهدفين عن طريق زروقات والثالث من تسديدة له شخصيا قوية لم يحرك لها الحارس المستغانمي ساكنا. بن مدور يؤكّد أنه الحارس رقم واحد بعدما كان وراء الفوز في العديد من المباريات بداية الموسم أمام كل من عنابة، البليدة، "الموك" وتعادل بارادو بتدخلاته الكثيرة الموفقة بعدها جلس على كرسي الإحتياط منذ مباراة البرج التي تلقى فيها ثلاثية كاملة، قطع أول أمس الحارس الشاب بن مدور الشك باليقين بخصوص مكانته الأساسية في التشكيلة، وأكد أمام مستغانم أنه الحارس رقم واحد دون منازع في الفريق، وهذا بفضل تدخلاته الحاسمة التي منحت زملاءه الكثير من الثقة. ويكفي التأكيد على أن "الأولمبي" ما كان ليظفر بالنقاط الثلاث لولا براعة بن مدور. الدفاع لم يتأثر بغياب بودماغ وعمورة "س" استعاد الخط الخلفي في هذه المباراة الصلابة التي كان يعرف بها منذ بداية الموسم على وجه الخصوص، حيث أدى الدفاع مباراة جيدة سواء من حيث التركيز أو التفوق في الصراعات الفردية والثنائية بدليل أن هجوم ترجي مستغانم بقيادة شلالي وألامالي لم يجد ضالته ولم يقلق بن مدور سوى في بعض المناسبات التي صدها زملاء المتألق مقران طيلة التسعين دقيقة، وذلك بالنظر إلى الرقابة اللصيقة التي فرضها بوتناف، خرباش ورايت على المهاجمين. ورغم غياب بودماغ وعمورة "س" بسبب الإصابة، إلا أن الخط الخلفي لم يفقد توازنه. الوسط ربح معظم الصراعات الثنائية تحسن خط الوسط كثيرا هو الآخر مقارنة بالمباريات الفارطة، حيث ظهر الإنسجام بين دروكدال، صحراوي، بلحمري ونياطي وقد أدى هؤلاء مباراة في المستوى من حيث الإرادة والإنسجام بينهم وتفوقوا بذلك على أشبال المدرب عصمان الذين يملكون خط وسط في المستوى بدورهم، حيث تفوق رفقاء الهداف نياطي في معظم الصراعات الفردية بدليل أن بلحول ورفاقه لم يجدوا ضالتهم. ورغم التغييرات التي أحدثها عصمان لمنح فعالية أكبر لخط وسط فريقه، إلا أن ذلك لم يغيّر من الأمر شيئا. الهجوم ينتفض، نياطي يتألق وزروقات يمضي الثالث أما فيما يخص خط الهجوم، فإنه أدى دوره كما ينبغي في مباراة مستغانم وخير دليل هو تسجيل ثلاثية كاملة جاءت لأول مرة من طرف المهاجمين، حيث استطاع المتألق نياطي أن يحرز ثنائية جميلة، حيث جاء الهدف الأول برأسية محكمة والثاني جاء بتسديدة قوية على الطريقة الأوروبية حين سكنت كرته في الزاوية التسعين. أما الهدف الآخر فكان من نصيب مدلل الفريق والهداف زروقات صاحب الأهداف الحاسمة وجاء بعد عمل ثنائي رائع بينه وبين نياطي وهذا ما يبين أن خط الهجوم بدأ يجد ضالته منذ التحاق هدان رغم أنه لا زال يضيع بعض الفرص الساذجة التي يجب على هدّان إيجاد الحلول لها مستقبلا. زروقات "مرمد" دفاع مستغانم ويلتحق ببختي يبقى فريد زروقات رجل اللقاء بشهادة كل الحاضرين، حيث تألق بشكل لافت ليس فقط بالهدف الجميل الذي حمل توقيعه مع بداية المرحلة الثانية بعد تلقيه كرة على طبق من زميله نياطي، ولكن أيضا بطريقة مداعبته الكرة وفنياته الساحرة حيث أدّى زروقات لقاء في القمة وكان الأحسن والأخطر في الخط الأمامي ل "لوام"، بدليل أن مدافعي مستغانم وجدوا صعوبة لشلّ تحركاته والحدّ من خطورته، ولم ينفعهم سوى اعتدائهم المتواصل على اللاعب الذي احتسب الحكم لصالحه عدة مخالفات. وبهذا الهدف يكون زروقات قد التحق بهداف الفريق بختي الذي سجل 3 أهداف منذ بداية البطولة. هدّان كان سعيدا في نهاية المواجهة وأثنى على لاعبيه كان المدرب مصطفى هدّان سعيدا للغاية في نهاية اللقاء، حيث اعتبر أن الفوز الذي حققه فريقه كان مستحقا ويحرره من التخوف الذي ساد الجميع قبل انطلاقة المواجهة. كما أثنى على لاعبيه في نهاية اللقاء وقال إنه يجب عدم القول إنه كان وراء هذا الفوز لوحده، وإنما حتى إرادة اللاعبين أيضا كان لها دور فعّال في صنع الفارق، كما تحدث مع لاعبيه في غرف حفظ الملابس وأثنى على المردود الذي قدموه وشكرهم على المجهودات التي بذلوها طيلة التسعين دقيقة. العلامة الكاملة للروح الرياضية رغم أن اللقاء شهد تنافسا شديدا في أغلب فتراته، إلا أن اللاعبين كانوا رياضيين لأبعد الحدود فوق أرضية الميدان والأكثر من ذلك أن لاعبي الفريقين أنهوا اللقاء بالأحضان، الأمر الذي أكد أن المواجهة كانت رائعة من جانب الروح الرياضية، في الجهة المقابلة واصل أنصار أولمبي المدية تألقهم رغم أنهم انقسموا في المدرجات بفضل روحهم الرياضية بدليل أنهم صفقوا لبعض محاولات لاعبي مستغانم وللفريق عند نهاية المباراة.