تأهّل اتحاد العاصمة إلى الدور ثمن النهائي من منافسة كأس الجمهورية أمام منافس صغير على الورق، لكن على الميدان أظهر شيئا آخر وأسال العرق البارد لرفقاء جديات، الذين ظنوا في البداية أن التأهّل سيكون مضمونا سواء بسهولة أو بصعوبة، لكن لا أحد كان يتصوّر أن تصل الأمور إلى الوقت الإضافي وبعده ركلات الترجيح، وهو الأمر الذي يؤكّد أن الاتحاد إذا واصل على هذا الحال فإنه سوف لن يذهب بعيدا، سواء في هذه المنافسة أو في منافسة البطولة. ماذا لو كان المنافس من القسم الأول؟ ويتساءل الأنصار وعدد من المتتبّعين عن وضعية الاتحاد لو كان المنافس من القسم الأول، فهناك من رأى أن التأهّل على شباب جيجل لا يمكن أن يفرح الأنصار، لأنهم ببساطة خرجوا غاضبين من الأداء والطريقة التي تأهّل بها أصحاب الزي الأحمر والأسود، وكان الكثير منهم يضرب كفا على كفّ ويقول ماذا لو كان الإقصاء على حساب فريق مثل جيجل؟ وماذا أيضا لو كان المنافس فريقا كبيرا؟ المسؤولية مشتركة وحتى الأنصار "يسالوا فيها" وإذا كان أداء رفقاء مفتاح بعيدا كلّ البعد عن مستوى فريق يتنافس من أجل نيل الألقاب، وأيضا لا يمت بأيّ صلة لفريق سمّي في بداية الموسم "فريق الأحلام"، فإن الأنصار هم أيضا كان لهم ضلع من المسؤولية التي آلت إليها المباراة، فقد بدأ الأنصار في شتم اللاعبين في نهاية الشوط الأول وبداية الشوط الثاني، وهو تصرّف غير مقبول ولم يتقبّله الكثير من عقلاء الفريق، فمن حقّ المناصر أن يغضب على لاعب ما عندما يضيّع، لكن شتم الفريق ككل فهذا يؤثر بشكل مباشر في روح المجموعة، وحدث الذي حدث. هذا لقاء الكأس فكيف سيكون حال لقاءات البطولة؟! وإذا كان الأمر يتعلق بلقاء من منافسة كأس الجمهورية، فإن اللاعبين سيكون تأثرهم أكبر في المباريات المقبلة الخاصة بالبطولة، حيث سيكون الضغط أكبر لأن الهدف الرئيسي هذا الموسم هو التتويج بلقب البطولة، ولهذا السبب سيكون رفقاء جديات في المباريات المقبلة في "عين الإعصار"، وسيواجهون غضبا عارما من أنصار الزيّ الأحمر والأسود، لأنهم يريدون انتصارات وبأداء يليق بمقام فريق مثل نادي "سوسطارة". الإدارة رفعت الضغط على اللاعبين منذ مدّة وتتحمّل الإدارة أيضا جزءا من المسؤولية كونها وضعت اللاعبين تحت ضغط كبير، وهذا بسبب المطالب التي وضعتها في وقت سابق، حيث أكدت على ضرورة الذهاب بعيدا في هذه المنافسة، والأكثر من ذلك أنهم مطالبون بلعب الأدوار الأولى في البطولة، وهو ما وضع اللاعبين تحت ضغط المطالب من جهة وضغط الفرق الأخرى التي ترى نفسها أقل شأنا من الاتحاد، ولذا تلعب براحة كبيرة. إيغيل أحدث تغييرات، ولكن... وكان المدرب إيغيل أحدث بعض التغييرات على التشكيلة التي واجهت شباب بلوزداد السبت الماضي، حيث أعاد فرحات وجديات إلى التشكيلة الأساسية، واعتمد على حميتي وبوعلام في الهجوم، بالإضافة إلى شافعي الذي عوّض العيفاوي المصاب، وهي التغييرات التي كان يأمل من خلالها أن يصل الفريق إلى مستوى أحسن من الذي ظهر به في "الداربي"، غير أن الأمور جرت في الاتجاه المعاكس. حميتي لم يكن ليشارك لأن الكلّ ساخط عليه وتساءل الكثير