يواصل النادي القبائلي سلسلة النتائج السلبية في مباريات البطولة الوطنية، فبعد الهزيمة المرّة التي تجرعها الأربعاء الماضي أمام مولودية باتنة بهدف دون مقابل، إنهزم أول أمس السبت بنتيجة (3-0) أمام إتحاد عنابة بملعب 19 ماي... ويمكن القول إن هذه الهزيمة تبيّن بوضوح المرحلة الصعبة التي تمر بها الشبيبة في المدة الأخيرة وسوء تسيير هذه المرحلة منذ تعادل بجاية في تيزي وزو. ومن جهة أخرى ظهر إتحاد عنابة هذه المرة أكثر إرادة وأحسن تنظيم فوق أرضية الميدان، حيث استطاع أن يثأر لنفسه بعد سنوات طويلة، إذ كانت الشبيبة الشبح الأسود له، لاسيما أنها أقصته أيضا من الدور ربع النهائي من منافسة كأس الجمهورية بعنابه هذا الموسم. خروج كوليبالي أثّر كثيرا في الشبيبة ويبدو أن الشبيبة ليست محظوظة عندما تخوض لقاءاتها في ملعب 19 ماي 1956 بعنابة، حيث في كل مرة تواصل لقاءاتها بعشرة لاعبين، ففي مباراة الدور ربع النهائي من منافسة كأس الجمهورية واصلت الشبيبة اللقاء بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 23 بعد طرد دويشر، لكنها حققت في نهاية المطاف تأهلا صعبا، لكن في مباراة أول أمس الأمر كان مختلفا لما تعرّض كوليبالي إلى الطرد في نصف الساعة الأول وكان خروجه بمثابة منعرج حقيقي للشبيبة التي أنهت المباراة بهزيمة ثقيلة، إذ لم يستطع رفقاء بلعباس الصمود أمام هجمات بودار وڤاسمي، ورغم أن ڤيڤر حاول أن يغطي منطقة الدفاع بإقحام نساخ إلا أن ذلك لم يجد نفعا أمام إرادة لاعبي “بونة“ الذين أصرّوا على الوصول إلى شباك حجاوي. أخطاء فادحة متكرّرة لا يمكن أن نتحدث عن هزيمة “الكناري“ بثلاثة أهداف دون مقابل في المباراة الأخيرة أمام اتحاد عنابة دون أن نقف عند الأسباب الحقيقية التي كانت وراءها، فإضافة إلى النقص العددي الذي كانت تعاني منه الشبيبة في هذه المباراة فإن اللاعبين ارتكبوا العديد من الأخطاء الفادحة لاسيما في الدفاع والوسط، وكادت النتيجة أن تكون أثقل لولا براعة الحارس حجاوي الذي أنقذ فريقه من عدة أهداف محققة لاسيما في المرحلة الثانية، لكن على العموم وبالنظر إلى السيطرة المطلقة التي فرضها لاعبو اتحاد عنابة فإنه يمكن القول إن أشبال المدرب ڤيڤر كانوا غائبين في أغلب فترات اللقاء وكأنهم يعانون من الناحية المعنوية. الشوط الثاني كان كارثة حقيقية حتى وإن لم تكن المرحلة الأولى من المباراة موفقة بالنسبة للشبيبة التي تلقت فيها هدفين، إلا أن المرحلة الثانية كانت كارثة حقيقة حيث لم نشاهد لاعبي “الكناري“ الذين تركوا المبادرة كلية للمنافس الذي سيطر على مجريات هذه المرحلة، فما عدا المحاولتين اللتين قام بهما مفتاح على الجهة اليمين وتصدى لهما الحارس واضح فإن بقية أطوار اللقاء كان لصالح المحليين الذين جسدوا هذه السيطرة في الوقت بدل الضائع من المباراة عن طريق عدلان بن سعيد. المباريات المقبلة ستكون شكلية فقدت الشبيبة نهائيا حظوظها في احتلال المرتبة الثالثة المؤهلة للمشاركة في منافسة كأس إفريقيا الموسم المقبل بعد الهزيمة الأخيرة أمام اتحاد عنابة، وهو ما يعني أن المباريات الثلاث المتبقية أمام كل من اتحاد البليدة يوم الثلاثاء