كما كان منتظرا مثل نجم المنتخب الكاميروني صامويل إيتو أمام المجلس التأديبي للاتحادية الكاميرونية لكرة القدم في جلسة استماع عقدت مساء أول أمس الاثنين، في الوقت الذي غاب أنوح أفونغ ومثّله محاميه كما غاب اللاعب الثالث المستدعى إسو إيكوتو الذي لم يُعلم أحد بأسباب غيابه، وجرت جلسة الاستماع في فندق “مونت بيبي” عوضا عن مقر الاتحادية، بينما كشف تقارير أن طوقا أمنيا كبيرا أحاط بالفندق مخافة غضب الكاميرونيين الذين لم يهضموا حتى الآن المهزلة التي حصلت في مراكش وأدت إلى إلغاء مباراة “الخضر”، وقد تسربت تفاصيل ما دار من داخل هذه الجلسة السرّية نقلها موقع “كام فوت” فارتأينا إعادة نشرها باختصار. إيتو حاول تبرئة نفسه وزملائه وحمّل المسؤولية للاتحادية وكان عضو من الوزارة حاضرا في الجلسة كشاهد أين أكد أن الوزير السابق للرياضة زووا (أقيل قبل أيام) أرسل للأمين العام للاتحادية الكاميرونية تقريرا قبل دورة مراكش طلب فيه أن تتم تسوية منح اللاعبين لأن الدولة – حسب المراسلة – تعاني من مشكل سيولة مالية، وبعد ذلك جاء الدور على نائب رئيس الاتحادية الدكتور منفانغ فرانسي الذي كان حاضرا في مراكش وقال إنه حذّر اللاعبين من مغبة الغياب عن لقاء الجزائر، كما ذكر بما فعلوه من ممارسات ثم طلب دخول مدرب المنتخب الكاميروني دنيس لافان ومساعده مارتن نديتونڤو أين شرحا ما فعلاه لأجل إقناع اللاعبين بالذهاب إلى الجزائر قبل أن يسقط كل شيء في الماء بإلغاء المباراة، ثم دخل إيتو القاعة مع محاميه ڤابريال كالجوب الذي كان هو نفسه محامي أنوح أفونغ، وقد طلب أن يتم السماح بإدخال زميله في المنتخب وكذلك في نادي أنجي الروسي بينوا إنڤبوا لأنه جزء من دفاعه عن نفسه، وتكلّم إيتو عن تفاصيل ما وقع وحاول أن يبرّئ نفسه وزملاءه محمّلا المسؤولية للاتحادية، ليمر الجميع إلى المرحلة الأهم وهي المواجهة وجها لوجه بين نائب رئيس الاتحادية وإيتو أين تبادلا الإتهامات، و بعد ساعتين ونصف من الاستماع غادر الجميع الفندق فيما يبقى الحكم مؤجلا. إيتو: “لا نلعب لأجل المال في المنتخب ومنحت أدلة على ما حصل في مراكش” وقال إيتو عما حصل داخل القاعة عند خروجه في تصريحات للإعلاميين: “لقد قلنا الحقيقة فيما يتعلق بما حصل في مراكش، أتمنى أن تتاح لي الفرصة لأقولها أيضا للكاميرونيين”، كما تمنى أن تكون هناك مصداقية في إصدار الحكم وأضاف: “لا يمكن أن نقول كلاعبين ما وقع قبل أن تظهر نتيجة هذه الجلسة، كنا دائما محترمين أمام منتخب بلادنا وهو ما على الكاميرونيين أن يفهموه، نحن لا نلعب في المنتخب الكاميروني لأجل المال بل نلعب لأننا نحب منتخب بلادنا، تعرفون أننا نتحمّل الخطر لكننا لا نبالي به لأننا نحب بلادنا، على كل لقد قدمت الأدلة على ما حصل في مراكش وأنتظر إنصافنا”. إيتو “يرشي” الكاميرونيين ب 122 ألف أورو وفي محاولة فهمها الجميع على أساس أنها “رشوة” للشعب الكاميروني حتى يغفر له ما فعله تبرّع إيتو بمبلغ 80 مليون فرنك إفريقي (العملة المحلية للكاميرون) أي ما يعادل 122 ألف أورو من أجل بناء مستشفى في قرية “نجامبي” الكاميرونية التي تعاني من عدم توفر المستشفيات والخدمات الطبية بها، وقال إيتو الذي يحصل على راتب سنوي تصل قيمته إلى 20 مليون أورو في تصريحات لوكالة الأنباء الإسبانية، إنّ المشاركة في مساعدة الشعب الكاميروني تأتي على رأس أولوياته، متعهّدا بمزيد من المشاركات في بناء مشاريع تنموية رغم أنّ القصد من وراء ما فعله هو محاولة استعطاف الكاميرونيين، في وقت كان وزملاؤه قد قاطعوا مباراة الجزائر بسبب 1500 أورو.