عن اعتماد المدرب المدرب إيغيل على المهاجم حميتي الذي يوجد في فترة فراغ طويلة، وجميع الأنصار ساخطون عليه، وبما أن المباراة أمام فريق صغير وجرت في ملعب بولوغين، فإن الضغط كان أكبر، لذا رأى البعض أنه لم يكن ليشارك حميتي، والدليل هو المستوى الذي ظهر به عقب دخوله، وقد غامر إيغيل كثيرا بمنحه فرصة تنفيذ ركلة من ركلات الترجيح، ولحسن حظه أنه سجّلها. لعب تحت الضغط وتضييعه الفرص زاد الأمور تعقيدا وإذا كان مستوى حميتي بعيدا عن مستواه الحقيقي، فإن ما زاد الضغط عليه وعلى جميع زملائه هي لقطة الكرة التي ضاع من خلالها هدف محقق في منتصف الشوط الثاني، حيث كان على بعد سنتمترات فقط عن خط المرمى لكنه قذف الكرة بكل ما أوتي من قوّة لترتطم بالعارضة وتخرج، مضيّعا الفرصة ومضيفا ضغطا مضاعفا على عاتقه وعلى عاتق الجمهور. خط هجوم جديد وإيغيل لا يزال يجرّب وخاض المدرب إيغيل ثاني مباراة له منذ توليه تدريب نادي "سوسطارة"، الأولى كانت السبت الماضي أمام بلوزداد، ولعبها بخط هجوم متكوّن من "سارج نڤال"، حميتي ومكلوش، قبل أن يقلب الطاولة رأسا على عقب ويشرك بوعلام ودحام وخلفهما فرحات وجديات، وهو دليل على تغيير في الخطة وأيضا في اللاعبين الذين ينشطون في الهجوم، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على أن المدرب إيغيل لا يزال في مرحلة تجريب خاصة أن الهجوم "نائم" منذ مدة. دخول "مايڤا" دليل على احترامه الكبير للمنافس وجاء أوّل تغيير في نهاية الشوط الأول بخروج مفتاح مصابا وتمّ تعويضه ب "مايڤا"، أيّ أن المدرب إيغيل لم يفكر في تغيير الخطة ومنح دعما أكبر للهجوم، وهو دليل على احترامه الكبير للمنافس، حيث واصل اللعب بخطة (4/4/2)، في وقت رأى بعض من تابع اللقاء أنه كان بإمكانه إضافة مهاجم أو وسط ميدان هجومي والإبقاء على فرحات لاعب رواق كونه تعوّد على ذلك، ولكن إيغيل احترم كثيرا المنافس وأراد الإبقاء على المنافذ مغلقة. مكلوش هو التغيير الوحيد الناجح وكان الجميع ينتظر التغيير الثالث بعد دخول "مايڤا" وحميتي، فاختار المدرب إيغيل مهاجما إضافيا من بين الثلاثة الذين كانوا في مقعد البدلاء، وهم أوزناجي، "نڤال" ومكلوش، هذا الأخير هو الذي حظي بثقة المدرب، وبطبيعة الحال أفرح الأنصار كثيرا وجعلهم يأملون في أن يكون الحلّ لمعضلة الهجوم، ورغم تحرّكاته الكثيرة إلا أنه لم يكن محظوظا. الأمور ستزداد صعوبة أمام تلمسان وسيستأنف الاتحاد منافسة البطولة الأسبوع المقبل حيث سيلعب مباراة داخل الديار أمام وداد تلمسان، وهي المباراة التي تعتبر صعبة جدا بالنظر إلى قوّة المنافس الموجود في المركز الخامس، وازدادت صعوبة بسبب الضغط الذي ارتفع ضدّ لاعبي الاتحاد عقب مباراة الكأس أول أمس، وعليه فإن التخوفات بدأت من الآن حول إمكانية وقوع الفريق في الفخّ. ------------------- إيغيل: "مشكلتنا في الهجوم متواصلة ولا زلت أجرّب اللاعبين" اعترف المدرب إيغيل مرة أخرى بوجود مشكل كبير في الخط الهجومي، حيث أكد أنه لا يزال يمنح الفرصة بالتدريج لكل اللاعبين، وأنه سيمنح في المستقبل القريب الفرصة لمن لم يلعب بعد، حيث قال: "من الطبيعي أن نقول إننا نواجه مشكلة في الهجوم، منحت الفرصة هذه المرة لبوعلام ودحام العائدين بقوة في التدريبات وسأواصل منح الفرصة لبقية اللاعبين". "التغيير الأول كان اضطراريا وتأسفت لتضييعه" وتأسف إيغيل مجددا على لجوئه لتغيير اضطراري، حيث أكد أن الحظ يخون الفريق في كل مرة، فبعد أقل من أسبوع من تعرّض العيفاوي لإصابة وخروجه اضطراريا في مباراة الداربي، هاهو يضيّع مفتاح هذه المرة حيث قال: "كنا نأمل في استعمال التغييرات لتعزيز الهجوم، لكننا لجأنا مرة أخرى إلى تعويض مفتاح الذي أصيب، حيث ضيّعنا تغييرات في نهاية الشوط الأول". "حميتي لم يشارك أساسيا لأنه كان مصابا" وتحدث مدرب نادي سوسطارة عن اللاعب فارس حميتي، حيث برر عدم إقحامه أساسيا بقوله: "حميتي لم يتدرب في الحصتين الأولى والثانية حيث كان يعاني من إصابة خفيفة، لهذا السبب أرحته في البداية ولما رأيت الأمور لم تسر كما يجب أقحمته، وقلت لعل وعسى يتمكن من تعزيز الهجوم وفك العقدة، لكن لسوء حظنا جميعا لم يتمكن من ذلك". "دحام عائد إلى مستواه ولذا منحته الفرصة" أما فيما يخص المهاجم دحام فقد قال المشرف الأول على العارضة الفنية للاتحاد: "دحام له من الخبرة والتجربة ما يؤهله لكي يحصل على فرصة اللعب، كنت أريد إشراكه الأسبوع الماضي بديلا لكنني لم أستطع القيام بذلك، وهو عائد إلى مستواه وأظهر استعدادا لا بأس به في التدريبات لذا منحته الفرصة أمام جيجل". "فرحات وبوعلام ظهرا بوجه طيب أمام الشباب" وفيما يخص الهجوم دائما وحول التغييرات التي قام بها مقارنة بما كان عليه الحال أمام بلوزداد، قال إيغيل إن الثنائي بوعلام- فرحات كان دخوله إيجابيا أمام بلوزداد لهذا السبب منحه الفرصة من البداية هذه المرة حيث قال: "كما رأيتم بوعلام وفرحات كان دخولهما مفيدا أمام بلوزداد وأعطيا دعما للهجوم، لهذا السبب اعتمدت عليهما ولم يخيّبا، الشاب فرحات يملك إمكانيات ويمكن الاعتماد عليه في أكثر من منصب، لهذا السبب منحته الفرصة أساسيا". "بوعلام لم يكن بإمكانه لعب اللقاء كاملا" وتحدث إيغيل أكثر على اللاعب بوعلام حيث قال: "بوعلام لم يكن بإمكانه لعب المباراة كاملة، ولكننا اضطررنا إلى منحه الفرصة لمدة 120 دقيقة، فهو عائد من إصابة ولم يلعب منذ مدة لذا لم يكن بإمكانه إنهاء اللقاء بنفس المستوى". ------------------- إيغيل يرفع الضغط على لاعبيه ويؤكد: "لاعبونا ليسوا الأعلى أجرا، ولكن مشكلتهم أنهم يتلقونها بانتظام" تطرّق المدرب إيغيل إلى نقطة هامة تخص الضغط الذي يعاني منه اللاعبون منذ بداية الموسم، حيث أراد أين يدافع عنهم بطريقة مباشرة، إذ تحدّث مباشرة عن موضوع الأموال الباهظة التي يتلقاها لاعبو الاتحاد حيث قال: "يتحدث الجميع عن الرواتب التي يتلقاها لاعبو الاتحاد، ولكنني متأكد وعلى علم بأن رواتب عدة لاعبين في فرق أخرى أكبر من التي يلقاها لاعبونا، لكن مشكلتنا نحن في اتحاد العاصمة، هو أن لاعبينا يتلقوا رواتبهم بصفة قانونية ومنتظمة". "كل شيء واضح ومصرّح به وهذا ما لا يحدث عند الجميع" وتابع إيغيل حديث عن موضوع الرواتب حيث قال: "في اتحاد العاصمة