المقبل بملعب أول نوفمبر والتنقل الصعب إلى الشلف السبت المقبل والجولة الأخيرة أمام شباب باتنة ستكون شكلية قبل أن يستفيد اللاعبون من بعض أيام راحة قبل استئناف التدريبات تحضيرا للمنافسة الإفريقية شهر جويلية المقبل، أما الإدارة ستركز على اصطياد العصافير النادرة لتدعم بها التشكيلة تحسبا للموسم المقبل. ---------------- راحة أمس والعودة اليوم مساء استفاد لاعبو شبيبة القبائل من راحة ليوم واحد كانت أمس الأحد منحها لهم المدرب آلان ڤيڤر حتى يسترجعوا أنفاسهم عقب عودتهم من عنابة أمسية أول أمس، حيث كان الجميع يشتكي من التعب والإرهاق بسبب مشقة لعب كل المباريات الأخيرة في ظرف قصير، على أن يعود الجميع إلى أجواء التدريبات أمسية اليوم في حدود الساعة الرابعة زوالا بملعب تيزي وزو استعدادا للمواجهة المرتقبة هذا الثلاثاء أمام اتحاد البليدة والتي تدخل في إطار الجولة ال32 من بطولة القسم الأول. للإشارة، فإنّ الشبيبة ستلعب مباراتها دون جمهور بسبب العقوبة المسلطة على ملعب أول نوفمبر بعد الأحداث التي وقعت في لقاء وفاق سطيف. ------------------------------ تجّار تشابك مع دودان وغادر الميدان غاضبا في الوقت الذي كانت كل الأنظار مصوبة إلى ما حدث في الأيام القليلة الأخيرة مع المهاجم محمد أمين عودية الذي غادر الشبيبة في صمت وترك وراءه العديد من التأويلات في الشارع الكروي القبائلي، تفاجأنا بأمور أخرى تحدث للنادي القبائلي، ولعل ما فعله تجار في المباراة الماضية أمام اتحاد عنابة أحسن دليل على ذلك، حيث دخل في اشتباكات مع رئيس فرع كرة القدم كريم دودان مباشرة بعد أن قرر الطاقم الفني إخراجه في الشوط الأول، أمام أنظار الجميع من مسيّري اتحاد عنابة والأنصار الذين تفاعلوا مع ما فعله وسط ميدان “الكناري”، ولحسن الحظ تدخل جميع الذين كانوا على كرسي الإحتياط للتفرقة بين الثنائي قبل أن يُغادر تجار الميدان نحو غرف الملابس. لم يتقبّل تغييره في نصف الساعة الأول من المباراة ومن بين الأسباب التي دفعت تجار إلى التصرف بهذه الطريقة الغريبة تجاه دودان هو عدم تقبّل تغييره في نصف الساعة الأول من المباراة وتعويضه ب نساخ، حيث كان يريد أن يُواصل اللقاء إلى غاية نهايته وبما أنه لم يحقق هذا المبتغى قام بهذه الفعلة، لكن كان على تجار أن يتحكّم في أعصابه ويفكر أكثر في مصلحة الفريق، خاصة أن الشبيبة كانت حينها منهزمة بهدف دون مقابل وكانت بحاجة ماسة إلى من يقدم لها يد العون وليس من يزيد أمورها تعقيدا. أصبح يُهدّد بمغادرة الشبيبة وقد يُعاقبه بن شيخة وحسب المعلومات التي تحصلنا عليها، فإن تجار لم يهضم ما حدث له في مباراة عنابة لا من جهة المدرب الذي أخرجه قبل نهاية الشوط الأول بربع ساعة ولا من جهة رئيس الفرع دودان الذي حاول في البداية تهدئته، وقد كشف تجار لبعض مقربيه أنه يريد مغادرة الشبيبة بعد نهاية الموسم الجاري، في الوقت الذي يسعى الرئيس حناشي بشتى الطرق لإقناع رئيس نادي بارادو خير الدين زطشي بالموافقة على أن يواصل تجار تقمص ألوان “الكناري” قبل أن تسرع أندي أخرى إلى خطفه لاسيما وفاق سطيف وأندية أخرى عاصمية. مع الإشارة إلى أن مصدرا