صحيح أن مرسال دوسايي لعب سنوات طويلة في نادي تشيلزي اللندني، ويملك ذكريات جميلة مع هذا الفريق، ويملك علاقات وطيدة مع مسؤولي وبعض لاعبي هذا النادي، وهو ما جعله يبقى يحب هذا النادي ويتابع أخباره، إلا أن وجود العديد من اللاعبين الأفارقة في هذا النادي زاد المدافع الدولي السابق لمنتخب “الديكة” اهتماما بهذا الفريق، وهذا حسب ما أكده لنا في حواره معنا. ويصرّ دوسايي دائما على تقديم يد المساعدة وتطوير الكرة الإفريقية، وهو ما جعله يتابع أخبار اللاعبين الدوليين الأفارقة الذين ينشطون في إفريقيا ومن بينهم اللاعبون الجزائريون طبعا. يؤمن كثيرا بقدرة الجزائر على تحقيق المفاجأة خلال المونديال من خلال حديثنا مع دوسايي، تأكدنا من أن هذا الأخير يتابع كثيرا الكرة الجزائرية، وهو ما جعله يتابع اللقاءات الأخيرة التي لعبها “الخضر” خلال التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم. وهذا ما يعني أنه سيكون من بين الملاحظين المهتمين بالمنتخب الجزائري في جنوب إفريقيا، خاصة أنه يؤمن بقدرة رفقاء زياني على تحقيق المفاجأة في هذا المونديال، حسب ما أكده لنا، بعد أن عبر عن إعجابه بما قدمه “الخضر” في التصفيات وقال إنهم يملكون الإمكانات اللازمة للتأهل إلى الدور الثاني. نهائي كأس الإتحاد الإنجليزي مواجهة إنجليزية- جزائرية لم تتم المواجهة التي جرت السبت الماضي بين المتوج مؤخرا بالبطولة الإنجليزية نادي تشيلزي والنازل إلى القسم الثاني نادي برتسموث كانت ستكون بمثابة مواجهة إنجليزية- جزائرية مصغرة، حيث أن الفريق الأول يضم أربعة لاعبين دوليين إنجليز وهم لامبارد، جون تيري، أشلي كول وجون كول، بينما يضم برتسموث دوليين جزائريين ويتعلق الأمر بكل من نذير بلحاج وحسان يبدة. لكن تعذّرت مشاهدة مواجهات ثنائية بين هؤلاء اللاعبين لغياب يبدة ومشاركة بلحاج في عشر دقائق فقط. ------------------- “يجب أن تفوز الجزائر بالمباراة الأولى من أجل كسب الثقة في النفس” “كنت أتمنّى الحضور رفقة زيدان وديشان خلال دورة الجزائر” “حذار من إنجلترا لأن خطأ صغيرا قد يصنع الفارق” حتى وإن لم يعد لاعبا في نادي تشيلزي منذ اعتزاله اللعب، إلاّ أن مرسال دوسايي يبقى محبوبا في “ستامفوم بريج” وتعشقه كل جماهير تشيلزي، وحتى اللاعبون على غرار القائد الحالي ل “البلوز” جون تيري الذي أخذ أسرار مهنة المدافعين من مرسال، وهذا في فترة تولي “جيانلوكا فيالي” العارضة الفنية للفريق... نفس الأمر بالنسبة إلى كل الجماهير الإفريقية التي تحب هذا المدافع الذي لم يتنكر يوما لأصله الغاني. وقد استغللنا وجوده في انجلترا في إطار عمله كمحلل لقناة “كنال+” من أجل الحديث معه والحصول على هذا الحوار الشيق. هل اشتقت لأجواء الكرة هنا مع فريقك السابق تشيلزي؟ لقد أمضيت هنا العديد من الأوقات الجميلة، ولا تنسى أني آتي إلى هنا في الكثير من الأحيان في إطار عملي مع قناة كنال+، وأنا في اتصال دائم مع زملائي السابقين وفريقي السابق هنا. واليوم يجب أن نوجه تحية خاصة لكرة القدم الإفريقية المتواجدة بقوة هنا بتشيلزي، والتي تصنع الفارق في هذا النادي في العديد من المرات. تشيلزي حطم العديد من الأرقام القياسية هذا الموسم، بعدد الأهداف المسجلة في موسم واحد، فوز دروڤبا بالحذاء الذهبي كأحسن هداف في أوروبا، وكذا رقم أثقل نتيجة والتي فاز بها الفريق على حساب نادي ويڤان ب8 أهداف مقابل صفر، ما تعليقك؟ تشيلزي يستحق لقب البطولة هذا الموسم دون أي شك، رغم أنه ضيع رابطة أبطال أوروبا، حيث يضم مجموعة ممتازة من اللاعبين الذين أكدوا أحقيتهم بالفوز بالبطولة، خاصة أنهم حققوا نتائج باهرة وأرقاما خيالية على غرار تسجيلهم أكبر قدر من الأهداف في موسم واحد برصيد 103 هدف، قبل نيلهم الكأس التي حققوا بها الثنائية. دروڤبا الذي يعتبر من بين أحسن المهاجمين في العالم، أبدى سعادة كبيرة لما حاورته، ما تعليقك؟ دروڤبا مهاجم فريد من نوعه، وهو يؤكد على مستواه الرائع موسما بعد موسم، وقد استحق نيل الحذاء الذهبي بفضل ال29 هدفا التي سجلها، أتمنى أن يحافظ على فعاليته مع منتخبه خلال كأس العالم القادمة بجنوب إفريقيا. على ذكر كأس العالم، نود أن نعرف رأيك حول المجموعة الثالثة التي تضم كلا من الجزائر، إنجلترا، سلوفينيا والولايات المتحدة الأمريكية؟ إنها مجموعة صعبة للغاية والوضعية فيها ستكون معقدة، لو يتمكن الإنجليز من الظهور بأفضل مستوياتهم بقيادة المدرب كابيلو ستكون لديهم كلمتهم ليقولوها، المنتخب السلوفيني هو المنتخب المجهول في هذه المجموعة، لكن لديه لاعبين يتمتعون بفنيات عالية، إضافة إلى لعبهم الجماعي الممتاز. وبالمقابل المنتخب الأمريكي يعتبر منتخبا صلبا للغاية، ومن الصعب اختراقه، لهذا على الجزائريين أن يبدأوا المنافسة بطريقة جيدة إذا أرادوا أن يتأهلوا إلى الدور الثاني. وحتى يؤكدوا أنهم لم يقصوا المنتخب المصري بالصدفة، فيجب عليهم تحقيق انطلاقة جيدة وكسب الثقة في النفس، فحتى لو كان اللاعبون الجزائريون غير معروفين على المستوى الدولي إلا أنهم يتمتعون بفنيات عالية ولعب جماعي جيد للغاية. إذن حسب رأيك يجب الفوز في اللقاء الأول، وعدم الخوف من المنتخب الإنجليزي في اللقاء الثاني؟ كل شيء سيتوقف على اللقاء الأول، ففي مثل هذه المنافسات الثقة في النفس هي التي تصنع الفارق، كما أنه يجب الحذر من الإنجليز وعدم القيام بأخطاء كثيرة أمامهم، ويمكن القول إن الفارق يمكن أن يحدث إثر خطأ بسيط، لذلك يجب على الجزائريين أن يدخلوا بثقة كبيرة في النفس، خاصة أن الإمكانات لا تنقصهم وقد شاهدناهم في العديد من المباريات التي أظهروا فيها مستوى ممتازا. فالمنتخب الجزائري يلعب بحرارة كبيرة واندفاع كبير، لكن عندما تلعب بهذه الطريقة يمكن أن ترتكب أخطاء كثيرة، لهذا يجب أن يحاولوا إحداث التوازن اللازم. المنتخب الجزائري يضم العديد من اللاعبين الذين لا يشاركون كثيرا مع فرقهم، بصفتك لاعبا شارك في كأس العالم وفاز بها، هل تعتقد أنه من الممكن تقديم مونديال جيد في ظل هذه الظروف؟ كل شيء يتوقف على التربص التحضيري، فعندما لا تلعب كثيرا يتوجب عليك القيام بتحضير خاص، فبالنسبة للاعبين الذين يصلون إلى التربص ناقصي منافسة، يجب أن نحضر لهم برنامجا خاصا بهم حتى يصبحوا في نفس مستوى زملائهم ويتفادوا أن يكون هناك خلل في التوازن بين مستويات اللاعبين، لأنه يجب أن تكون هناك قوة وحيوية خلال اللقاء الأول، لأن كل مشوار المونديال يتوقف على هذا اللقاء، ويجب أن يكون هناك لاعبون أكفاء وأقوياء. ما هي النصيحة التي تقدمها لرابح سعدان قبل انطلاق المنافسة؟ التعامل مع الضغط بكيفية جيدة، لأن الضغط النفسي سيكون شديدا خلال هذه المنافسة، وبالتالي يجب تسيير هذه الوضعية ومحاولة وضع اللاعبين في أفضل حال حتى يلعبوا المباريات في أفضل أحوالهم النفسية، كما يجب أن نجعلهم يلعبون ويتنقلون فوق الميدان دون أي ضغط. مؤخرا حضر زملاؤك في المنتخب الفرنسي الفائز بكأس العالم سنة 1998 إلى الجزائر، وشاركوا في دورة كروية خاصة بكرة القدم في القاعة أمام منتخبات جزائرية، لكنك كنت غائبا، هل لنا أن نعرف السبب؟ كنت في سفر خارج فرنسا لأسباب مهنية، كنت أتمنى لو أني كنت معهم، لأني متأكد أنهم أمضوا أوقاتا رائعة في بلد يتنفس كرة القدم. هل تحدثت مع زيدان أو ديشان، أو زميل سابق لك في هذا الأمر؟ نعم لقد تحدثت مع ديدي ديشان والذي أخبرني بكل ما حدث، وأعرف أن الجميع استمتع هناك، فالجزائر هي بلد يهتم كثيرا بكرة القدم، وأمر رائع أن تشاهد هذا الاهتمام والشغف الشديد يترجم عبر تألق المنتخب الجزائري خلال التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم.