كانت السلطات العليا الغامبية قد تحدثت منذ أيام عبر وزيرة خارجية هذا البلد عن ضمان الحماية للوفد الجزائري ما إن يصل إلى "بانجول"، وهي الحماية التي وقفنا عليها من خلال التعزيزات الأمنية المشددة التي حظي بها المنتخب منذ وصوله، حيث كانت الحافلة محاطة برجال الشرطة والعساكر في طريقها من الفندق إلى المطار، فضلا عن أن الحصة الإسترخائية الخفيفة في إحدى الغابات المحاذية للفندق، جرت تحت حراسة أمنية مشددة من طرف العساكر، غير أن المسؤولين الجزائريين لم يتقبّلوا ذلك، وطالبوا بتخفيف الخناق على الوفد الجزائري غير المتعوّد على مثل هذه الأمور في خرجاته السابقة. البلد لا يعيش حربا فلمَ الحماية المشددة؟ وكان العساكر قد دخلوا الفندق ما إن التحق الوفد الجزائري به، وغرضهم ضمان الحماية لهم لا أكثر ولا أقل، غير أن المشهد بدا مرعبا في ظل الزي الرسمي الأخضر لهؤلاء العسكر والأسلحة التي كانوا يحملونها، فتدخل روراوة والسفير وكافة المسؤولين وطلبوا من العساكر أن ينسحبوا من الفندق وألا يوفروا للمنتخب هذه الحماية التي جاؤوا من أجلها، لا سيما أن البلد آمن ولا يعيش حربا أو صراعات سياسية تتطلب أن يصول ويجول العساكر في بهو الفندق أمام اللاعبين. تواجدهم كان سيرعب اللاعبين ويكون المسؤولون وعلى رأسهم روراوة قد أحسنوا فعلا بعدما أبعدوا العساكر عن اللاعبين من الفندق، لأن تواجدهم بذلك الزي الرسمي كان من شأنه أن يرعب اللاعبين ويزرع الخوف في قلوبهم، لا سيما بالنسبة إلى اللاعبين الجدد الذين لم يسبق لهم أن رأوا مثل هذه المشاهد، في صورة بودبوز، فغولي وكادامورو، ثم إن تواجد العساكر والجنود الغامبيين كان من شأنه أن يؤثر في تركيز اللاعبين سلبا قبل اللقاء. منتخبنا محمي من طرف أعوانه وإن كان ما فكرت فيه السلطات العليا الغامبية أمر جيد، بتوفير الحماية للوفد الجزائري في بلدها منذ وصوله حتى مغادرته، إلا أن الأمر بدا مبالغا فيه بعض الشيء ما دامت غامبيا تعيش في أمان وسلام، فضلا عن أن المنتخب حل هنا مرفوقا بأعوان أمن يقومون حتى الآن بمهامهم على أكمل وجه قبل أن يصل "الخضر" إلى هنا. ومنتخبنا يتواجد الآن تحت ظل حمايتهم وحماية خالقنا.. ---------------------------------- استقبال المنتخب في "بانجول" كان باردا والأمر مفتعل من طرف الغامبيين صحيح أن منتخبنا لم يواجه أي مشكلة حتى الآن منذ أن وطأت أقدامه "بانجول" الغامبية، وصحيح أنه لم يتعرض لأي استفزازات من طرف الغامبيين الذين بدوا لنا مسالمين حتى الآن، إلا أن الحرب النفسية تبقى معلنة من طرف المسؤولين الغامبيين، الذين لم يقوموا بواجبهم تجاه البعثة الجزائرية، رغم أن منتخبنا الوطني حل ضيفا عليهم للمرة الثالثة على التوالي في السنوات الخمس الأخيرة، ولا ندري إن كان الغامبيون لا يعرفون طريقة إكرام الضيوف أم أنهم افتعلوا ذلك للتأثير مسبقا في تركيز لاعبينا ومعنوياتهم ما إن وصلوا غامبيا. الإجراءات الإدارية، الحافلة، السيارات تكفل بها تسفاوت، السفير وعضو الإتحاد الإفريقي وجرت العادة والأعراف في مثل هذه المحافل الكروية أن يكرم المضيف ضيفه، وأن يتكفّل مسؤولو المنتخب أو النادي المضيف بزوارهم، غير أن الغامبيين لم يقوموا بذلك، فالإجراءات الإدارية مثلا تكفل بها مسؤولو المنتخب الجزائري وسفير الجزائر في السنغال عبد الرحمن قراح وعضو الإتحاد الإفريقي، الجزائري مراد، حيث قاموا بواجبهم من أجل أن تكون الإجراءات الإدارية على مستوى المطار سريعة للسماح للمنتخب بالمغادرة، وحتى الحافلة التي أقلت المنتخب من المطار إلى الفندق جلبها المسؤولون الجزائريون هي والسيارات الصغيرة التي تم اكتراؤها. رئيس الاتحادية الغامبي جاء لاستقبال روراوة وفي وقت غاب فيه المسؤولون الغامبيون عن استقبال المنتخب، كان رئيس الإتحادية الغامبي "كينيت سبيدي" الوحيد في استقبال "الخضر" لدى وصولهم، لكنه وصل متأخرا بعض الشيء، بما أن وصوله تزامن بعد إتمام كافة إجراءات دخول المنتخب التراب الغامبي، والغرض من زيارته هذه حسب ما بدا لنا هو ملاقاة الرئيس محمد روراوة بالنظر إلى العلاقات التي تربطهما بما أنهما مسؤولين للإتحاديتين الجزائرية والغامبية، واقتصر واجب الغامبيين في نهاية المطاف على أمر وحيد، وهو توفير الحماية من طرف شرطتهم لمنتخبنا لمّا كان في طريقة من المطار إلى الفندق. ---------------------- اللاعبون أعجبوا بمكان الإقامة في "أوسيون باي" عبّر اللاعبون عن إعجابهم بفندق "أوسيون باي" أين سيقيمون فيه إلى غاية ليلة اليوم، وهو فندق حتى إن لم يكن بنفس النعيم الذي كانوا فيه بمراكش يوم واجهوا المنتخب المغربي، إلا أن حلّته والخدمات الراقية المتوفرة فيه جعلهم يعبّرون عن رضاهم بظروف الإقامة فيه. الجدد ومن لا خبرة لهم في إفريقيا استراحوا كما قلنا من قبل، فإن اللاعبين الجدد ممن انضمّوا حديثا إلى صفوف المنتخب في صورة كادامورو وفغولي، وكذلك من لا خبرة لهم في بلدان إفريقيا "التعيسة" كبودبوز مثلا سيجدون راحتهم في هذا الفندق، ولن يشعروا للحظة واحدة أنهم يتواجدون في إفريقيا، بل أنهم قد يتبادر إلى أذهانهم أنهم في أوروبا بالنظر إلى جمال الفندق. اللاعبون لم يغادروا الفندق التزم اللاعبون غرفهم من أجل التركيز للقاء، ولم يغادروه كثيرا سوى للتوجّه إلى ساحته الكبيرة لتبادل أطراف الحديث فيما بينهم، أو للتواصل بذويهم ومقرّبيهم عبر الهاتف أو الأنترنيت. ارتدوا جوارب خاصة بالاسترخاء لفت اللاعبون صبيحة أمس الأنظار بالجوارب التي كانوا يرتدونها، وهي جوارب مفيدة جدا لصحتهم، وتسمح لأقدامهم بالاسترخاء والاسترجاع من التعب الذي نال منهم بعد سفيرتهم الشاقة إلى "بانجول". قاموا بجولة خفيفة عبر أرجاء الفندق كانت الساعة تشير إلى العاشرة والنصف صباحا عندما غادر اللاعبون قاعة الاستقبال وتوجّهوا إلى ساحته الكبيرة، وحتى إن لم يكن بإمكاننا الدخول للإطلاع على ما قاموا به، إلا أننا علمنا أنهم قاموا بجولة خفيفة عبر أرجاء الفندق، بأمر من المدرب "حليلوزيتش"، الذي كان يبحث عن كلّ السبل التي تجعلهم يسترجعون من التعب الذي نال منهم، لأن الاسترجاع قبيل لقاء غامبيا أمر مهمّ. الغامبيون تعرفوا على مصباح ونادوه ب ميلان ما أثار انتباهنا في حصة مساء أمس التدريبية في ملعب الاستقلال هو أن الغامبيين تعرفوا على جمال مصباح بدليل أنهم كانوا ينادونه ب ميلان.. ميلان، وعلى الرغم من أن مصباح لم يتنقل إلا مؤخرا إلى هذا النادي الإيطالي العريق إلا أنه اكتسب الشهرة حتى في غامبيا.