من الرابطة أكد أن تجار ممكن جدا يتلقى عقوبة قاسية من المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة الذي كثيرا ما حذّر اللاعبين الدوليين من التصرّف بتهوّر مع مسؤوليهم أو مع منافسيهم والأنصار مهمها كان الحال. الشبيبة لا تريد المزيد من المشاكل غريب أمر بعض لاعبي “الكناري” الذين يقومون أحيانا بأمور غريبة جدا، ففي الوقت الذي كان عليهم أن يركزوا أكثر على المواعيد الهامة التي تنتظرهم مستقبلا والسعي أيضا لتحقيق أهداف النادي الثانوية على غرار احتلال المرتبة الثالثة التي تمكنهم المشاركة في المنافسة الإفريقية الموسم المقبل بما أنهم لم يتمكنوا من الظفر بلقب البطولة ولا المرتبة الثانية ولا حتى الوصول إلى الدور النهائي من منافسة كأس الجمهورية، راح البعض يدخل في متاهات لا تسمن ولا تغني من جوع وتزيد أمور الشبيبة تعقيدا، لهذا لابد من مراعاة مشاعر الأنصار والابتعاد قدر الإمكان عن الأمور التي تحطم النادي لاسيما أن دور المجموعات من منافسة رابطة أبطال إفريقيا سينطلق على فترة قصيرة. عندما يغيب حناشي الحالة “تتخلّط” في الشبيبة هكذا هي شبيبة القبائل عندما لا تجد الرئيس حناشي لفرض الصرامة اللازمة داخل التشكيلة، لاسيما عندما يتنقل النادي خارج القواعد، حيث أن الأمور تسير بطريقة لا تعكس تماما سمعة النادي القبائلي، ومن كان حاضرا في عنابة لا يصدق أن ما حدث يومها كان في الشبيبة، بل سيقول إنه ناد آخر من الأقسام السفلى، وتكفي النتيجة النهائية التي انتهت عليها المباراة بثلاثية نظيفة لأبناء “بونة” لتكون أحسن دليل على الحالة التي آلت إليها الشبيبة في المدة الأخيرة حيث بدأت الأحوال تتدهور من جولة إلى أخرى. حميتي فعلها مع محرز أمام باتنة حتى وإن كان الحديث قد اقتصر على ما فعله تجّار مع دودان، إلا أن مثل هذه التصرفات ليست جديدة في الشبيبة، حيث سبق أن تشابك المهاجم حميتي مع مدرب الحراس سيد أحمد محرز في مباراة مولودية باتنة التي سبقت مباراة اتحاد عنابة، حيث لم يتقبل النصائح التي قدمها له محرز عقب نهاية المباراة لكن لحسن الحظ الأمور لم تعرف منعرجا خطيرا بل توقفت على الفور وعادت إلى نصابها في غرف الملابس. دون شك مثل هذه الأمور الخطيرة التي تتكرر في كل مرة سيقف عندها المسؤول الأول عن النادي القبائلي محند الشريف حناشي في أسرع وقت قبل موعد المنافسة الإفريقية شهر جويلية المقبل. ---------------------------------- كوليبالي: “الحكم كان قاسيا معي... والوضعية إزدادت سوءا في الشبيبة” في البداية، كيف هي الأجواء داخل التشكيلة بعد سلسلة التعثرات التي سجلتموها في الآونة الأخيرة؟ معنوياتنا محبطة، فالنتائج السلبية الأخيرة أثرت فينا جميعا ولم نعد نقوى على تحمل المزيد، ربما الهزيمة أمام اتحاد عنابة كانت منطقية بالنظر إلى مستوى المنافس الذي واجهناه، لكن أكثر ما أثر فينا هو الهزيمة التي تلقيناها أمام مولودية باتنة، لقد واجهنا فريقا متوسطا غير أنه كان أكثر إرادة ورغبة في تحقيق الفوز، رغم أن تشكيلتنا على الأوراق أفضل منه بكثير، هذا ما يحز في نفسي في الوقت الحالي. ما تعليقك على الهزيمة الأخيرة أمام عنابة؟ المباراة كانت في غاية الصعوبة، وهذا أمر كان منتظرا بالنظر إلى الظروف الصعبة التي يعيشها اتحاد عنابة، حيث كان من الضروري أن يتفادى الاقتراب من منطقة الخطر بأي وسيلة، كما أنه عرف كيف يستغل عاملي الأرض والجمهور إلا أن النتيجة لا تعكس أبدا مستوى شبيبة القبائل، خاصة أني خرجت في المرحلة الأولى بعد أن أشهر الحكم في وجهي البطاقة الحمراء. عموما لقد تلقينا هزيمة ثقيلة لا نستحقها. تعرضت إلى الطرد في الشوط الأول، هل ترى أن الطرد كان مستحقا؟ لقد أشهر الحكم في وجهي بطاقتين صفراوين. لكن رغم ذلك أعتقد أن الطرد كان قاسيا لأني لم أكن أستحق ذلك بما أنني لعبت الكرة بشكل نظيف ولم أعتدِ على مهاجم عنابة، في الواقع المباراة كانت ساخنة منذ البداية وكان من الضروري أن نفرض نحن المدافعون أنفسنا أمام مهاجمي المنافس لكن في الإطار الرياضي، إلا أن الحكم كان متسرعا في اتخاذ قراراته بدليل أنه في ظرف خمس دقائق منحني إنذارين، الأمور جرت بسرعة فائقة حتى أني لم أتابع بقية مجريات اللقاء، لأني تأثرت كثيرا بذلك الطرد خاصة وأني تركت زملائي ناقصين عدديا. السيناريو نفسه حدث لكم في عنابة في مواجهة ربع نهائي كأس الجمهورية لما طُرد اللاعب دويشر، أليس كذلك؟ لا أرى أن الأمر مشابه بين لقاء أمس (الحوار أجري أمس) واللقاء الذي جمعنا بعنابة في إطار منافسة الكأس، أولا أهمية المواجهتين تختلف، كما أنه في لقاء الكأس خرج اللاعب دويشر الذي كان في منصب وسط ميدان، ما يعني أن المدرب أخرج لاعب من الوسط الهجومي (الشرڤي) وأقحم شريف الوزاني لتعويض دويشر، أما في لقاء أمس فقد خرجت أنا من محور الدفاع والمدرب اضطر إلى إخراج وسط ميدان ليقحم ظهيرا أيسر ليلعب في محور الدفاع، هذه هي نقطة الاختلاف بين المواجهتين. عموما المباراة انتهت ولا داعي للحديث عنها مجددا. لن تشارك أمام البليدة بسبب العقوبة، ألن يؤثر ذلك في التشكيلة؟ لسوء الحظ أني لن أشارك، لكن لا أظن أني سأضيع الكثير في هذه المواجهة، كما أن عدم مشاركتي في هذه المباراة سيجعلني أرتاح قليلا خاصة أني لعبت المباراتين الأخيرتين أمام باتنةوعنابة تحت تأثير الإصابة، حيث أني أعاني من إصابة على مستوى العضلة المقربة لكني فضّلت المشاركة حتى لا أترك الفريق يعاني من كثرة الغيابات أكثر مما هو عليه. كيف تتوقع أن تكون مباراة البليدة؟ هي آخر مواجهة لنا في عقر الديار، ومن الضروري أن يفعل زملائي المستحيل حتى لا يخيّبوا الأنصار أكثر ويعملوا على تشريف الألوان القبائلية على أكمل وجه، لا سيما أنه بعد لقاء البليدة سيكون في انتظارنا لقاءان صعبان خارج الديار، لذا على الأقل يجب أن ننهي البطولة بنتيجة إيجابية في تيزي وزو أمام أنصارنا قبل أن نخرج في اللقاءين الأخيرين من البطولة. ماذا عن مستقبل كوليبالي مع الشبيبة؟ بصراحة إلى حد الآن ليس هناك أي جديد، لكن لا أرى أنّ مواصلة المشوار مع الشبيبة إلى غاية نهاية عقدي في شهر ديسمبر سيقلقني، على العكس، من جهتي أريد أن أكمل مشواري كل هذه المدة والمشاركة في منافسة رابطة أبطال إفريقيا، لكن إذا حدث وتلقيت عرضا مهما من أوروبا قبل هذا الموعد لا أظن أن الرئيس حناشي سيعرقل انتقالي.