كل شيء واضح ومكشوف ومصرّح به من طرف الإدارة، وهو ما لا يحدث في الكثير من الفرق الأخرى، وهذا ما يشكل في حد ذاته ضغطا على لاعبينا". "الجانب النفسي مهم للغاية ولكن الضغط يعمل ضدنا" وقال إيغيل عن أن العدو الأول للاعبين هو مشكل الضغط سواء الداخلي الذي يمارس عليهم من طرف الأنصار، أو من طرف المحيط الخارجي والبعيد عن الفريق، حيث قال: "لاعبونا يعانون من الناحية النفسية بسبب الضغط الذي تمارسه كل الأطراف على هذا الفريق، كل الأمور تسير ضدنا وما علينا سوى تسيير الأمور بحكمة". "لتصنع فريقا يجب أن يكون لديك وقت كاف" وحول النجوم التي يضمها اتحاد العاصمة قال مدربهم الجديد مدافعا عنهم: "لتصنع فريقا عليك أن تأخذا وقتا وتجلب لاعبين كانوا الأحسن في فرقهم، لكن اللاعبين الذين تم جلبهم لا يمكن مطالبتهم بما لا يستطيعون فعله، لأن الوقت ليس في صالحهم وهم بحاجة إلى وقت كاف لفعل ذلك". "جلب النجوم ليس معناه أنك صنعت فريقا كبيرا" وتابع ايغيل حديثه عن اللاعبين البارزين والذين يعتبرون الأحسن في البطولة الجزائرية حيث قال: "جلب لاعبين في نظر البعض نجوما لا يعني بالضرورة أنهم سيصنعون فريقا كبيرا بين عشية وضحاها، فكل شيء يأتي بالعمل ووفق وقت معيّن". "لا يمكن أن نطلب من لاعب الصعود إلى الدور العاشر وهو عاجز عن الوصول إلى الرابع" وقال المدرب السابق لشبيبة القبائل إنه لا يريد تحميل اللاعبين ما لا يستطيعون حيث قال: "الضغط المتواصل على اللاعبين يجعلهم عاجزين عن تقديم كل ما يملكون، فاللاعب لما يصبح عاجزا عن الصعود إلى الدور الرابع أو الخامس من العمارة، فإنه من غير المعقول أن نطالبه بالصعود إلى الدور العاشر". ------------------- حصة استرخاء صبيحة أمس برمج المدرب مزيان إيغيل حصة تدريبية صبيحة أمس بداية من الساعة العاشرة كانت مخصّصة للجانب البدني، حيث ركز فيها على الاسترجاع، وخاصة بالنسبة للاعبين الذين شاركوا في المباراة التي جرت أول أمس. وأجرى اللاعبون حصة خفيفة ولحسن حظهم أنها جاءت بعد التأهّل في الكأس وكانت المعنويات مرتفعة بعض الشيء، وإلا لكانت في الحضيض لو خرجوا من هذا الدور أمام فريق متواضع مثل شباب جيجل. راحة اليوم وغدا منح الطاقم الفني لاعبيه راحة يومين ونصف، فرفقاء بوعلام سيركنون للراحة اليوم وغدا الأحد، قبل أن يكون الموعد مع راحة صبيحة الاثنين، وهو الأمر الذي لم يستفد منه اللاعبون منذ مدّة طويلة نظرا لضيق الوقت وتقارب مواعيد المباريات. العودة أمسية الاثنين في الرابعة برمج المدرب إيغيل العودة إلى التدريبات أمسية الاثنين بداية من الساعة الرابعة، حيث سيكون اللاعبون على موعد مع بدء الاستعدادات للقاء السبت القادم أمام وداد تلمسان بملعب "عمر حمادي"، بداية من الساعة السادسة إلا ربع. القرعة يوم 28 نوفمبر ينتظر أنصار كلّ الفرق المتأهّلة إلى الدور ثمن النهائي من منافسة كأس الجمهورية موعد إجراء القرعة. وقد حدّدت اللجنة المكلفة بتسيير منافسة الكأس يوم 28 نوفمبر موعدا لإجراء العملية التي ستمسّ الدورين ثمن النهائي وربع النهائي، وسيتم لاحقا تحديد مكان وتوقيت إجراء عملية القرعة.